الأحد، يناير 26، 2014

خواطر مع صحيح البخاري

#خواطر_الفجر

صحيح البخاري ...

* عندما بدأت فى تصفح #صحيح_البخاري لأول مرة بعد عمر ..جال فى ذهنى .. كيف مضى عمر طويل بدون النظر و السعى إلى قراءة حديث رسول الله -صلى الله عليه وسلم- الصافى النقى كما كان يُحدث به الناس فى بداية عهدهم بالإسلام..

ثم راجعت نفسي.. كيف كان مفهوم السعى إلى التدين و الإلتزام-كما يقال-..عن طريق الهمة فى قراءة كتاب الإمام و الشيخ و العالم.. و تنتهى من كتاب و يليه كتاب اخر  .. فى العقيدة و الفقه و شرح الحديث و الرقائق و...الخ
و كل هذا و أنا لم أطالع و لو لمرة ..حديث النبى الصافى ..

و كأن هناك حجاب .. أو حاجز .. أو مظنة أنه لا يفهم منفردا قدر الإستطاعه..ولابد من واسطة فى كل كلمة لتفسر و تشرح و تأول ..

*ثم يبدأ الألم يتجدد مرة أخرى..مع قراءة الأحاديث و التعلثم فى اسماء الرواة و الصحابة أحيانا و بعض الكلمات ..نتيجة لقلة العلم..

بينما هو هو نفس اللسان الذى كان يمرر كلمات الشيخ الفلانى بسهولة و يذكرها فى كل مجلس للدعوة..فيقول قال الشيخ و قال الإمام و قال شيخ الإسلام..ثم سرد عبارات مطولة بدون تلعثم .. فَيُنظر لك على انك من حملة العلم من التلفظ بالعبارات و سرد الكلمات فى سرعة للرد حول المسألة الفلانية ..

و كأنه صار الدين و الحجة فى الحقيقة أن تعضد قولك ليس بحديث رسول الله-صلى الله عليه و سلم-..بل بقول الإمام الحجة العلم..

و هذه ليست دعوة للتنقص من أهل العلم... كما قد يحملها بعض من يسوء ظنه.. بقدر ما هو لوم للنفس التى فرطت فى التعلم .. و ضاع منها العمر الكثير .. فيما لا حجة به أمام الله يوم القيامة..

فالناس كل الناس .. قولهم مردود به خطأ و به صواب .. إلا رسول الله -صل الله عليه و سلم-..فكله صواب و يقين أنه صواب..

*مرة أخرى .. بعد أن تساقط بعض من كان يشار لها .. و صمت البعض الاخر .. و كل له حجته و تأويله .. فكان لابد أن يكون هناك الة للزمن.. لتجاوز كل هؤلاء ..و العودة إلى النبع الصافى .. لمعرفة ماذا كان يقول فى هذا الامر .. فمن المحال أن يكون الله قد تركنا هملا فى هذه الفتن..لا نعرف الحق من الباطل .. و قيد المعرفة بانسان يخاف أو يضلل...بل لابد للحق أن يكون قائم فى ذاته..سهل الوصول له لكل انسان..هذا مقتضى رحمة الله بالخلق ..فلم يكن ليعذبهم و لا يؤاخذهم حتى يبعث لهم رسولا يبين لهم الحق..و به تقع النذارة و تقام الحجة ..

فكتاب الله و صحيح البخارى و كتب السنة النبوية الصحيحة .. هى تلك الالة التى تتجاوز بالمرء العوالم الحالية و السابقة.. لتعود به إلى عصر النبى -صل الله عليه و سلم- .. ليكون هو الشيخ و المربى و المعلم  ...

*الألم عندما تجد عمر طويل قد ضاع و لم تنتهى من قراءة كتاب واحد كاملا فى السنة الصحيحة كما هو صافى بدون شوائب.

عندما تنظر إلى كيف رتب البخاري صحيحه.. تتعجب ممن يسأل عن كتاب فى العلوم الشرعية وبين يديه هذا المصنف الذى يحتوى على كل ما تحتاج له من البداية إلى النهاية .. من بدء الوحي إلى الطهارة إلى الصلاة إلى الأدب إلى التفسير إلى الرقائق...

* هناك كلمات لا تدركها و لا تدرك شعور من يذكرها إلا إذا مررت بنفس ما به من حال .. لتستطيع أن تعرف ما فيها ..
دع عنك العبارات المنمقه التى تذكر حول صحيح البخاري .. فلن تستشعرها إلا إذا مررت راحة يدك بأحاديث رسول الله-صل الله عليه و سلم - ...و استشعرت بملمسها فى راحتك..و فى قلبك..
لتجد  قشعريرة تمر بجسدك..عندها قد تدرك هذا الشعور العجيب .. الذى لا تفسير له ..

*كلمات قد لا يقرأها غيرى...و لكن يكفينى فيها ..أنى خاطبت نفسي لعلها تفيق من ظلمات التيه.. و تهتدى للحق ..


للحديث بقية إن كان فى العمر بقية...

25ربيع الأول 1435
26-1-2014 م.

ليست هناك تعليقات: