كنت قبل الفجر أفكر فى مسأله الأمل و اليأس ،
و أن الواحد منا لو نظر حوله فقط و شاهد
النمل هذه الكائنات الصغيرة متناهية الصغر لتعلم منها كثيرا من الدروس فى الصبر و
الاحتمال و الأمل .
فأنت إذا نظرت إلى النمله و تأملتها و أنت فارغ الذهن قليلا غير مشغول البال ،و رأيتها و هى ترفع حبة من السكر او الأرز و تحملها على الحائط فى مثابرة عجيبه من أجل الاستعداد لتوفير مؤن الطعام لها و لمن معها ، ثم ترى هذه الحبه و هى تسقط وبدون اى احساس بالذنب للتقصير أو عدم القدرة على رفع هذه الأحمال تنزل النملة و تعاود رفعها مرة أخرى ، حتى إذا اقتربت من خندقها مرة أخرى تسقط .. فتنزل و يتكرر هذا المشهد عدة مرات الى أن تصل فى النهايه الى مبتغاها.
معانى فى الأمل و عدم اليأس و الصبر و
المحاوله و التجربة مرة تلو المرة ففى المرة الثانيه قد ترى النمله تحملها من جانب
اخر و فى المره الثالثه قد ترى قرينة لها تساعدها فى الحمل للحبة حتى يتحقق الهدف
المنشود
ثم بعد ذلك نزلت للصلاة فاذا الإمام يقرأ
ايات من سورة النمل و عند قول الله تعالى
: ولقد آتينا داود
وسليمان علما وقالا الحمد لله الذي فضلنا على كثير من عباده المؤمنين ( 15 ) وورث سليمان
داود وقال يا أيها الناس علمنا منطق الطير وأوتينا من كل شيء إن هذا لهو الفضل المبين
( 16 ) وحشر لسليمان جنوده من الجن والإنس والطير فهم يوزعون ( 17 ) حتى إذا أتوا على
وادي النمل قالت نملة يا أيها النمل ادخلوا مساكنكم لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا
يشعرون ( 18 ) فتبسم ضاحكا من قولها وقال رب أوزعني أن أشكر نعمتك التي أنعمت علي وعلى
والدي وأن أعمل صالحا ترضاه وأدخلني برحمتك في عبادك الصالحين ( 19 )
سورة النمل
سورة النمل
توقفت أمام
مشهدين:
الأول حرص النملة على النجاه للجماعة قبل النجاه للفرد
فكان بوسعها أن تهرب بنفسها ولا يعنيها ما يحدث لجماعتها و لا لقومها من بنى النمل و تقول نفسى نفسى و من بعدى الطوفان كما هو حال البشر اليوم الذين فضلهم الله بالعقل !!
و لكنها ما
سارعت الا لتنذر قومها و تحذرهم من هذا الخطر القادم
و مشهد النملة و الأدب الذى تحلت به و هى تتحدث عن نبى الله سليمان على الرغم من أنها قد تموت فى اى لحظه تحت أقدام جنده فهى تقول -- لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون— اى التمست لهم العذر فى ما قد يحدث لهم
و مشهد النملة و الأدب الذى تحلت به و هى تتحدث عن نبى الله سليمان على الرغم من أنها قد تموت فى اى لحظه تحت أقدام جنده فهى تقول -- لا يحطمنكم سليمان وجنوده وهم لا يشعرون— اى التمست لهم العذر فى ما قد يحدث لهم
قال الطبرى :
( وهم لا يشعرون ) يقول : وهم لا يعلمون أنهم يحطمونكم .
( وهم لا يشعرون ) يقول : وهم لا يعلمون أنهم يحطمونكم .
فهذا المشهد من الأدب و الإحترام و التماس
الاعذار أين نحن منه اليوم ؟؟
ثم المشهد الثانى و هو الأروع قول نبى الله
سليمان -- وأدخلني برحمتك
في عبادك الصالحين--
الله اكبر
الله اكبر
نبى من أنبياء الله ما جعل ملكه الذى اعطاه له الله الا لطاعه الله و هو بن نبى فهو بن نبى الله داود عليهما أفضل الصلاة و التسلم
ولكن انظر الى فهم الانبياء و علمهم يقول – ادخلنى برحمتك – لا بعملى و لا بنسبى و لا بطاعتى و لا بشىء من هذا
بل برحمة الله
فقط
و هذا مصداق
حديث سيد الخلق محمد صلى الله عليه و سلم اذا يقول -- لن ينجي أحدا منكم عمله ، و لا أنا ، إلا إن يتغمدني الله برحمته ، و لكن
سددوا و قاربوا ، و اغدوا و روحوا ، و شيء من الدلجة و القصد القصد تبلغوا -- صحيح الجامع 5229
فأين نحن اليوم من هذه المعانى الطيبه فى كتاب الله وأين نحن اليوم
نحن منا من يحارب الله و رسوله و يسىء الأدب مع الله و رسوله و أنبياؤه باسم حرية
الفكر تارة و حرية الابداع تارة أخرى
و اين نحن من شكر نعم الله علينا هذه سواء بافراد الله بالعبوديه لله
الخالصه فى الأمر و النهى و الحكم
و أين نحن و نظن أننا ضمنا الفردوس الأعلى من الجنه فقط بقليل صلاة
أوصدقة أو أمر بمعروف و نهى عن منكر أوعلم نتعلمه ...
فهل كان لنا أن نتوقف ولو لدقائق لنتعلم من النمل
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق