الأربعاء، أكتوبر 30، 2013

علم الحديث- طلب العلم-3



عادة الأحلام تكون فى ما قد يشغل الانسان ..
أو أمر طارىء يأتى على الانسان كتنبيه و تنويه له ..

فإذا بى أصحو على حلم ...و أنا أتواجد فى مجلس علم، ويُحدث فيه أحد الشيوخ بحديث عن رسول الله فى سبب نزول اية محددة..
و كان يعتمد فى روايته على ما أدرجه الإمام السيوطى رحمه الله فى كتابه" أسباب النزول"..
ثم بدأ يُفرع على هذا السبب فى النزول من المسائل الكثيرة..
فما كان منى إلا أن قلت ، و لكن هذا السبب الذى أورده السيوطى لا يصح عن رسول الله، و قد ضعفه الشيخ مقبل بن هادى الوادعى فى كتابه " الصحيح المسند" و ذكر أسباب التضعيف له..
و بالتالى ما يتم ايراده اذا فى التفريعات على هذا السبب لا تصح ..
فما كان منه إلا الوقوع فى الشيخ مقبل دون الالتفات أو السؤال عن سبب التضعيف..

مسألة تعظيم قدر النبى ، و تعظيم سنته ليس فقط فى ادعاء المحبة باللسان أو المحافظة على الأذكار الموظفة أو الانتفاض عند ذكر اسمه فى الصلاة و السلام على رسول الله..

إنما تعظيم النبى ابتداءا فى تحرى كل قول ينسب إلى النبى (صل الله عليه و سلم) ..قبل العمل به و قبل الشروع فى تحديث الناس و حثهم على العمل به ..

و لا حرج أن يقول المرء بالمسألة ثم يتبين له خلافها فيرجع عنها ، بدلا من أن يكون كل همه جمع النظيحة و المتردية ليصبت صحة رأيه فقط

اللهم وفقنا لتعظيم قدر النبى
و اتباع سنته علما و عملا و اقتداءا

الأحد، أكتوبر 13، 2013

تغريدات عن التحرش



                               تغريدات عن التحرش



1- التحرش:

حاله من الجنون المجتمعى ،فالسلطه تفرض تحرش بالافراد، الافراد يفرضوا تحرش ببعضهم البعض، من أجل ضمان أنك لست الاخير فى الصف فقط.

2- لو كان التحرش المشاهد بالاقوال او الافعال دائم الحديث عنه من الجميع، و مستبشع فى ذاته للصورة الحيوانية التى يظهر بها ، الا ان التحرش الصامت دائما هو الذى يتعرض له كثير من العاملات فى الوظائف المختلفه ، و هو من اكثر الحالات المسكوت عنها و التى لا تظهر نتيجة الضغط الاجتماعى و مجاولة الحفاظ على العمل و تفادى المضايقات قدر الامكان فى صمت

3- التعامل مع القضايا بمنطق .. "ما هو فى بلاد بره فى تحرش " ، او بمنطق " ما هى فى دول التى تنتسب للاسلام فى الظاهر يوجود تحرش " ..

منطق فاسد .. من أجل التكتم على اصل القضيه فى الاساس ..
و التحول الى تفرعات اخرى بعيدا عن المحور المقصود فى الحديث الدائم

او محاولة للتبرير او التهوين .. بمبدأ " احنا احسن من غيرنا بكثير "

4- عادة لا أحد يهتم بالنار .. الا اذا اصابت ثيابه فى حالات الانانية المطلقه ..

و بالتالى لا يقدر الكثير مسألة التحرش و ضرورة الاهتمام بها لمنعها / الا اذا تعرض يوما لهذا النوع من حالات التحرش ..

الانانية اسلوب حياة ..

5- ما يجرى فى حالات التحرش الجماعى فى الميادين ، او المنتزهات العامه ، او الموالد الشعبيه ...

فى اصله ليس تحرش جنسي فى تصورى ، بقدر ما هى حالة فرض نوع من الاثبات للذات بين الاقران فى القدرة على السيطرة على الانثي ، باصطناع نوع من البطوله المشتمله على المغامرة الزائفه ..

بالتالى يتخذ صورة عنيفه تلحق الاذى الجسدى و النفسي / لمن تتعرض له.

6-الكثير يتعامل مع التحرش من منطلق الخوف من الادانه ...فيتكلم على نقطه و يصمت على الاخرى ...

فاحيانا من ينطلق من منطلق دينى يلقى بالعبأ الاكبر على الفتاه ، بحيث يضمن فكره تدين المجتمع و انها لم تمس ، بل ما جرى من انحراف تتحمله الفتاه فقط

و احيانا من ينطلق من منطلق الحريات يلقى بالعبأ على المجتمع تماما و افكاره و نظرته الى المرأه، و ليس ان هناك شطط زائد فى حريات المرأه احيانا يتثمل احيانا فى بعض الاعمال التى تهين المرأه فى ذاتها ، و يصمت على هذا من اجل التخوف من مهاجمة مساحة الحرية التى يريد تحقيقها

فالبالتالى يكون عادة الحل المعروض ناقص .. و لا يؤدى الغرض المطلوب منه

7- عندما تسأل عن دور فرد الامن فى التحرش ...
و دوره فى التعامل مع الذبان لصدهم عن التعرض للفتيات ..

يحضر حاله فى الذهن تعبر عن الانفصام الشخصى لفرد الامن..
الذى هو هو بعد ان ينقذ الضحية من حالة التحرش المفترض .. يشرع فى ممارسة تحرش خاص به ، لارتداءه البزة الرسمية لوظيفته ..فى التعرف عليها .. و تبادل الابتسامات الاضطراريه للخلاص من هذا الموقف

و هنا من يحمى الفتاه فى تلك الحالة من تحمل المضايقات ذات الطابع الرسمى ...


8- التناول الموسمي لقضية التحرش ..
عادة لا يأتي بعلاج ..
مثل هذه التغريدات .
لانها مجرد حديث موسمي مستهلك فقط من اجل اقتراب الاعياد
و ما تمثله من وجود تجمعات شبابيه ... تمثل بيئه خصبه للتحرش

لكن الاصل ان يكون العلاج دائم ..بحيث عندما ياتي الموعد الذي يعتاد فيه زياده التحرش
يكون قد تم معالجه كثير من مسببات هذا الامر

و هذا افضل من الحديث الموسمي الاستهلاكي فقط ..
الذي لا يخرج عن حيز الكلام فقط

9- الاعلام له دور كبير فى التاثير على عقلية الصبيه فى مسألة التحرش ..
فهل حان الوقت لاستصدار نوع من الرقابه على الافلام المعروضه فى تحديد السن الملائم لها ، من اجل الاستيعاب للمشاهد فى الافلام .


فكيف يمكنك ان تقنع صبى فى مرحلة المراهقه ان المشاهد الذى شاهده لا يتجاوز 5 ثوان للبطل فى الفيلم و هو يتحسس جسد فتاه و هى بعد ذلك تعجب به مباشرة و تبتسم له ...

ان هذا ليس هو الواقع ، فهو يخرج معجب بالتجربه و الفكره التى قدمت له ، مع الايحاء النفسي بنجاحها مباشرة ، كأنك تتعامل مع انسان الى بضغطة من الزر يستجيب لك ..

فيريد الشروع فى ممارستها فورااا ، ليرى مدى النجاح لها

لكن الاشكال وضع الرؤوس فى التراب و الدخول فى تفريعات الحجر على الفن و الحريات ...الخ

على الرغم انك عندما تقول ان الصبى لم يكتمل ادراكه ، و بالتالى انت لا تستطيع ان تعاقبه بعقوبات رادعه مثل التى تقع للكبار و بالتالى انت عليك ان تقنن نوع المشاهد الملائمة للصبية فى تلك المرحله
و الا فان قلت انه مكتمل الادارك و الوعى و القدرة على التحكم فى التصرفات المطلق ، فعندها يكون فى تلك الحالة انت ملزم بادراجه تحت طبيعة العقوبات التى تجرى على الكبار فى السن و هذا الامر مجال لكل عاقل

10 - الاصل فى من يقوم بالتحرش ، ان لديه خوف داخلى من ان يكشف امره قبل الشروع فى ممارسة التحرش ، و بالتالى فهو يتعمد التخفى عن عيون الاخرين ، خوفا من انكشاف امره عادة..

فان كان فى العمل فالسعى الى الانفراد بالزميلات فى العمل/ مع ضمان نوع من السلطه العليا لتكون كحاجز ردع ...
و ان كان فى المواصلات فهو التخفى فى الزحام ، لعدم التعرف عليه و سلط كتل اللحم التى تفرم فى المواصلات المزدحمة كل يوم ...

لكن عندما يتم الاسقاط على ما يجرى فى التجمعات و يوصف بالتحرش فى الاعياد .. نجد انه بعيد تماما عن هذه الصورة ..

فانت تجد الصبيه و الشباب كلما كان هناك ردع ، سواء من دفع الفتاه لهم او دفع الكبار لهم .. يتحول الامر الى نوع من ممارسة (لعبة) الجائزة فيها جسد الفتاه ..

فالمسألة تجاوزت التحرش ، لذلك تجد انه لا يخاف او انه تكشف امره ، فهو مغيب العقل و الادراك لما يمارسه ، و هذا ليس بعذر بقدر ما هو توصيف فقط ...

و هذا لامكانيه فهم لماذا اصبح التحرش يشمل الجميع فى الفتيات ، فمن يتذرع بزى الفتاه المثير ، فالامر الان تجاوز الى المحجبات و المنتقبات أحيانا ..


و بالتالى هذا لابد انه يدرج على انه نوع من العنف الجسدى و تحليله من هذا المنطلق ..

11- التحرش_الصامت و أحيانا من الممكن أن يكون التحرش_المشروع هو اسوأ أنواع التحرش المسكوت عنه و الذى قد يتسبب الاهل فى تمريره نتيجة الضغط الاجتماعى لتاخر سن الزواج...

من صور هذا النوع المقزز الذى يحمل فوق قذارة التحرش يحمل الاستغلال ..

ما قد يجرى بين الخطيب و مخطوبته فى التحرش بها ، و مع رفضها لما يجرى نفسيا لكن تجد انها بين شقى الرحى فى الرضا بالقبول الصامت لهذا التحرش من اجل عدم افتعال مشكله قد تؤدى الى فسخ الخطبة ..
و قد تلاحظ الامهات هذا النوع من التحرش و لكن تصمت بحجة أنه زوج المستقبل ..
و لا شك أن هذا نوع له من الاذى النفسي الكثير ..

على الجانب الاخر ما يجرى أحيانا فى ما يسمى مجتمع الملتزمين ، و هو بعد استبدالهم الخطبة بالعقد مباشرة بحجة سهولة الخروج و التحرك مع الفتاه ، فيقع أحيانا ما يسمى التفخيذ ، على الرغم من الادراك النفسي للفتاه انه الى الان ليس زوج بالمعنى العرفى بقدر ما هى ورقة فى فى العقد من اجل تمرير التحرك المشروع ..

فالاولى قد تدخل فى التحرش الصامت ، و الثانيه فى التحرش المشروع ..

و كلاهما للاسف لم اجد احد يوما يتحدث عنه ، بحجة أن الظاهر فيهما القبول من الطرفين ، او على الاقل المشروعية للطرفين ..

و لا شك فى حجم الاذى النفسي فى هذه الحاله ، و ان لم يشتمل على اذى جسدى كما هى فى صور التحرش الجماعى
 



يتبع

8 ذى الحجة 1434
13-10-2013 م.

الأربعاء، أكتوبر 02، 2013

توثين المشاعر


توثين المشاعر :

 

المشاعر؛ فى أقرب صورها هى حالة نفسية تصيب صاحبها ،يجد أثر لها فى قلبه ،  فتنقل فى قلبه شعور بالحزن تارة و الفرح تارة و سعادة مطلقة غير مسببة تارة أخرى....الخ.

فتجعل القلب أسرع تقلبا فى أحواله ، فيكون كالمرجل حال غليانه ، فى سرعة التحول المفاجىء له ، و الانتقال بين الاحوال المختلفه .

فيكفى كلمة واحدة، أو نظرة عابرة ، بل مرور طيف أحيانا فقط ، ليصاب الواحد من بسهم من هذه المشاعر .

هذا النوع من المشاعر هى ميزة الكائنات الحية على الجمادات كافة، فهى مشاعر تراها فى الانسان و الطيور... و  كل كائن حى ، تارة قد ندركها و تارة قد تغييب عن عقولنا فى الاستيعاب لها ، لعدم القدرة على فهمها فقط ، و عدم القدرة على الاستيعاب لها ، لا يعنى بحال عدم وجودها .

و ما حال نملة سليمان، إلا صورة من هذه المشاعر بين الكائنات ، فى تحركها خوفا و جزعا على أخواتها من أن يدهسوا تحت أقدام الجند ، دون معرفة منهم بمواضع النمل

هذه احدى القصص ، من قصص كثير تناولها القران ، حال كل من يستمع لها يخرج بشعور مختلف عن الاخر ، فما بين شعور الخوف على الاخرين من النملة ، الى شعور الرحمة و شكر النعمه من نبى الله سليمان حال سماعه حديثها.


فكانت هذه ميزة المشاعر ، تلك المساحة الواسعه لكلا منا فى أن يترك العنان لقلبه لرسم الصورة التى يتخيلها فى ذهنه لتملأ عليه جوارحه و قلبه ، و ليست صورة مادية محددة لا يستطيع الانسان أن يخرج منها ، و كأنها اطار لوحة فقط ، له حدود معينه


لكن مع الوقت ، بدأت تزول هذه المشاعر ، مع انتشار المادية البحته ، من أجل مزيد تسليع للانسان ، و توثين للمشاعر ، لكى تتحول من جمالها اللامادى ، الى وثن مادى يستطيع تجار الانسان و مشاعره ، أن يصيغوه فى صورة محددة ، لكى يتاجروا بها فقط .


هذا الامر المحزن ، فى توثين المشاعر اصبح هو الصيغه السائدة فى الاعلام ، فمن برامج صناعة النجوم الشباب ، الى المسلسلات بتنوعها ، حتى طرق وضع مساحيق التجميل، تجد نفسك أمام تماثيل شمعيه فقط .

 

و ذلك من اجل حصر صورة المشاعر البشريه للفرح و الحزن و الحب و الكراهيه ..الخ ، فى صور ماديه محدده يستطيع بعد ذلك - صانع اوثان المشاعر البشريه - ان يتحكم فيها بسهوله ، و يحرك المتابع لها و المتأثر حتما لها بسهوله .

 

فانت بين صورة متكررة أمامك طوال الوقت، يوحى إليك ان هذه هى المشاعر ، وكيف يمكنك أن تعبر عنها  ، و كأنك اذا كنت تريد ان تكون شاب لك قبول فى المجتمع  عليك أن تتحدث بتلك الطريقه ، و أنت إذا كنت فتاه تريد أن يكون لك قبول فى المجتمع يجب أن تكون مشاعرك تظهر بتلك الصورة، و اذا اردت ان تحب فتاه يجب أن تحبها بهذه الصورة ، و انت اذا اردت ان تلفتى انتباه شاب يجب ان يكون بهذه الطريقة ..


فصارت المشاعر التى نتعامل بها بيننا  فى المجتمع ، ليست فى الحقيقة هى مشاعرنا ، بل هى مشاعر الممثلين فى المسلسلات و المغنيين فى برامج صناعة النجوم ، بل حتى صرخات الفرح ليست هى مشاعرنا بل هى تلك التى يطلقها الجمهور عندما يشير المخرج ( مايسترو المشاعر ) للجمهور بلافته ( ابتسموا تباكوا اضحكوا صفقوا ..الخ)



لو اخذنا مثال قريب و هى حالات الرومانسيه ، فالحب هو من ارقى  المشاعر البشريه ، لانه اعلى حالات القلوب التى يبلغ فيها القلب منتهاه من السعاده و الحزن ، فيقدم المحب أعز ما يملك،  و لو كان نفسه التى جنبيه للمحبوب ، و لا ينتظر مقابل الا فقط رضا المحب له ، أو قل فقط أن يشعر أن ذاك قد يرضى من يحب .


لو نظرنا الى تسليع هذه المشاعر ، ستجد أن المحب تحول الى صورة محددة من الجمال للوجه ، و أسلوب الكلام ، و أناقة الملابس ، و كذلك المحبوبه لابد أن تكون فى المشاعر الموثنه لها قدر معين من الجمال و اسلوب الحديث و ضحكات محدده مرسومه بدقه ، و جسد مصاغ على معييار ثابت ، و مساحيق تجميل بشكل محدد و أنف مرسومة على صورة متكرره


فمن منا فى الحقيقة يملك هذا الصورة  ، التى تقترب من الاوثان الشمعيه فقط ، فتتحول المشاعر هنا الى صورة مادية .. فاذا كنت تريد أن تحبها فعليك أن تكون  هذه صورتك ، و إن كنت تريدى أن يحبك فعليك أن تكونى فى تلك الصورة فقط .


و لو تخطى كلاكما هذه الصورة ، فليس من حقكما فى هذا العالم المادى أن تتمتعوا بمشاعركم ، لان المشاعر هى من حق فقط هذه الاوثان التى تشاهدوها فى الاعلام .


البعض يسقط ، و لو قلت الكثير لكان أقرب للصواب ، فالكثير اليوم يسقط فى هذا الفخ الاعلامى ، فلا يهتم  كل شخص على ابراز مشاعره كما هى على الحقيقه ، و لو قال عنها كل البشر أنها ساذجه ، بل يصب كل جهده لكى يظهر فى صورة المشاعر الموثنه فى الذهن من قبل ، فكل الجهد من أجل أن يشبه فلان الذى شاهده  ، و كل جهدها فى أن تشبه فلانه التى شاهدتها و الكل يصرخ حولها من فرط جمالها لعيون المعجبين .


أذكر أحد المواقف  التى كانت ذكرتها المذيعة الأمريكية الشهيره أوبرا وينفرى ، عندما كانت تخاطب جمهورها حول كيف يظهر الممثلات فى هذه الاناقه فى المجلات  التى تهتم بالمشاهير ، فعرضت حلقه خاصه حول هذا الامر ، فى ان صورة الغلاف الذى يعتقد البعض أنها مجرد صورة عفويه ، إنما قد تستغرق فى التقاطها حوالى أسبوع ، من أجل اختيار افضل وضعية لها ، و بالتالى النتيجة أن الجمهور يسعى لتقليد شىء من الصعوبه الكثير أن يتحقق دون وجود فريق عمل فى التصوير و الاضاءة و الملابس ..الخ ، من أجل ان يتشبهوا بصورة على غلاف مجلة .


لو تعاملنا مع مثال اخر ، يصيب كثير من الشباب ، فان كان الفتيات فى المشاعر الميل لهن الى الرومانسيه الهادئة ، فطبيعة الشباب انما تميل الى المادية فى المشاعر ، و هنا المثال الذى يدمر الكثير بدون أن يشعر تدريجيا و هو الافلام الاباحية

 

فالافلام الاباحيه من اعلى صور توثين المشاعر و المتاجرة بها  بمعنى الكلمه ، فهى تنقل صورة ذهنيه لدى الشباب أنه لا يمكنك أن تكون محبوب الا بهذه الصورة ، فتقتل فيه كل مشاعر الحب ، لتحوله الى اقرب من ماكينه حيوانيه فقط ، بل ادنى درجه من الحيوانات ، فتقتل فيه مشاعر فى الحب الغير مرئي تدريجيا ، لتوصف المشاعر فقط فى الصورة المادية التى يشاهدها ، و التى ترسخ فى ذهنه انه لابد ان يمتلك معايير جسديه محدده ليكون بذلك مستحق لصفة السوبر مان .


ثم تدريجيا يفقد شعور اللذه الذى كن يجده فى البدايه ، ليتحول الامر له الى مجرد بعض لحظات من التمتع فقط ، ثم فى النهايه الى حالة من التبلد العاطفى  فقط . بل انه يتطور الامر لدى البعض انه قد يتناول الطعام و هو يشاهد هذا النوع من الافلام، و هو لا يجد  أدنى تأثير لديه .


هذه هى اشكالية المشاعر عندما يتم توثينها فى قوالب مسبقه ، أنها تفقد الانسان ما لديه من ميزة عن الجمادات و هى القدرة على التنوع فى المشاعر فى القلب دون أن يكون هناك تكلف فيها  أو  صور محدده مسبقه فى الذهن .


تأخذ الانسان فى البداية مثل أصوات عروس البحر ، بصوت مبهج جميل ،فينطلق بدون وعي ، و هو فاقد القدرة على التمييز فى النظر الى حقيقة هذا الصوت و الوجه الجميل ، إلا أن يفيق وانيابها منغرسة فى عنقه و دمه يسيل على عنقه ، و لا أمل له فى النجاه ، فقد ترك نفسه لانياب عدوه دون أن يأخذ حذره.


و ليس هناك حل لتفادى هذا النوع من التوثين ، الا بتجنب الوسائل المادية التى ترسم صورة محددة لها ، و أن تترك المشاعر لدى البشر كمطلق يعبر عنه كل شخص بالاسلوب الذى يراه مناسب له ، و يوافق هواه فى قلبه . لا وفق ما يريد الاخرين أن يجعلوه يعبره عنها ، لكى يتم المتاجره بها فقط بعد ذلك .


مشاعرك ..هى انسانيتك ..

فعبر عنها بالصورة التى تراها أنت ..

لا التى يريد الاخرين أن يجعلوك فيها ..

فتفقد انسانيتك ..

وحريتك ..


26 ذو القعدة 1434

2-10-2013م.