قال تعالى
( ومن يرغب عن ملة إبراهيم إلا من سفه نفسه ولقد اصطفيناه في الدنيا وإنه في الآخرة لمن الصالحين ( 130 ))
سورة البقرة
فالله الله فى توحيد نبى الله ابراهيم
الله الله فى اتباع ملة نبى الله ابراهيم
تلك الحنيفيه السمحاء التى لم يُأمر نبينا صلى الله عليه و سلم إلا بإتباعها
قال تعالى : ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا وما كان من المشركين 120
سورة النحل
قال القرطبى :
"قال الطبري : أمر باتباعه في التبرؤ من الأوثان والتزين بالإسلام . وقيل : أمر باتباعه في جميع ملته إلا ما أمر بتركه ; قاله بعض أصحاب الشافعي على ما حكاه الماوردي . والصحيح الاتباع في عقائد الشرع دون الفروع "
تفسير القرطبى- 1/
فمن اليوم يقوم باتباع ما كان عليه الأوليين و الثبات على هذا التوحيد و تجريد الله فى عبادتة عن كل شريك و ند له ،فى الألوهية و الربوبية.
فلا معبود بحق الا الله
فالرزاق هو الله ،و الخالق هو الله ،و المستحق للعبادة الله ،و المستحق للتفرد بالحكم و التشريع الله و لا معقب و لا مبدل لحكمه.
قال بن كثير
"يقول تبارك وتعالى ردا على الكفار فيما ابتدعوه وأحدثوه من الشرك بالله ، المخالف لملة إبراهيم الخليل ، إمام الحنفاء ، فإنه جرد توحيد ربه تبارك وتعالى ، فلم يدع معه غيره ، ولا أشرك به طرفة عين ، وتبرأ من كل معبود سواه ، وخالف في ذلك سائر قومه ، حتى تبرأ من أبيه
فقال : ( يا قوم إني بريء مما تشركون إني وجهت وجهي للذي فطر السماوات والأرض حنيفا وما أنا من المشركين ) [ الأنعام : 78 ، 79 ]
وقال تعالى : ( وإذ قال إبراهيم لأبيه وقومه إنني براء مما تعبدون إلا الذي فطرني فإنه سيهدين ) [ الزخرف : 26 ، 27 ]
وقال تعالى : ( وما كان استغفار إبراهيم لأبيه إلا عن موعدة وعدها إياه فلما تبين له أنه عدو لله تبرأ منه إن إبراهيم لأواه حليم ) [ التوبة : 114 ]
وقال تعالى : ( إن إبراهيم كان أمة قانتا لله حنيفا ولم يك من المشركين شاكرا لأنعمه اجتباه وهداه إلى صراط مستقيم وآتيناه في الدنيا حسنة وإنه في الآخرة لمن الصالحين ) [ النحل : 120 ، 122 ] " تفسير القران العظيم -1/446
فأنظر و تأمل فى قول بن كثير فى صفه هذا التجريد للتوحيد لنبى الله ابراهيم إذ يقول " فإنه جرد توحيد ربه تبارك وتعالى ، فلم يدع معه غيره ، ولا أشرك به طرفة عين ، وتبرأ من كل معبود سواه ، وخالف في ذلك سائر قومه ، حتى تبرأ من أبيه"
فهذه هى دعوة الأنبياء أنهم ما أتوا ليرقعوا الواقع أو ليندمجوا فيه بل كانت دعوة للمفاصله من أول يوم ، لا ترقع الشرك و لا تزينه للناس و لا تقول بمصلحة الدعوة متى كان الشرك الصراح و الكفر البواح ، و السكوت على الشرك بل تبين الحق للناس و تخالف المشركين حتى لو كانوا أقرب الأقربيين ليتبين الطريق للناس كافة.
فإلى الله المشتكى
فإلى الله المشتكى
ممن ضيع الأمانة و فرط فى حملها و أخفى هذا الدين ،و أتبع سنن من كان قبلنا يخفون بعض الكتاب و يظهرون بعضه بحجج عقليه و مصالح دنيويه متوهمة.
فمتى يعلم الناس حقيقة هذا الدين إن صار هذا هو الحال
كتاب الله بين أيدينا اليوم ؛ فلا حجة أعظم منه و لا إعذار بإتباع قول انسان مهما علت منزلته، فما هو إلا مبلغ عن المشرع و ناقل فقط له و ليس لأحد الحق فى أن يحلل حراما أو يحرم حلالا مهما أوتى من رفعة و مكانه فهذا حق الله الخالص، و باتباع كلام الله يستقيم توحيد المرء و ترك المحكم من ايات الله هو الشرك الصراح و الكفر البواح نسأل الله السلامة حتى الممات .
بقلم : محمد جاب الله
هناك تعليق واحد:
مقال قيم
جزاكم الله خيراً أخي الحبيب
إرسال تعليق