السبت، يوليو 07، 2018

الجهاد فى الغرب- صعود السلفية المقاتلة - فرايزر إيغرتون









الجهاد فى الغرب- صعود السلفية المقاتلة - فرايزر إيغرتون

المركز العربى للأبحاث و الدراسات و السياسات

صفحة الجود ريدز :


العنوان من المترجم و هو استخدام لفظ ( السلفية المقاتلة ) بدلا من ( السلفية الجهادية ) كان الملاحظة الأولى خاصة مع استخدام بعض المترجمين للمصطلحات الحرفية بعيدا عن المصطلحات  الدارجة مثلما في كتاب السلفية في ألمانيا. لكن المترجم بين بعد ذلك أن هذا من اختيار الكاتب الذى حدد السلفية بالمقاتلة بدلا من الجهادية ليقع الارتباط  الذهنى بما وصفه  العمل العنيف و بالتالى فهذا من صنيع المؤلف لا المترجم.

يروق في المقدمات للكتب قراءة الإهداء خاصة بين العشاق و المحبين و ذلك لمشاركة أحبابهم في لحظات السعادة و النصر تلك باتمام العمل.

بحث الكتاب كما هو بين من العنوان حول صعود السلفية الجهادية في الغرب تحديدا و بالتالى هو لن يتطرق الى الحالة الجهادية إلا في الغرب فقط دون التاريخ أو الحركات الجهادية و نشأتها التاريخية

في المقدمة كان السعي إلى تعريف الحركة الجهادية ، و الكاتب ينكر على الجهاديين أن جلهم لم يدخلوا في العمل المجتمعى النافع و عند الفشل دخلوا في ما اسماه العنف. و أغفل الكاتب أن الحركات الجهادية في الأساس هي نظرت إلى سبب المشكلة فلم يكن هناك داع للبداية مرة أخرى من حيث انتهت الجماعات الإسلامية الأخرى.

يحاول الكاتب تحليل الدوافع للحركة الجهادية في الغرب وهو أن السبب في ذلك هو الشعور بالظلم الواقع على المسلمين في فلسطين و كشمير و أفغانستان ...لكن في ذات الوقت يزعم ان الشيخ بن لادن لم يستخدم الإشارة الى فلسطين الا مرة واحدة فقط بعد ضربات 11 سبتمبر بينما الشيخ كان دائما يشير الى ان سبب الصراع في عدة أسباب :
ما يقع للمسلمين من ظلم في فلسطين
دخول القوات الكافرة إلى جزيرة العرب
نهب ثروات المسلمين من قبل الحكومات العملية المدعومة من الغرب .

لم يشير الكاتب إلى أن سبب قتل فان غوغ من طرف محمد بويرى هو قيام غوغ بالاستهزاء بالنبى الأكرم صلى الله عليه و سلم، و بالتالى يغيب عن القارىء الدافع الحقيقى وراء تلك العملية

يراجع الكاتب التحليلات في صعود السلفية الجهادية في الغرب و ينتقدها و لا يعتبر أن السبب لها واحد فقط و ان هذا من الاختزال مثل التفسير أن ذلك بسبب الدين أو الهجرة أو عدم الاندماج أو البطالة ... الخ من تلك الحجج التي يكررها علينا بغبغاوات الشرق .

دائما ما يكرر الكاتب لفظة ( المزعوم ) في وصف الاعتداء من الغرب على بلاد المسلمين، و عجيب من هذا الذى لا يرى هذا الأمر و الاحتلال للعراق و قتل الأطفال و الحصار للعراق قديما و يصف بعد كل ذلك بالمزعوم .

الفصل الثانى
_
يطرح في هذا الفصل الدوافع التي تؤدى الى اعتناق الفكر الجهادى و يجعل الكاتب هذا في عدة أسباب و هي :
الحرمان الاقتصادى
العنصرية
الاغتراب

ثم يرد الكاتب كل تلك الدعاوى، لإن ببساطة كثير من المنتمين الى الفكر الجهادى لا ينطبق عليهم تلك الأسباب في الغرب

ثم يرد دعوى الشعور بالاغتراب سواء البنيوى أو الفردى في المجتمعات الغربية.

من الملاحظات أن الكاتب دائما يتعرض الى فترة المراهقة للجهادين و ما فيها من ( جاهلية) مثل شرب الخمر أو اتخاذ الصديقات أو تعاطى المخدرات و يعتبر ذلك وصمة، بينما نرى أن الرئيس الأمريكي كلينتون عندما تكلم عن شرب الماريجوانا في الجامعة لم يتم التعامل مع ذلك بإنه وصمة عار او انحراف نفسي.

ما ذكره الكاتب من أمور لا أخلاقية عن القائد الأمير محمد عطا لا دليل عليها وهو سيعيد ذلك الأمر في حق مجموعة هوفتساد

من مميزات ذلك الفصل و الكتاب عموما التعرف على الكثير من الأسماء في العالم الجهادى في الغرب التي لم تحصل على الشهرة الكافية بسبب عدم نجاح العمليات أو بسبب عدم قوة التأثير لها .

يظهر بجلاء طوال الكتاب مدى تأثير عملية لندن و كيف أنها اثرت بشدة في المجتمع الاوربى بما يفوق عملية مدريد الخاصة بالقطارات.

الفصل الثالث
_

يعتمد هذا الفصل على بيان الأسباب التي ساعدت على الترابط بين الجهاديين ، و خلاصة هذا هو زوال الموانع الجغرافية عن طريق التقارب المكاني مع تسارع الزمن و السفر.
النقطة الأهم هو السلاح الإعلامي و مدى تأثيره القوى الذى استطاع من خلال الصوة توحيد الهموم و المشكلات و التي قد يكون المسلم في الغرب لا يعانى منها و لا يعرف عنها شيء، بحيث يجد نفسه جزء من تلك المعاناة و الاندماج فيها.
ما لا يتصوره الكاتب و يسبب له الخلط حول مفهوم الأخوة الايمانية التي تنطلق من أصل دينى فقط ( إنما المؤمنون أخوة)، و عليها توجد تلك الأمة الواحدة ( إنما أمتكم أمة واحدة).
من المعلومات الجديدة التعريف بالخالستان و دولتهم المنشودة – لا أقامها الله –
من المهم تصور سلاح الصور و الحرص عليه وذلك منذ الجهاد الأفغاني  و تناقل تلك المرئيات و الصور إلى جميع المسلمين .
يظهر تأثيرات مع بعد الحداثة كذلك على الجهاديين في الغرب و ذلك من خلال سيولة الانتقال و الحركة من مكان واحد بواسطة جهاز حاسب في غرفة مغلقة

الفصل الرابع
_
يدور هذا الفصل تحديدا حول المجموعات الغربية في ( بلجيكا – لندن – هامبورغ – مدريد )
يريد الكاتب التأكيد على نقطة واحدة هي أن الدافع العاطفى فقط الغير عقلانى هو المحرك للجهاديين و عدم وجود فكر مؤسس لدى الجهاديين .
قد يكون النقاط المتفق عليها هي ضرورة التركيز  على شيئين :
كيفية تحويل هذه العاطفة إلى عقيدة علمية
الجانب التربوى الأخلاقى
و هو ما أشار له أبو مصعب السورى في دعوة المقاومة الإسلامية العالمية حول نقاط الضعف لدى التيار الجهادى.

ينتقد الكاتب اختزال الصورة للاحداث السياسية و ما يحيط بها من اختيارات، و لكن الكاتب يغفل على ان هذا الاختزال المقصود منه القفز إلى لب الصراع بعيدا عن الدخول في التحليلات و الإغراق فيها في رسالة إعلامية سريعة من 15 دقيقة الى 80 دقيقة مثلا.  فإن وقع في النفس الايمان العاطفى يتم الانتقال بعد ذلك الى مرحلة العمل للعنصر الفعال.
من استفادات هذا الفصل كذلك التعريف بكثير من الرموز و العمليات التي لم تشتهر كثيرا، وإن كان ذكر منها شيء في كتاب البروج المشيدة – لورانس رايت –

الفصل الخامس
_
يدور  الحديث هنا حول طبيعة الجهاديين في الغرب بين  من كان من أصول هاجرت إلى آوربا و بين من هو مولود في آوربا و نشأ هناك، و ذلك من أجل دحض النظريات التي تقول أن المشكلة جاءت بسبب المهاجرين الذين لم يندمجوا .
يرى الكاتب أن سهولة الانتقال  بين البلدان هو ما عزز نظرة الحركات الجهادية في التقارب بينهم مع التخلي عن فكرة القومية/ الوطنية في القتال إلى الانطلاق الى القتال الأممى العقائدى و عدم الاعتداد بالحدود و الأراضى.

أهمية الهجرة و السفر في التعارف بين الجهاديين و ذلك للحصول على الشرعية من خلال الوصول إلى المعسكرات في باكستان و أفغانستان ثم العودة بعد ذلك لنشر الأفكار

الفصل السادس
_
ينتقل هذا الفصل لتحليل صعود الخطاب الجهادى في الغرب من خلال  شقين :
ما يتعرض له المسلمون من مظالم سياسية في القضايا الخاصة بهم، وأن المسلمين كذلك الذين لا يمارسون العمل العنيف ( الجهادى ) يتفهمون أسباب ودوافع الجهاديين و يلتمسوا لهم الاعذار و إن كانوا لا يشاركوهم العمل أو يقبلوا به .
العنصر الثانى هو طبيعة الخطاب الدينى و التي تعظم الشهادة و استحضار التاريخ الاسلامى ثم اسقاط ذلك في العمل الجهادى.
الموالاة بين العناصر الجهادية في المجموعة الواحدة مع العزلة عن المجتمع و تكوين مجتمع آخر داخلى منفصل تماما
تأثير الدعاة الجهاديين في الغرب و على رأسهم أبو حمزة المصري و أبو قتادة الفلسطيني و محمد الفزازى و عبدالله الفيصل ( ملاحظة أن الكتاب في 2011 و ذلك قبل التراجعات و الاعتقالات و الترحيلات ) و دور هؤلاء الدعاة في اذكاء تلك الروح لدى الشباب و ممارسة التحريض المتواصل  

الخاتمة
-
اغفل الكاتب دور الخارج الجهادى في الانضمام الى السلفية الجهادية من خلال الخطابات الإعلامية و التحريض المتواصل على هيئة رسائل آدم غادن و الشيخ الظواهري.
لم يذكر الكاتب نهائيا تجمع الجهاديين في لندن ( السورى / أبو قتادة / المسعري .... ) و تأثيرهم في الشباب هناك .
لم يتعرض الكاتب الى المساجد في الغرب و الصراعات فيها بين الأحزاب و الجماعات و المخابرات في فرض السيطرة و السطوة و التجسس
الكتاب توقف عند 2011 و بالتالى لم يتعرض الى ما بعد اعلان تنظيم الدولة و العمليات في الغرب العنيفة المتكررة
الكاتب الأعمى دائما ما يردد كلمة ( المزعوم ) في وصف القتل و الدمار من الغرب على المسلمين.
الكاتب يغفل تمام طبيعة الدين الاسلامى و الايات التي تحرض على القتال و الجهاد و الاخوة الايمانية و الموالاة بين المسلمين و المحبة ، و قد يكون ذلك لادوات التحليل التي يستخدمها الكاتب للبعد عن العاطفة و اعتماد تحليل مادى  فقط .

تقييم الكتاب 2/5

السبت
23 شوال 1439
7/7/2018




حول صناعة سلفية ألمانية - نينا فيدل


حول صناعة سلفية ألمانية 
نينا فيدل



كتاب جيد ، مختصر مفيد فى التعرف على الحركات السلفية فى ألمانيا كأنك تعيش بينها منذ نشأتها و ترى نشاطها بعينك و دعوتها هناك .
لا يمكن و صفة بكتاب تاريخى عن الحركات السلفية فى ألمانيا لإن تركيزه الأساس من 2000 : 2016 و هو ما استدعى نقص نجمة فى التقييم ، و قد يكون خاتمة الكتاب هى السبب فى تصنيف الكتاب فى الأساس ، و هو التعرف على التيار السلفى الجهادى من الاوربيين الالمان و ذلك بعد سفر الجهاديين اللالمان إلى سوريا و العراق و عودة البعض منهم و العمليات فى ألمانيا ، مما استدعى دراسة عن هذا التيار السلفى الجهادى و نشاته و التيار السلفى عموما .
الأخطاء فى تصوير التيار السلفى الجهادى قليلة ، و هى تتمثل فى أنهم يعتبروا الحكام مرتدين وذلك لدلالة الباطن على أفعالهم الظاهرة و هذا قول مرجئة الفقهاء و ليس قول أهل السنة و الجماعة فى مسألة العمل من أصل الإيمان ، و قد كانت أدبيات التيار السلفى الجهادى توضح دائما تلك النقطه بوضوح و التمثيل لها بمسألة ترك الصلاة و سب الأنبياء و حكم فاعلها بغض النظر عن معتقد الباطن .
كذلك استخدام المترجم لمصطلح ( السلفيين النقاويين ) و قد كان يسعه الاسم الشائع ( السلفية العلمية ) و التقسيمات المعتادة بدلا من الاختراع الجديد للمسمي فى الترجمة، و الترجمة عموما رائقة فى الكتاب و سهل و قد أحسن الكاتب فيها ، و إن كان فى ترجمة (
IS )
و استخدام مصطلح (داعش) بدلا من ( الدولة الاسلامية ) حيث أن هذا هو مصطلح الكاتب المستخدم و ليس الاختصار و دلالاته عموما فى الحكم
يظهر مدى التأثير القوى و المراقبة الأمنية الشديدة من طرف - المكتب الاتحادي لحماية الدستور - فى ألمانيا فى إغلاق الكثير من الأنشطة الدعوية فى المانيا و اعتقال الدعاة هناك
الكتاب جيد لمن يريد التعرف على التاريخيه السلفية للحركات ليس فى المانيا فقط بل فى مصر ايضا للتشابه التام بين الحالتين فى كل شىء ، و يعتبر ملائم لمن يريد أن يقدم كتاب لشخص يقرأ لأول مره عن السلفية و الحركات السلفية .

رابط الكتاب على موقع جود ريدز

https://www.goodreads.com/book/show/34618002