الأحد، ديسمبر 16، 2012

الموحدين و فتنة الأسر



الموحدين و فتنة الأسر


الحمد لله و كفى و سلام على عباده الذين اصطفى أما بعد,,

الحمد لله الذى جعل الدنيا دار ابتلاء و اختبار ليميز الله فيها الخبيث من الطيب.

الابتلاء  سنة الله فى حق عباده الموحدين لكى يصطفيهم و متى نزل البلاء بلعالم أو الداعية أو المجاهد فإنه يخرج منه بإحدى ثلاث خاصة إذا وقع فى الأسر :

1- فإما أن يخرج و قد زاده السجن ثباتا و بصيرة فى معرفة حال الطاغوت و جنده و أنصاره، و فى الأسر يزداد العلم فى صقل مهاراته و يزداد رسوخا  و ايمانا بالله و موعد الله الحق بالتمكين للموحدين إن كانوا مؤمنين .
و هذا النوع من أهل الثبات تعرفه أنه حال الخروج من الأسر لا تراه يبدل أو يغير أويقبل بتبرير واقع، و إنما يسعى للدعوة هنا و هناك. منطلقا فى سبيل الله، لا يقبل بمداهنة مع الطاغوت و لا حل وسط ، و إنما الصدع بالحق فقط، و بيانه، ودعوة الناس له لتغيير هذا الواقع المرير و بناء المجتمع السليم القائم على التوحيد الحق.

2- إما أن يخرج و قد تنازل للطاغوت و ضيع الأمانة و خان العهد مع الله. متحججا بفتنة الاسر و الابتلاء و ضعف الأمه، و يا ليته يقف عند حد الصمت، بل تراه يقف مدافعا عن الطاغوت مرقعا له منهجه و ما هو عليه من العداوة لله ، بحجة التدرج و البناء التدريجى للمجتمع، و عدم التصادم معه، لإننا على حد زعمه لا طاقة لنا به اليوم، فيخلط ما بين القدرة و الاستطاعه و الاعداد. فيستغل ضعف القدرة ليجعلها مبررا للصد عن الاعداد.
و هذا النوع تعرفه  حال الخروج من السجن ترى الطاغوت يستضيفه فى إعلامه و هو الذى كان محرما عليه بالأمس الظهور فيه أو ذكر اسمه إلا و قرن بالنقائص، ثم تراه على موائد الظالمين و يخادع الناس بكلام عن الزهد و عن مباركة الحكام و الدعاء لهم بالتوفيق، ثم تراه يحدثك فى الدعوه لا بلسان قال الله و قال رسوله بل بلسان قال المفكر الفلانى و قال الفيلسوف و قال الداعيه المعاصر. و تراه يجالس شرار الخلق و تنفرج اساريره و هو يلتقط الصور التذكارية معهم، و ترى هيئة السنة عنه تدريجيا قد زالت حتى أصبحت لا تفرق بينه و بين شرار الخلق.

3-إما أن يخرج للأسف أكثر حنقا على المجتمع و على الموحدين المستضعفين، فيعتقد أن ما وقع به من البلاء إنما هو بسبب المسلمين الذين دخلوا فى عباءة و طاعة الطاغوت، و لم يرحم ضعف المسلمين و ما هم فيه من الهوان و الإستضعاف، فيخرج شاهرا سيف التكفير فى حق عوام الموحدين و أنهم لا فرق بينهم و بين أنصار الطاغوت لإنهم رضوا و تابعوا على حد زعمه.
و هذا النوع تعرفه بعد ذلك بعزلته للناس و تركه للناس ظنا منهم أنهم هالكين لا محال،  و أنه يبرأ منهم،و ما هم فيه فلا يسعى إلى تغيير واقع و لا إنكار منكر .

فأجعل يا أخ التوحيد البلاء نبراسا لك و اثبت و توسط فى الأمور كلها بلا إفراط أو تفريط

اللهم فك أسرانا و أسر المسلمين
اللهم أنصر دينك و عبادك الموحدين

بقلم: محمد جاب الله

ليست هناك تعليقات: