كنت اقرأ سورة قريش و
توقفت عند قول الله تعالى "فليعبدوا رب هذا البيت ﴿٣﴾ الذي أطعمهم من جوع
وآمنهم من خوف ﴿٤﴾ "
عندما يتحدث كثيرا من الدعاة و أهل العلم لا يذكروا كثيرا سورة قريش على الرغم من ما تمثله هذه السورة العظيمة من منهج واضح المعالم للسائر فى هذا الطريق
منهج واضح للعبوديه الحقه و الإخلاص و حسن التوكل على الله و الإيمان به و بموعوده الذى لا يُخلف و لا يرد
يقول الحافظ بن كثير
" ثم أرشدهم إلى شكر هذه النعمة العظيمة فقال : ( فليعبدوا رب هذا البيت ) أي : فليوحدوه بالعبادة ، كما جعل لهم حرما آمنا وبيتا محرما ، كما قال تعالى : ( إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين ) [ النمل : 91 ]
وقوله : ( الذي أطعمهم من جوع ) أي : هو رب البيت ، وهو " الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف " أي : تفضل عليهم بالأمن والرخص فليفردوه بالعبادة وحده لا شريك له ، ولا يعبدوا من دونه صنما ولا ندا ولا وثنا . ولهذا من استجاب لهذا الأمر جمع الله له بين أمن الدنيا وأمن الآخرة ، ومن عصاه سلبهما منه ، كما قال تعالى : ( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون ) [ النحل : 112 - 113 ] "
تفسير القران العظيم - بن كثير -492
فتأمل قول بن كثير (فليوحدوه بالعبادة) - (فليفردوه بالعبادة وحده لا شريك له)
عندما يتحدث كثيرا من الدعاة و أهل العلم لا يذكروا كثيرا سورة قريش على الرغم من ما تمثله هذه السورة العظيمة من منهج واضح المعالم للسائر فى هذا الطريق
منهج واضح للعبوديه الحقه و الإخلاص و حسن التوكل على الله و الإيمان به و بموعوده الذى لا يُخلف و لا يرد
يقول الحافظ بن كثير
" ثم أرشدهم إلى شكر هذه النعمة العظيمة فقال : ( فليعبدوا رب هذا البيت ) أي : فليوحدوه بالعبادة ، كما جعل لهم حرما آمنا وبيتا محرما ، كما قال تعالى : ( إنما أمرت أن أعبد رب هذه البلدة الذي حرمها وله كل شيء وأمرت أن أكون من المسلمين ) [ النمل : 91 ]
وقوله : ( الذي أطعمهم من جوع ) أي : هو رب البيت ، وهو " الذي أطعمهم من جوع وآمنهم من خوف " أي : تفضل عليهم بالأمن والرخص فليفردوه بالعبادة وحده لا شريك له ، ولا يعبدوا من دونه صنما ولا ندا ولا وثنا . ولهذا من استجاب لهذا الأمر جمع الله له بين أمن الدنيا وأمن الآخرة ، ومن عصاه سلبهما منه ، كما قال تعالى : ( وضرب الله مثلا قرية كانت آمنة مطمئنة يأتيها رزقها رغدا من كل مكان فكفرت بأنعم الله فأذاقها الله لباس الجوع والخوف بما كانوا يصنعون ولقد جاءهم رسول منهم فكذبوه فأخذهم العذاب وهم ظالمون ) [ النحل : 112 - 113 ] "
تفسير القران العظيم - بن كثير -492
فتأمل قول بن كثير (فليوحدوه بالعبادة) - (فليفردوه بالعبادة وحده لا شريك له)
و كأنها تتحدث عن حالنا اليوم فى ظل النقاشات الكثيرة و الأخذ و الرد حول الشريعه و الخوف من ضياع الأرزاق و تحكيمها و تأخيرها و التدرج فيها إلى اخر كل هذه المخاوف التى يلقيها الشيطان فى قلوب الناس ليصدهم عن عباده الله الخالصة.
وقال القرطبى :
قال ابن زيد في قوله : ( وآمنهم من خوف ) قال : كانت العرب يغير بعضها على بعض ، ويسبي بعضها بعضا ، فأمنوا من ذلك لمكان الحرم ، وقرأ : ( أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء ) .
فنحن اذ نتحدث عن حاكمية الشريعه و أنها تحكيمها من تمام الإخلاص فى العبادة لله و أن المعرض عنها أو تاركها إنما نفى الله عنه أصل الإيمان و أصل هذه العبوديه الخالصه لله.
قال ابن زيد في قوله : ( وآمنهم من خوف ) قال : كانت العرب يغير بعضها على بعض ، ويسبي بعضها بعضا ، فأمنوا من ذلك لمكان الحرم ، وقرأ : ( أولم نمكن لهم حرما آمنا يجبى إليه ثمرات كل شيء ) .
فنحن اذ نتحدث عن حاكمية الشريعه و أنها تحكيمها من تمام الإخلاص فى العبادة لله و أن المعرض عنها أو تاركها إنما نفى الله عنه أصل الإيمان و أصل هذه العبوديه الخالصه لله.
ففى ذات الوقت يدور الراغبين الى تحكيمها مع مسائل الخوف من ضياع الأرزاق و تفويت المصالح الدنيويه ،و لذا يجتال الشيطان على بعضهم بإن يؤخروا المصالح الدينيه إلى أن تتوفر المصالح الدنيويه.
و نسوا قول الله تعالى – الذى أطعمهم من جوع و أمنهم من خوف – و العبرة هنا بعموم اللفظ لا بخصوص السبب كما قال عامة أهل التفسير فى قواعد التفسير
فإن من تمام عبودية الله و الإيمان به أن تُحكم شريعته و أن يقدم أمره على أمر من سواه من البشر
و كيف نخاف من قلة الرزق و من تسلط الامم و..... الخ و نحن الأعزاء بالله الساعين إلى تحكيم شريعته الواثقبن بوعده فى الرزق و البركه إن استقمنا على أمره
فيجب علينا أن نتأمل كثيرا فى هذه السورة و فى غيرها و أن ننظر إلى القران على أنه هو المنتهى فى الحلول و ندور مع أوامر الله حيث دارت
فلو ظللنا ندور مع العقل و مع القيل و القال و الخوف و المصالح العقليه لن تتحقق عبادة الله الخالصة يوما .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق