التقويم الهجرى و مقاومة القوة العظمى
الحمد لله القائل - كنتم خير أمة أخرجت للناس- ، أما بعد..
فالتقويم الهجرى قد ينظر البعض له على أنه أمر ثانوى لا يمثل شيئاً، وأن الاعتماد على غيره من باب التيسير فى المعاملات الحياتية فقط، و أنه لا يحمل تبعات فى طيات هذا الأمر والاعتماد الكلى عليه.
هذه الرفائع و الأمور التى قد يتعامل البعض معها على أنها من الثانويات، هى ما تصيغ صبغة المجتمعات و تحافظ على شكل هذا المجتمع.
فهل يتصور أحد المجتمع اليابانى بدون الشكل المعتاد الكيمونو والساكى أو المجتمع الإيطالى بدون البيتزا أو المجتمع الأسبانى بدون مصارعة الثيران والفلامنكو، و لكن السعى إلى إنتاج مسوخ مجتمعات كلها عبارة عن شكل واحد تتبع فيه القوة العظمى هو ما يحاك بنا طوال الوقت تارة بالقوة وتارة باللين.
فترى مجتمعاً يقطنه غالبية من المسلمين جُل اهتماهم أن يتشبهوا بالقوة العظمى فى أى شىء ويا ليتهم تشبهوا فى الإيجابيات (العمل - العلم- الإنتاج-... إلخ) فهذه عمامة القديس سانتا و هذا شجرة ليوم مخصص عندهم، فتشعر بهذا المسخ يتحرك أمامك فى المجتمع، و لا يبلغ حتى فى الجمال الصورة الأصليه.
فإذا عدنا إلى مسألة التقويم، أجد كمسلم عامة أمورى ترتبط به:
1- فرمضان شهر الله المفترض عليّ صيامه مرتبط به.
2- صيام الأيام البيض 13، 14، 15 من كل شهر مرتبط به.
فى الخبر عن أبى بكر - أوصانى خليلى بثلاث ... وصيام ثلاثة أيام من كل شهر-
3- العيدان الوحيدان فى العام مرتبطان به.
4- صيام عاشوراء من شهر الله المحرم مرتبط به.
5- صيام أيام من المحرم و شعبان مرتبط به.
6- حادثة الهجرة التى كانت فرقاناً فى دين الله، وعلواً للإسلام ونجاة لسيد الخلق (صلى الله عليه وسلم) و ما فيها من عظات و عبر.
و هكذا
كيف السبيل:
--------------
و يتبقى خطوات على كيفية الحفاظ على هذه الصبغة حتى و إن كانت الحكومات العلمانية تتعمد إغفال هذه الأمور، و مسخ المجتمع من أجل الخضوع للقوة العظمى، فمن الممكن ممارسة خطوات من المقاومة البسيطه لهذا الطغيان تبدأ أنت بنفسك:
1- فلا يخرج عنك خطاب أو رسالة أو تكتب فى كتابك أو كراس درسك فى الجامعة أو المدرسة، إلا وتدون التقويم الهجرى.
2-تسأل من حولك على سبيل المداعبة كل فترة عن التاريخ الهجرى من أجل إيقاظ النفوس، للاهتمام بهذا الأمر
شبهات:
---------
ثم قد يأتى بعض إخواننا ممن لا يرى غضاضة فى الأمر وأنه لا يحمل كل هذه التصورات السابقة حال الكتابة أو المشغب أو هذا المسخ، يسألك كل هذا من أجل مجرد تاريخ ما الفرق بين هذا و ذاك المهم اليوم فقط، ثم يقول لك والدولة الفلانية لا تفعل.
فقل: إن كان هذا الأمر لا يضيرك فلماذا كل هذا السعى إلى رفضه، بالنسبة لى قلت إنه يمسخ المجتمع هو وما على أن أسعى إلى تغييره.
وهل قلتُ لا تأخذ بطرق التقدم و التحضر و و و ، بل هذا بالتوازى مع ما تذكر
وأخيراً، إن منهج الإحياء للأمة و المقاومة لابد أن يشمل كل شىء وأن تشترك فيه الأمة بكل وسيلة ممكنة حتى لو كانت فقط بكتابة تاريخ على جانب الصفحة، لتعلن فيه أنها وبوضوح إنما تسعى إلى مجتمع هذه صورته وهذا ما تستمد منه حضارتها وترتبط به طوال الوقت.
و الشيء بالشيء يُذكر كمثال، فإن بداية مقاومة المحتل الفرنسى الغاصب فى بلاد شمال إفريقية والجزائر تحديداً، بدأ بجمعيات اللغة العربية بقيادة مولانا عبد الحميد بن باديس و جمعية العلماء 1350 هـ، "فلقد نجحت هذه الجمعية في تكريس عروبة الجزائر وإسلاميته و نجحت في الحفاظ على اللغة العربية التي عمد المحتل الفرنسي على وأدها واستئصالها من الواقع في الجزائر فارضاً لغته ومسلكيته الحضارية، والاستعمار الفرنسي الذي حول المساجد إلى كنائس واصطبلات لدى احتلاله للجزائر سنة 1830 كان يراهن على تدمير مقومات الشخصية الجزائرية التي صاغها الإسلام على مدى 14 قرناً." (1)
و يحضرنى فى خاتمة هذه الكلمات حادثة وقعت من عدة سنوات فى أحد برامج الجوائز التى تعتمد على سؤال الجماهير لندرك مدى التغييب المتعمد الذى يفرضه علينا البعض:
"بعد أن أنهى المتسابق الإجابة على كل الأسئلة و تبقى له السؤال الأخير فقط، فكان السؤال الأخير للحصول على الجائزة المالية
نحن فى أى سنة هجرية -تخيل يسأل على السنة و ليس اليوم أو الشهر -"
فبحسب هذا السؤال أن ينبئك إلى أى مدى من الممكن أن يكون الأمر
و يتبقى سؤال لك:
ما هو التاريخ الهجرى اليوم ؟
الحمد لله القائل - كنتم خير أمة أخرجت للناس- ، أما بعد..
فالتقويم الهجرى قد ينظر البعض له على أنه أمر ثانوى لا يمثل شيئاً، وأن الاعتماد على غيره من باب التيسير فى المعاملات الحياتية فقط، و أنه لا يحمل تبعات فى طيات هذا الأمر والاعتماد الكلى عليه.
هذه الرفائع و الأمور التى قد يتعامل البعض معها على أنها من الثانويات، هى ما تصيغ صبغة المجتمعات و تحافظ على شكل هذا المجتمع.
فهل يتصور أحد المجتمع اليابانى بدون الشكل المعتاد الكيمونو والساكى أو المجتمع الإيطالى بدون البيتزا أو المجتمع الأسبانى بدون مصارعة الثيران والفلامنكو، و لكن السعى إلى إنتاج مسوخ مجتمعات كلها عبارة عن شكل واحد تتبع فيه القوة العظمى هو ما يحاك بنا طوال الوقت تارة بالقوة وتارة باللين.
فترى مجتمعاً يقطنه غالبية من المسلمين جُل اهتماهم أن يتشبهوا بالقوة العظمى فى أى شىء ويا ليتهم تشبهوا فى الإيجابيات (العمل - العلم- الإنتاج-... إلخ) فهذه عمامة القديس سانتا و هذا شجرة ليوم مخصص عندهم، فتشعر بهذا المسخ يتحرك أمامك فى المجتمع، و لا يبلغ حتى فى الجمال الصورة الأصليه.
فإذا عدنا إلى مسألة التقويم، أجد كمسلم عامة أمورى ترتبط به:
1- فرمضان شهر الله المفترض عليّ صيامه مرتبط به.
2- صيام الأيام البيض 13، 14، 15 من كل شهر مرتبط به.
فى الخبر عن أبى بكر - أوصانى خليلى بثلاث ... وصيام ثلاثة أيام من كل شهر-
3- العيدان الوحيدان فى العام مرتبطان به.
4- صيام عاشوراء من شهر الله المحرم مرتبط به.
5- صيام أيام من المحرم و شعبان مرتبط به.
6- حادثة الهجرة التى كانت فرقاناً فى دين الله، وعلواً للإسلام ونجاة لسيد الخلق (صلى الله عليه وسلم) و ما فيها من عظات و عبر.
و هكذا
كيف السبيل:
--------------
و يتبقى خطوات على كيفية الحفاظ على هذه الصبغة حتى و إن كانت الحكومات العلمانية تتعمد إغفال هذه الأمور، و مسخ المجتمع من أجل الخضوع للقوة العظمى، فمن الممكن ممارسة خطوات من المقاومة البسيطه لهذا الطغيان تبدأ أنت بنفسك:
1- فلا يخرج عنك خطاب أو رسالة أو تكتب فى كتابك أو كراس درسك فى الجامعة أو المدرسة، إلا وتدون التقويم الهجرى.
2-تسأل من حولك على سبيل المداعبة كل فترة عن التاريخ الهجرى من أجل إيقاظ النفوس، للاهتمام بهذا الأمر
شبهات:
---------
ثم قد يأتى بعض إخواننا ممن لا يرى غضاضة فى الأمر وأنه لا يحمل كل هذه التصورات السابقة حال الكتابة أو المشغب أو هذا المسخ، يسألك كل هذا من أجل مجرد تاريخ ما الفرق بين هذا و ذاك المهم اليوم فقط، ثم يقول لك والدولة الفلانية لا تفعل.
فقل: إن كان هذا الأمر لا يضيرك فلماذا كل هذا السعى إلى رفضه، بالنسبة لى قلت إنه يمسخ المجتمع هو وما على أن أسعى إلى تغييره.
وهل قلتُ لا تأخذ بطرق التقدم و التحضر و و و ، بل هذا بالتوازى مع ما تذكر
وأخيراً، إن منهج الإحياء للأمة و المقاومة لابد أن يشمل كل شىء وأن تشترك فيه الأمة بكل وسيلة ممكنة حتى لو كانت فقط بكتابة تاريخ على جانب الصفحة، لتعلن فيه أنها وبوضوح إنما تسعى إلى مجتمع هذه صورته وهذا ما تستمد منه حضارتها وترتبط به طوال الوقت.
و الشيء بالشيء يُذكر كمثال، فإن بداية مقاومة المحتل الفرنسى الغاصب فى بلاد شمال إفريقية والجزائر تحديداً، بدأ بجمعيات اللغة العربية بقيادة مولانا عبد الحميد بن باديس و جمعية العلماء 1350 هـ، "فلقد نجحت هذه الجمعية في تكريس عروبة الجزائر وإسلاميته و نجحت في الحفاظ على اللغة العربية التي عمد المحتل الفرنسي على وأدها واستئصالها من الواقع في الجزائر فارضاً لغته ومسلكيته الحضارية، والاستعمار الفرنسي الذي حول المساجد إلى كنائس واصطبلات لدى احتلاله للجزائر سنة 1830 كان يراهن على تدمير مقومات الشخصية الجزائرية التي صاغها الإسلام على مدى 14 قرناً." (1)
و يحضرنى فى خاتمة هذه الكلمات حادثة وقعت من عدة سنوات فى أحد برامج الجوائز التى تعتمد على سؤال الجماهير لندرك مدى التغييب المتعمد الذى يفرضه علينا البعض:
"بعد أن أنهى المتسابق الإجابة على كل الأسئلة و تبقى له السؤال الأخير فقط، فكان السؤال الأخير للحصول على الجائزة المالية
نحن فى أى سنة هجرية -تخيل يسأل على السنة و ليس اليوم أو الشهر -"
فبحسب هذا السؤال أن ينبئك إلى أى مدى من الممكن أن يكون الأمر
و يتبقى سؤال لك:
ما هو التاريخ الهجرى اليوم ؟
بقلم : محمد جاب الله
مراجعة : خالد صديق
مراجعة : خالد صديق
_____________________________________________
(1) : نقلا عن -عبد الحميد بن باديس صانع الثورتين في الجزائر-يحيى أبو زكريا
http://www.odabasham.net/show.php?sid=24831
(1) : نقلا عن -عبد الحميد بن باديس صانع الثورتين في الجزائر-يحيى أبو زكريا
http://www.odabasham.net/show.php?sid=24831
هناك تعليقان (2):
رائع جزاك الله خيراً
رائع جزاك الله خيراً , سأنشره بإذن الله
إرسال تعليق