الثلاثاء، أكتوبر 30، 2012

مسأله فى الفرح بما يقع للظالمين والمعتدين من تدمير و بلاء




إعادة نشر ردا على الشبهات التى ستثار قريبا بمناسبه اعصار ساندى على حاملة راية الحملات الصليبيه الجديده أمريكا

"الحمد لله قاهر الجبابرة ومذل الظالمين، والصلاة والسلام على من بعثه الله بالسيف والجهاد لقمع المعتدين وعلى آله وصحبه أجمعين.

وبع
د:

فإن الفرح بما يحصل للظالمين والمعتدين والناكثين من الكفرة هي سنة المسلمين، ومما يدل على ذلك عدة أدلة منها:

1) فرح الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين بانهزام الفرس الوثنيين وانكسارهم أمام الروم النصارى في زمن الرسول صلى الله عليه وسلم، قال الله تعالى: (ألم غلبت الروم...)، إلى أن قال: (ويومئذ يفرح المؤمنون بنصر الله ينصر من يشاء وهو العزيز الرحيم)، وهكذا قال المفسرون في هذه الآية، كما قاله ابن جرير والبغوي وابن كثير وغيرهم.

2) الدعاء على الكفار فإن مقتضى الدعاء الفرح بما يصيبهم مما دعا عليهم فيه،بل أن الدعاء فرع الفرح بما يصيبهم، ومن أمثلة الدعاء:

أ) دعاء الرسول صلى الله عليه وسلم على قريش بسني يوسف؛ ففي الحديث المتفق عليه عن أبي هريرة مرفوعا، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم حين يرفع رأسه يقول: (سمع الله لمن حمده ربنا، ولك الحمد)، ويقول: (اللهم اشدد وطأتك على مضر واجعلها عليهم سنين كسني يوسف)، فدعا على قريش المحاربة الناقضة بالأزمات الاقتصادية، فوقوعها بهم دال على الفرح بذلك.

ب) الدعاء على قريش؛ ففي البخاري و مسلم أنه دعاء على صناديد قريش لما آذوه فقال: (اللهم عليك الملأ من قريش أبا جهل بن هشام وعتبة بن ربيعة وعقبة بن أبي معيط وشيبة بن ربيعة وأمية بن خلف)، قال: (فلقد رأيتهم قتلوا يوم بدر)، وفي رواية: (وكان يستحب ثلاثا، يقول؛ اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش، اللهم عليك بقريش - ثلاثا -) اهـ، وهلاك هؤلاء فرح عظيم.

ج) الدعاء على كسرى بأن يمزق الله ملكه كما اعتدى ومزق رسالة الرسول صلى الله عليه وسلم؛ فعن عبد الله بن عباس: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم بعث بكتاب إلى كسرى فلما قرأه مزقه فحسبت أن ابن المسيب قال: (فدعا عليهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يمزقوا كل ممزق) [رواه البخاري]، والدعاء عليه بالأزمات السياسية من تمزيق الملك وضياع الرعية دليل الفرح لو حصل ذلك، بل فرح الرسول بموت كسرى كما جاء في مسلم عن أبي هريرة، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ثم قد مات كسرى فلا كسرى بعده).

د) دعاء نوح عليه الصلاة والسلام على قومه الكفار المحاربين؛ فقال: (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا)، وهذا دعا عليهم بالهلاك فإذا حصل الهلاك فسوف يفرح يقينا وهذا هو الشاهد.

هـ) دعاء موسى وهارون عليهما الصلاة والسلام على فرعون وقومه المحاربين الظالمين الناكثين؛ (ربنا اطمس على أموالهم واشدد على قلوبهم فلا يؤمنوا حتى يروا العذاب الأليم قال قد أجيبت دعوتكما)، فدعا عليهم بالنكسة الاقتصادية من طمس الأموال، ولاشك أنهما سيفرحان إذا حدث ذلك وتهدم اقتصادهم.

3) صوم عاشوراء حيث شرع فرحا وشكرا في شريعة موسى، وكذلك في شريعتنا، لأنه يوم فرح بمصيبة وقعت لطغاة وأعداء الرسل.

المسألة الثانية:

من المعلوم أن الغرب الكافر بقيادة الأمريكان من أعظم المحاربين لله ولرسوله وللمسلمين في هذا الزمان، بل هم أشد محاربة لله ورسوله وللمؤمنين من فرعون وقومه مع موسى، لأن صراع فرعون قاتله الله مع موسى في حدود بلده مصر، أما حرب الغرب وخصوصا أمريكا فتحارب الإسلام في كل مكان وهي وراء أي حرب ضد المسلمين وتدعم أي حكومة أو جماعة أو قبيلة في حرب الإسلام، فأي الفريقين أشد حربا؟، فما يحصل لهم من نكبات ومصائب سواء أكانت بأيد من بعضهم أو بأيدي من آخرين أو من الأقدار الكونية العامة التي يفعلها الله بالظالمين فما يحصل فإنه يثلج ويشفي صدور قوم مؤمنين، قال تعالى: (ولا تحسبن الله غافلا عما يعمل الظالمون)، وقال: (قاتلوهم يعذبهم الله بأيديكم ويخزهم وينصركم عليهم ويشف صدور قوم مؤمنين)، وقال: (إن فرعون علا في الأرض وجعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبنائهم ويستحيي نسائهم إنه كان من المفسدين).

وأي ظلم اليوم أعظم من فعل الغرب الكافر بالمسلمين خصوصا بالمسلمين المجاهدين منهم.

وهذه سنة الله في الأمم والدول والطوائف والقبائل والتجمعات المتكبرة الظالمة الفاجرة الناكثة الناقضة الانتقام منها من حيث لم تحتسب بأيدي من يشاء من عباده وله الأمر من قبل ومن بعد، قال تعالى: (هو الذي أخرج الذين كفروا من أهل الكتاب من ديارهم لأول الحشر ما ظننتم أن يخرجوا وظنوا أنهم مانعتهم حصونهم من الله فأتاهم الله من حيث لم يحتسبوا وقذف في قلوبهم الرعب يخربون بيوتهم بأيديهم وأيدي المؤمنين فاعتبروا يأولى الأبصار).

وفي الحديث عن أبي بكرة مرفوعا: (ما من ذنب أجدر أن يعجل الله له العقوبة في الدنيا مع ما يدخر له في الآخرة من الظلم وفي رواية البغي) [صححه ابن حبان والحاكم].

ثم الفرح بما يصيبهم من نكبات ومصائب هو مقتضى البراءة من الكفار وبغضهم ومعاداتهم, قال تعالى: (لا تجد قوما يؤمنون بالله واليوم الآخر يوادون من حاد الله ورسوله ولو كانوا آبائهم أو أبنائهم أو إخوانهم أو عشيرتهم... الآية).
"

وكتبه الشيخ على بن خضير الخضير فك الله أسره

ليست هناك تعليقات: