الخميس، سبتمبر 27، 2012

مناقشة المنطلقات و العقبات امام العمل الاسلامى قضية الحريات و رفع الاضطهاد



مناقشة المنطلقات و العقبات امام العمل الاسلامى قضية الحريات و رفع الاضطهاد



أصل هذا الموضوع هو ردٌّ حول أين الإسلاميين من قضايا الحريات وأنه حريٌّ بالإسلاميين أن يكفوا عن المتاجرة بالاضهاد الذى تعرضوا له على يد الأنظمة الطاغوتية وعليهم أن يناصروا قضايا الحريات بلا تمييز كما ناصرها مخالفيهم من قبل

هناك منطلقات و هناك عقبات فى تلك القضية المثارة الآن:

1- فكرة الحريات لم تكن مسيطرة تماماً على الخطاب الإسلامى والسلفى خصوصاً فى الفترة الماضية بل كان جُل الخطاب حول الدعوة والتحرر من ربقة الحكام الطواغيت وإمكانية التعاون الإسلامى أو السلفى من أجل هذا الهدف.

2- أن العمل الإسلامى و السلفى --قديما-- كان يتحرك بالالتزام بالضوابط الشرعية، بمعنى أنه يناصر كل مظلوم لكن فى نفس الوقت لا يمكن أن يعنى هذا إقراره لبعض المحرمات.

3- ضرب الشيخ أبو إسحاق مثالاً على هذا فى مسألة النقاب قديماً وقت الأزمه فقال: إننا نُدفَع إلى أن نساند من يقول "بالحريات" فمثلاً هم سيساندونا فى النقاب و نحن يجب أن نساندهم فى التبرح من باب أن القضية حريات مطلقة.

4- أن العمل الإسلامى كان مضيقاً عليه ولا ينكر هذا إلا أعمى البصيرة خاصة العمل الجهادى ضد الطواغيت. بالتالى كان من الصعب جداً التحرك فى أعمال حقوقية ضد الأنظمة الظالمة إلا إذا كانت خارج مصر.

5- من المنظمات التى دعمت هذا عدة مراكز فى العمل الإسلامى منها:
المرصد الإسلامى: د ياسر سرى
مركز المقريزى للدرسات: د هانى السباعى
6- مساحة الحريات التى كانت متاحة للمنظمات العاملة فى الحريات من المجتمع المدنى سواء فى عهد النظام أو الآن بسبب العلاقات الطيبة لها مع أوروبا وأمريكا مما كان يجعل التعامل الأمني لابد أن يكون منضبطاً معهم و ليس بطشاً مثل التعامل مع العمل الإسلامى خاصة الذى أدرك أن النظام لن يسقط إلا بقوة.

7- لا يمكن أن نقول إن كل المنظمات التى تعمل فى هذا المجال فعلت هذا فى دعم الإسلاميين بل منهم من غض الطرف عن بعض أو قل كثير من الممارسات ضد الإسلاميين بل ومنها من بارك هذا من الدولة بحجة مكافحة الإرهاب

8- بالنسبه الى بعض الحركات الحقوقيه فلم تتعامل بما يتلائم معها على أنها حركة تدعم الحريات و المظلومين إلا فى القضايا التى تحسن صورتها أمام المجتمع و إلا لم نرى شيئاً منها عما حدث فى سيناء و لو بالسؤال فقط  و اثارة القضيه فقط كما ا ثارها فقط – ا  حازم صلاح
--

9- في بعض الحالات، بعض المنظمات التى تدعو إلى الحريات و تناصر كل القضايا تأتى فى البعض و تتغافل لأي حجة مثل الإرهاب أو التطرف وهكذا فكيف يمكنك أن تقنع "موحداً" أن يناصر قضية شخص عُلِم عنه سب الدين وسب الله وسب القرآن والاستهزاء بآيات القران وكتابتها بصورة مستهزئة، إلا إذا نفيت من قلبه أصل موالاة الله والبراءة من المشركين.

10- مثال تقرير منظمة العفو الدولية لعام 2012 وانظر إلى موضع الإسلاميين فى هذا التقرير وهذا مثال منظمة مشهورة جداً و يقال إنها حيادية فى العرض
11- كم منظمة حقوقية تحدثت لن أقول قبل الثورة بل أقول بعد الثورة عن قضايا الإسلاميين المعتقلين ظلما أمثال الشيخ أحمد سلامة مبروك والشيخ عمر عبد الرحمن ومجزرة سيناء

12- إذاً لكى نقيم الموضوع أولاً بصورة منضبطة نحتاج إلى التالى:

إ- إعادة طرح مفهوم الحريات فى الإسلام وفق أسلوب شرعى وليس فقط الانجرار و راء الغرب أى يأتى الأمر بقناعة إسلامية داخلية

ب- طرح الأمثلة من السنة على مناصرة المظلومين حتى لو كانوا من أصحاب الديانات الأخرى طالما أن الأمر دخل فى حيز الظلم الذى هو منهى عنه بالأصل
- قل يا عبادى إنى حرمت الظلم على نفسى ........--

ج- دراسة عمل المنظمات فى المجتمع المدنى وبالتالى يمكن معرفة أساليب الضغط القانونية والتى لا تخالف الشريعة.
د- التخلى عن فكرة الحزبيه فى رفع الظلم فمثلا تجد الاخوانى يدافع عن الاخوانى و السلفى عن السلفى بل يكون الخطاب بوجوب رفع الظلم عن الجميع طالما انه ظلم.

ه- الالتزام بالضوابط الشرعيه و التى تمثل اساس نقاء المنهج الاسلامى و تميزة و التى تحافظ على هويته حتى فى اشد الظروف حلكه ومنها منع الاختلاط الغير مبرر و الالتزام بضوابط التعامل مع الظالمين و ابقاء حقوق الاسلام للظالم ان ثبت له عقد الاسلام بيقين.

و - ضبط مسألة العفو لدى الإسلاميين والاحتساب حيث أن جُل الإسلاميين يتعاملون مع قضايا التعذيب اللا آدمى الذى تعرضوا له من باب الاحتساب والصبر وأن الأجر عند الله. وأضرب مثالاً بالشيخ محمد عبد السلام فرج - رحمه الله - فقد تم كسر فخذه فى سجن القلعة وعندما طُلِب منه فى المحاكمه أن يتكلم عما وقع له وأن الاعترافات أُخِذت منه جبراً قال: إني أحتسب ما وقع لى عند الله

ز- إمكانية التنسيق بين المنظمات العاملة فى حقوق الإنسان (وفق المفهوم الإسلامى) سواءً الإسلاميه أو المدنية فى النقاط المتفق عليها
ح- إذا تخلى العمل الإسلامى عما يميزه فى منهج واضح وصريح وضوابط شرعية محددة فرضتها الأدلة المعتبرة سواءً الصريحة أو المستنبطة فإنه في تلك الحالة عليه أن يتخلى عن مسماه لأنه سيصير مجرد مسخ فقط

ط- والشيء بالشيء يذكر وهو تعقيب على من قال بتباكى الإسلاميين عندما يقول نتباكى فولله الحمد الموحدون لا يتباكون إلا قهراً وهذا لا يضرهم وعندما يقول أحدهم لم يجد مناصرة من الإسلاميين ضد التمييز فهذا إغماط للحق
نضرب مثالاً على هذا:

1- فى عام 2008 خطاب من د. أيمن الظواهرى بعنوان الأزهر عرين الأسود والحديث على وجوب دعم الطلاب فى الجامعات الذين يتعرضون للاضطهاد من قبل الجامعة

2-فى عام 2007 على ما أذكر حديث للدكتور أيمن الظواهرى عن التعذيب فى أقسام الشرطة المصرية والحديث كان على عماد الكبير ولا اعتقد أن عماد الكبير سلفي أو إخوانى

3- فى عام 1991 د. أيمن الظواهرى يصدر كتابه الشهير "الكتاب الأسود" و فيه يسطر وقائعاً من التعذيب والانتهاكات التى وقعت للشعب المصرى وليس فقط الإسلاميين

بل انطلق إلى أبعد مما تتشدق به منظمات الحريات ألا وهو تعذيب الشرطة للشرطة

و هذه بعض الأمثلة.

كذلك د سعد الفقيه فى الحركة الإسلامية للإصلاح وإن كانت فى بلاد الحرمين فإن خطاب الحريات والدفاع عن المعتقلين والمظلومين جيد جداً

ى- إذاً فلابد أن يكون العرض لمثل تلك القضايا حيادياً موضوعياً ملماً ببعض جوانبه نعم نعترف بتقصير لكن لا نغمط حق إخواننا الذين سبقونا فى هذا العمل
و نؤكد مرة ثانية على الالتزام بضوابط الشريعة فهذا ما يميزنا فإن انتفت أصبحنا مجرد مسخ فقط
خاتمة

نذكر بالشكر إلى بعض المنظمات التى أدت من المعروف إلى الإسلاميين سواء فى عهد الطاغوت حسنى مبارك أو إلى الآن فى بلاد المسلمين المحتلة ومنهم
1- مركز هشام مبارك
2- منظمة الصليب الأحمر
3- مركز النديم
4- منظمه هيومن رايتس ووتش
5- المفوضية الأوروبية لحقوق الإنسان

وإن كان لي تحفظ على بعض إصداراتهم ولكن هذه بعض الأمثلة على منظمات ساعدت فى فضح الأنظمة الطاغوتية والأنظمة المجرمة وساعدت فى الارتقاء بوضع المعتقلين وعلى رأسهم الصليب الأحمر الدولى

هذا ما تيسر إجمالاً فى عرض تصور بسيط حول المنطلقات والعقبات للعمل الإسلامى فى مسألة الحريات ودعم قضايا رفع الظلم و منع التمييز

بقلم: محمد جاب الله
تدقيق املائى: خالد صديق  

 


ليست هناك تعليقات: