السبت، أبريل 06، 2013

كالعرجون القديم



كالعرجون القديم
-
خواطر الفجر
-

النظر إلى القمر فى الفجر، هو حياتك بين محاق إلى القمر المظلم، فأنت تراه كل يوم و كل ليلة فى الفجر ، و قد ترى أو لا ترى رسالة الله لك.

ها هو القمر يمضى، ومعه العمر يمضى، فأنت من العدم إلى طفل إلى شاب إلى كهل إلى الموت سائر حتما، و هو مثلك سائر من المحاق إلى الهلال إلى البدر إلى القمر المظلم عائد مرة أخرى.

تنزل فى أحد الليالي تبحث عنه لا تراه، تنظر هناك أو هناك لا تراه، قد يكون مختفى خلف مبني أو جبل  شاهق، فهو عندئذ  كالموحد الذى غاب عن الأنظار؛ إما لبلاء أصابه ، أو لمضى إلى الله طائع مهاجر مجاهد فى سبيل الله.

و قد تشاهده  فترى  سحابة تمر من أمامه، و عند عبورها تخفى شىء من جماله، و ما له من ضياء فى الليل، فهو أقرب عندئذ إلى الموحد الذى ابتلاه الله بمعصية قد أقعدته عن السير إلى الله، و بمقدار ما يختفى منه من النور تكون حجم المعصية، فالحسنة لها نور فى القلبو الوجه و اللسان و الجوارح، و المعصية لها و العياذ بالله سواد فى الوجه و القلب و اللسان و الجوارح.

و لكن بغير سابقة قد يقع خسوف كلى للقمر، فلا هو مختفى خلف مبنى شاهق . سيعاود الظهور بعد أن يمر هو، و لا سحابة تخفيه، بل هو موت الفجأه ، كما الحال مع الانسان،  يمضى و هو صبى فيموت، أو هو شاب فيموت بغير سبب،  إلا أمر الله الذى إذا جاء فلا مفر منه.

كما قال الله  تعالى :
"لكل أمة أجل فإذا جاء أجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون" الأعراف 34

فهذا هو حال الموحد مع القمر، اية من ايات الله التى ذكرت مرارا فى حجة الله على الخلق... كتابه المنزل من فوق سبع سموات .

و من لا يرى القمر و ينظر فيه و يري رسائل الله له فيه، فقد حُرم من الخير الكثير ، حُرم نعمة من نعم الله، النظر لها له سعادة فى القلب تاره، و النظر لها ترهيب من الله تارة أخرى.

ايات الله الكونية التى فيها دلالة عظمة خالق هذا الكون، و لولا رحمة من الله و سابق معرفته و رحمته بالعباد لجعل من هذه الايات فقط حجة الله على الخلق على معرفة خالقهم، و لكنه مع هذا رحيم أنزل الكتب ، و أرسل " رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل وكان الله عزيزا حكيما " .

فالنظر الى حال النفس و كيف تمضى و الى اين المصير و هل لا تخشى عاقبة الموت فجأه، أو تتمنى أن تمضى سائرة إلى الله باختيارها، أو تحجب النفس عن نور الله لمعصيتها ، أمر يحتاج غلى تدبر و تأمل

يقول الله تعالى ذكره : " والقمر قدرناه منازل حتى عاد كالعرجون القديم ( 39 ) "
سورة يس

هناك تعليقان (2):

غير معرف يقول...

رائع

غير معرف يقول...

رائع