الجمعة، سبتمبر 21، 2012

ما بين عوام الموحدين و علماء المشركين

وأعلم: أنه سبحانه من حكمته لم يبعث نبيا بهذا التوحيد إلا جعل له أعداء/ كما قال تعالى: {وكذلك جعلنا لكل نبي عدو شياطين الإنس والجن يوحي بعضهم إلى بعض زخرف القول غروراً}.

وقد يكون لأعداء التوحيد علوم كثيرة وكتب وحجج كما قال تعالى: {فلما جاءتهم رسلهم بالبينات، فرحوا بما عندهم من العلم}.

إذا عرفت ذلك، وعرفت أن الطريق إلى الله لا بد له من أعداء قاعدين عليه أهل فصاحة وعلمٍ وحُجج، فالواجب عليك أن تتعلم من دين الله ما يصير لك سلاحاً تقابل به هؤلاء الشياطين الذين قال إمامهم ومقدمهم لربك عز وجل: {لأقعدن لهم صراطك المستقيم، ثم لآتينهم من بين أيديهم ومن خلفهم وعن أيمانهم وعن شمائلهم ولا تجد أكثرهم شاكرين}.

ولكن إذا أقبلت على الله، وأصغيت إلى حججه وبيناته، فلا تخف ولا تحزن {إن كيد الشيطان كان ضعيفاً}، والعامي من الموحدين يغلب ألفاً من علماء هؤلاء المشركين، كما قال تعالى: {وإن جندنا لهم الغالبون}، فجند الله هم الغالبون بالحجة واللسان، كما أنهم الغالبون بالسيف والسنان، وإنما الخوف على الموحد الذي يسلك الطريق وليس معه سلاح، وقد من الله تعالى علينا بكتابه الذي جعله "تبياناً لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين" فلا يأتي صاحب باطل بحجة إلا وفي القرآن ما ينقضها ويبين بطلانها، كما قال تعالى: {ولا يأتونك بمثلٍ إلا جئناك بالحق وأحسن تفسيراً}، قال بعض المفسرين: (هذه الآية عامة في كل حجة يأتي بها أهل الباطل إلى يوم القيامة). 


                                                                   


                                                                              الشيخ المجدد : محمد بن عبدالوهاب 

ليست هناك تعليقات: