الجمعة، يناير 11، 2013

التجرد للحق بين الكلمة و الفعل

فى بعض الأحيان أقدر مشاعر الأخوه فى الانتقاد الذى يصل إلى حد الطعن و التخوين و إنزال ايات المشركين فى حق إخوانهم الموحدين، إن وقع نقد لأحد الرموز أومن يشار لهم .

قديما كنت أفعل مثلهم أحيانا عندما أسمع بعض التصويب لما تربينا عليهم و تعودنا على الإشارة لهم، و لم يكن هذا إلا ظنا منى أن هذا من الدفاع عن الدين و الزود عنه ضد الطاعنين، لكن كلما تقدم العمر بالمرء و كلما اتسعت مداركه، أدرك أن الأمور ليست كما حاول البعض أن يلقننا إياه و سأحسن الظن ، حالو البعض أن يصل بنا إلى أن هذه التابوهات يحرم المساس بها ، وأنه لا يأتيها الباطل من بين يديها و لا من خلفها.

إن كلمة الإمام مالك رحمه الله " كلا يأخذ منه و يرد إلا صاحب هذا المقام- صلى الله عليه و لسم- " كلمات يرددها الجميع، و تلوكها الألسن فى كل مجلس من أجل التدليل على التجرد للحق، و أن الحق فقط ما قال الله ما قال الرسول، و أما ما عدا ذلك من البشر، فإن النظر إلى كلامهم موضع الأخذ و الرد مباح و لا حرج فيه.

ولكن... و اااااه من لكن، و ما يأتى بعدها ، و لكن هذه العباره الرائعه من إمام المذهب المالكى و إمام دار الهجره، لا تعدو لدى كثير منا مجرد الكلمات المجرده، فعند وقوع الخلاف، بل قل عند وقوع النظر فقط إلى أقوال الرجال و بعض ما تعودنا عليه من التابوهات فقط بدون معرفة سبب إلا - إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على آثارهم مهتدون - لا ترى التطبيق العملى لهذه الكلمه، بل ترى الانقلاب التام عليها و أنه أضيف إلى كلمة الإمام مالك " صاحب هذا المقام و هذا الرمز أو هذا الشخص أو هذا المنهج " .

فهى دعوة إلى الرجوع إلى الأصول و كسر الحواجز و إقالة العثرات و الصبر و الإحتساب، و أنه لابد للعبارات المجرده أن يوافقها الأفعال .

كما أنها دعوة للصبر و الاحتساب لكل من تعرض للإذى فى سبيل بيان الحق، و أن يقيل بعض الحديث من إخوانه و العبارات القاسيه و التماس الأعذار لهم، و يتذكر قول الله تعالى دائما : " كذلك كنتم من قبل".

و للحديث بقية أن كان فى العمر بقية

يتبع ...

بقلم: محمد جاب الله

ليست هناك تعليقات: