الخميس، نوفمبر 15، 2012

كلمات من نور(شرح حديث كعب بن مالك) الشيخ أسامة بن لادن




كلمات من نور – شرح حديث كعب بن مالك-
الشيخ أسامة بن لادن (رحمة الله)

"كم من جالس وكم من قاعد عن نصرة لا إله إلا الله تخادعه نفسه أنه لو أراد أن يخرج لخرج , ولو أراد أبوه أو زعيمه أو من يشير عليه أن يخرج لخرج ولكن مصلحة الإسلام أن لا يخرج ! هذا من الوهم البيّن الواضح ولا حول و لا قوة إلا بالله "

شرح حديث كعب بن مالك - أسامة بن لادن (رحمه الله)

"واليوم ماذا يقال لإخواننا ؟ يقال لهم : إن السياط إذا رجعتم تنتظركم وإن السياط في السجون حارة , ويقال لهم : إن المباحث والأمن يتابعكم , فنقول لهم : (قُلْ نَارُ جَهَنَّمَ أَشَدُّ حَرًّا لَّوْ كَانُوا يَفْقَهُونَ) , فنرجو الله أن يمن علينا وعليكم و بالفقه والعلم.

أيام معدودة , أنترك جنة ربنا سبحانه وتعالى من أجل تهديد البشر ؟ لا والله , من أيقن أن الآجال محدودة لا تتقدم ولا تتأخر , ومن أيقن أن الأرزاق معلومة لا تزيد ولا تنقص لا يبالي , كما في حديث نبينا عليه الصلاة والسلام يعلم الغلام عبد الله بن عباس رضي الله عنهما : " يا غلام ، إني أُعلمك كلمات : احفظ الله يحفظك ، احفظ الله تجده تجاهك ، إذا سأَلت فاسأَل الله ، وإذا استعنت فاستعن بالله ، واعلم أن الأُمة لو اجتمعت على أَن ينفعـوك بشيء ، لم ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك ، وإن اجتمعوا على أن يضروك بشيء ، لم يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رفعت الأقلام وجفت الصحف " هذا الحديث يدرس للمسلمين ويعلم أهل الإسلام العلم فهذا من نعم الله علينا ولكن شباب الإسلام يحتاجون أن يعلموا مع العلم أن يعلموا العمل بهذا العلم أن يصدعوا بالحق من أجل لا إله إلا الله فتكتمل المسألة , أما أن تعلم العلم ولا تعمل به فهو حجة عليك لابد من الأمرين علم وعمل بهذا العلم , فثمرة العمل الخشية , خشية الله سبحانه وتعالى , وثمرة العلم أن نعمل على السبيل الذي بينه محمد صلى الله عليه وسلم لننال رضوان الله سبحانه وتعالى ."

شرح حديث كعب بن مالك - أسامة بن لادن (رحمه الله )

"صح عن نبينا صلى الله عليه وسلم: "إن أبوب الجنة تحت ظلال السيوف", فلما قال هذا الحديث أبو موسى الأشعري رضي الله عنه قال رجلٌ : "يا أبا موسى أأنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم؟"
انظروا إلى فقههم يريد يعلم حتى يعمل لا ليستكثر بالعمل فيكون حجة عليه فلا بد من العلم والعمل , أأنت سمعت هذا من رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟ يريد أن يتأكد أن الحديث صحيح

قال: نعم , فمضى إلى قومه فقرأ عليهم السلام وأخذ جفن سيفه فكسره وذهب فقاتل حتى قتل رحمه الله .

هذا هو منهج الصحابة الكرام , منهج سلفنا رضي الله عنهم قال : فيا ليتني فعلت , فالفرصة عندك الآن قبل أن يأتي يوم تقول يا ليتني فعلت ."

شرح حديث كعب بن مالك - أسامة بن لادن (رحمه الله)

"يروى أن بعض العلماء الصالحين حضرته الوفاة وهو على فراش الموت ذرفت عيناه وهو من أفاضل الناس تقى وتعليماً , فقيل له : ما يبكيك ؟ وهو ينظر إلى قدميه , قال : أبكي لأني لم أغبر قدميّ في سبيل الله .
وتعلمون الحديث الصحيح عن نبينا عليه الصلاة والسلام: "ما اغبرت قدما عبد في سبيل الله فتمسهما النار" الله أكبر ! عبادةٌ مجرد غبارها يقيك من النار فكيف بمن خرج بنفسه وماله ولم يرجع من ذلك بشيء ؟ "

شرح حديث كعب بن مالك - أسامة بن لادن (رحمه الله)

"كنت قبل ما يقارب عشرين سنة أمُّر على علمائنا ومشايخنا أطلب منهم أن يخرجوا للجهاد عندما بدأ الجهاد الأول ضد الروس , فكثيرون يأتون بكثير من الأعذار , وقليلون كانوا قريبين من منهج كعب رضي الله عنه ما زلت أذكر كلام بعضهم يقولون : يا أسامة , اذهبوا و امضوا على بركة الله فما أنتم عليه هو الحق وهو السبيل ولكننا ما ألفناه ولا اعتدناه وإننا نخاف منه و الإنسان عدو ما يجهل. فما ألفوا هذا لأن هذه العبادة قد مرّ عليها كما ذكرت عقود طويلة دون أن يمشي أهلها بين الناس."

شرح حديث كعب بن مالك - أسامة بن لادن (رحمة الله)

"ثم جاء الأمر بالمقاطعة(1) , بالهجر , هَجْر الذين يقعدون عن نصرة لا إله إلا الله , يقول: فتنكرت لي الأرض فلا هي بالأرض التي كنت أعرفها و تنكرت لي نفسي , ومن يهجرك يا عبد الله ؟ يهجرك سيد ولد آدم عليه الصلاة والسلام الذي إذا غضب عليك يغضب لغضبه رب السموات والأرض سبحانه وتعالى .
أمر عظيم جداً , وما يعني تخلف ثلاثة من أصل ثلاثين ألفاً ؟ عدد لا يؤثر في الجيش , ولكنها مسألة داخلة في القلوب لماذا هذا القلب قعد عن نصرة لا إله إلا الله , ليس مهم هنا أن يؤثر أو لا يؤثر , عليك أمانة وعليك فريضة كان ينبغي أن تقوم بها ."

(1) "أى مقاطعة كعب بن مالك لتخلفه عن الجهاد"

شرح حديث كعب بن مالك - أسامة بن لادن (رحمة الله)

"فما عذرك يا عبد الله أن تقعد عن نصرة لا إله إلا الله وقد أغناك الله سبحانه وتعالى بالصحة والبصر والفؤاد وبالمال , تذهب إلى مشارق الأرض ومغاربها فكيف تقعد عن نصرة خالقك ومولاك سبحانه وتعالى .
اغتنم شبابك وصحتك وغناك وحياتك قبل أن يأتيك الموت فجأة ولا ينفعك وقتها الندم ولا حول ولا قوة إلا بالله ."

شرح حديث كعب بن مالك - أسامة بن لادن (رحمة الله)

"فالنفوس الأبية الحرة المؤمنة يقتلها ارتكاب المعاصي وتغسل الذنوب بدموعها , أولئك رضي الله عنهم يوم غزوة تبوك جاؤوا يريدون رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يحملهم إلى الجهاد فلم يكن عنده ما يحملهم عليه الصلاة والسلام , فلما اعتذر منهم ماذا قال سبحانه وتعالى واصفاً حالهم في كتابه (تَوَلَّواْ وَّأَعْيُنُهُمْ تَفِيضُ مِنَ الدَّمْعِ حَزَنًا أَلاَّ يَجِدُواْ مَا يُنفِقُونَ).

فكيف بالذي قاربته المنية وما غزا قط في سبيل الله سبحانه وتعالى لا يذرف دمعة ولا يشعر ولا يتمعر وجهه بمصائب أهل الإسلام وبمصيبة المسلمين العظيمة في دينهم ولا حول و لا قوة إلا بالله."

شرح حديث كعب بن مالك - أسامة بن لادن (رحمة الله)

"الذين قعدوا عن نصرة لا إله إلا الله أثبت الله سبحانه وتعالى حالهم ووصفهم وفضحهم في سورة الفاضحة في سورة براءة في سورة التوبة فضحت المنافقين فاقرؤوها بتدبر فليخلوا كل واحدٌ منكم مع آيات القرآن ومع آيات القتال ومع آيات الجهاد وسور القتال ليرى أين هو أهو على منهج محمد صلى الله عليه وسلم أم هو قد ابتعد عن هذا المنهج و اقترب من صفات القاعدين و لا حول ولا قوة إلا بالله ."

شرح حديث كعب بن مالك - أسامة بن لادن (رحمة الله)

"قال كعب كان يحمد الله أنه لم يصبه ما أصابهم لو كذب وقعد , وكان مما قال قبل ذلك لما قيل له أنك تعتذر ويكفيك استغفار رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : لا أجمع بين القعود والكذب على رسول الله صلى الله عليه وسلم , تدبروا يا عباد الله فمن أبتلي بالقعود فلا يجمع بين القعود وبين تخذيل المؤمنين عباد الله عن الجهاد في سبيل الله , فلمَ تبخل وتأمر الناس بالبخل ؟ فهذه من الصفات الشنيعة ذم الله سبحنه وتعالى
(الذين يبخلون ويأمرون الناس بالبخل) فالبخل بالمال مصيبة إذا ابتلاك الله بالشح والجبن فاستغفر لذنبك فلمَ تأمر غيرك وما مصلحتك في أن يتخلف الناس عن إنفاق أموالهم في سبيل الله ؟ وما هي مصلحتك أن يتخلف الناس عن أن يذودوا عن دينهم ؟ شبه تثور يلقيها الشيطان على الناس (إِنَّمَا ذَلِكُمُ الشَّيْطَانُ يُخَوِّفُ أَوْلِيَاءَهُ)."

شرح حديث كعب بن مالك - أسامة بن لادن (رحمة الله)


"انتبهوا يا عباد الله (إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ الَّذِينَ آمَنُوا بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ ثُمَّ لَمْ يَرْتَابُوا وَجَاهَدُوا بِأَمْوَالِهِمْ وَأَنفُسِهِمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) الله أكبر , هذا يكفي لأولي الألباب , بيّن لهم صفة الإيمان إن كنت تريد تكون من المؤمنين , أبرز الصفات إيمان بالله ورسوله بدون ريب وجهاد في سبيله بالمال والنفس ."

شرح حديث كعب بن مالك - أسامة بن لادن (رحمة الله)

"فمصيبة الأمة اليوم حدث عنها ولا حرج وقد طال القعود لمدة عقود طويلة , فاخرج يا عبد الله بادروا بالأعمال فتناً كقطع الليل المظلم , فاغتنموا فرصتكم و اغتنموا فتح أبواب الجنان فقد صح عن الرسول عليه الصلاة والسلام أنه قال: "إن السيف محاء الخطايا" يُغفر للشهيد كل شيء , كل شيء إلا الدين , فإن السيف محاء الخطايا ."

شرح حديث كعب بن مالك - أسامة بن لادن (رحمة الله)

"يقول -رسول الله صلى الله عليه و سلم- في الحديث الصحيح كما في الصحيحين وغيرهما عليه الصلاة والسلام يقول وهو الصادق المصدوق يقسم: " والذي نفس محمدٍ بيده لولا أن أشقَّ على المسلمين ما قعدت خلف سرية تغزو في سبيل الله أبداً" أما تفهمون كلام العرب ؟ فهذا خير البرية عليه الصلاة والسلام يقسم بالله أنه ما كان ليقعد عن سرية تغزو في سبيل الله , لسان حالك أنك تستدرك أن هناك أعمالاً أفضل من هذا . "

شرح حديث كعب بن مالك - أسامة بن لادن (رحمة الله)

"في زمن الجهاد فيه متعيّن كيف نأخذ عن هذا القاعد فقه الجهاد وإنما فقه الجهاد كما قال شيخ الإسلام ابن تيمية ذلك العالم الرباني المجاهد الذي خرج بنفسه لقتال التتر , قال : والواجب في أمور الجهاد -أي في الفتوى فيها- أن يؤخذ برأي أهل الدين الصحيح الذين لهم علم بأحوال الدنيا -والتي منها الجهاد - لا بنظر مَن لهم نظر بظاهر الدين ولا بنظر أهل الدين الذين لا علم لهم بأحوال الدنيا ."

شرح حديث كعب بن مالك - أسامة بن لادن (رحمة الله)

"وأختم الكلام عن هذا الحديث العظيم بوصفٍ وَصَفَ الله سبحانه وتعالى به الصحابة الكرام , وصف بعضهم عندما تراجعوا عن الجهاد وهم كانوا يطالبون بالقتال يوم أوذوا في مكة وكانوا يعلمون أن لا بد من الرد على الكفار وإلا سيسحقون .
فأجّلهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمرهم أن يكفوا أيديهم وقال لهم لم أؤمر بالقتال بعد , فلما كتب عليهم القتال تراجعوا رضي الله عنهم قال تعالى: (أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِينَ قِيل لَهُمْ كُفُّواْ أَيْدِيَكُمْ وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ فَلَمَّا كُتِبَ عَلَيْهِمُ الْقِتَالُ إِذَا فَرِيقٌ مِّنْهُمْ يَخْشَوْنَ النَّاسَ كَخَشْيَةِ اللّهِ أَوْ أَشَدَّ خَشْيَةً)

فهذا يا عباد الله في بعض الصحابة الكرام رضي الله عنهم , فاتقِ الله و راجع نفسك , هذا قيل في الكرام فكيف تطمئن إلى نفسك عندما تقعد عن نصرة لا إله إلا الله ؟ "

شرح حديث كعب بن مالك - أسامة بن لادن (رحمة الله)

"قال جعفر:

يا حـبذا الجـنة واقـترابـها
طيــبةٌ وبــاردٌ شــرابُها

و الروم رومٌ قد دنا عذابها
عليّ إن لاقيتها ضِرابُها

"

شرح حديث كعب بن مالك - أسامة بن لادن (رحمة الله)

"أختم بهذه الأبيات عن حال القدس وحال الكعبة المشرفة في حجاز رسولنا عليه الصلاة والسلام :

أهالي فلسطينَ احتسَوا أكأسَ الشجى
وجرحُ حجازٍ فيكَ ما عادَ يضمرُ

وليــسَ بـنـو الإسـلام إلا نــجــائــبٌ
بجـرحكَ أضمتهاُ المصـيبةَ ضمّرُ

ولـكنـهم رغـــمَ الجـراحِ يقـــيـنـهــم
بـعـودةِ أمـجـادِ الخـلافـــةِ يـكـبـــرُ

وقـد أقسـموا باللهِ أنّ جـهـادهـــــــم
سيمضي ولو كـسرى تحدى وقيصرُ
"

شرح حديث كعب بن مالك - أسامة بن لادن (رحمة الله)


لمشاهدة المحاضرة كاملة 


ليست هناك تعليقات: