#الشرطة_المصرية رأس الأفعى -
نظرة على مستقبليه تكوين جهاز الأمن
- إن فرعون و هامان وجنودهما كانوا خاطئين -
إشكالية وزارة الداخلية فى مصر التى ستظهر بعد عدة سنوات، لو لم يتم الالتفات لها سريعا ، من المنظمات الحقوقيه و المهتمين بحقوق الانسان و قضايا الحريات و منع التعذيب و الاضطهاد، هو أنه كان من المعتاد فى الداخلية فى عهد الطاغية حبيب العادلي ومن قبل من وزراء فرعون، أن يكون المتقدمين إلى أكاديمية الشرطه للالتحاق بها من عدة طبقات كالتالى (غالبا) :
1- أبناء ضباط الشرطه أو عائلاتهم
2- أبناء ضباط الجيش أو عائلاتهم
3- أبناء أعضاء الحزب الوطنى أو عائلاتهم
4- من يدخل عن طريق الرشوة و التى كانت تصل إلى 120 ألف أحيانا
( لاحظ قيمة الرقم مع الحاله المادية فى عهد مبارك و المقارنة بمتوسط دخل المواطن المصرى )
5- قلة صغيره بدون واسطة
و كان الهدف من هذا الأمر ضمان سيطرة النظام على الأمن الداخلى ، وضمان ولاء المنتمين لقوات الأمن له طوال الوقت ، بحيث يصير النظام أكثر أخطبوطيه فى التوغل فى المجتمع، و امتداد اذرعه و السيطرة عليه.
كان بالطبع من المفهوم سعى كل فئة لالحاق أبنائها فى القطاعات التى تمثل مراكز القوة فى الوزارة و الابتعاد عن القطاعات الخدميه التى هى أقرب فى نظرهم إلى موظف الحكومة و لكن فقط بزى رسمى ، فكانت قطاعات أمن الدولة و المطارات و مكافحة الارهاب هى ذات الأولويه بعيدا عن البحث الجنائى و غيرها .
هذا بالنسبة للفئة التى كانت تعتمد مبدأ القوة ، بينما الفئة التى اعتمدت على السيطرة على المدى البعيد ، بدون الظهور على الواجهه مباشرة ، أو التى اعتمدت تصدير طغمة من الأغبياء فى الواجهه ليتوجه نحوهم السخط الشعبى إن وقع من قبل الناس ، و تكون هذه الفئة هم اللاعبون بصمت من خلف الستار ،هذه الفئة هى التى عمدت إلى أن تكون السيطره لها على القطاعات الاستشارية الاكاديميه تحديدا ، التى تنتقل بعد ذلك إلى تحديد الخطط، و الاستراتيجيات، و التوجهات الامنيه فى المراحل القادمة .
إذا الملاحظ فى كل ما سبق أن غالبية المنضوين تحت الجهاز جمعتهم عدة أشياء :
1- المصلحه الوصوليه
2- حب السيطرة
3- السعى الى مراكز القوه دون التفكير فى قيمة تحقيق العدل (و أى عدل يتحقق فى مؤسسة مناطه بتطبيق القانون الوضعى المخالف للشريعه الذى وصف الحق جل و علا محكمه بإنه من الظالمين ) .
4- الانتماء الى طبقات اجتماعيه من المتوسط إلى فوق المتوسط غالبا.
و هى فى الغالب الطبقات الطموحه لكى تصل إلى مراتب عليا، و من الممكن أن تضحى بكل القيم و المبادىء من أجل هذا الأمر ، و يسوغ هذا بكلمات مثل (مصلحة الوطن - العملاء- الارهابيين - احنا عارفين كل حاجه ...الخ)
من نفس المصطلحات الفرعونية الطاغوتيه التى نادى بها سلفهم الاول قائلا : ( و ما أريكم إلا ما أرى و ما أهديكم إلا سبيل الرشاد )
ثم تسارع طغيان هذا الاخطبوط و خاصة مع تنحية مبارك التدريجيه لقدرات الجيش عقب المشير أبو غزالة ، و الاهتمام بتقوية جهاز الأمن الداخلى و خاصة فرع الأمن الوقائى و المعلومات بحيث يكون مسئول عن أمن النظام فى مواجهه الهبه الاسلاميه فى مطلع التسعينات للتصدى لبطش النظام بالشعب .
و كان يلاحظ أن وزارء الداخليه الذين قدموا فى الفتره الاخيره غالبيتهم من فرع أمن الدوله إلا اذا باستثناء واحد او اثنين فقط مثل أحمد رشدى ، و التى شهدت فترته تحسن ملحوظ فقط فى الاداء الشرطى نسبيا بالطبع بمن بعده.
و بالتالى كانت الرسالة واضحه أن كلما ازداد البطش الممنهح، و ليس العشوائى كلما استطعت أن تضمن مكان جيد لك فى المستقبل فى أركان هذه الدوله ، سواء بالمنصب أو بعد المعاش فى المشروعات التى كانت تدار بواسطه ال مبارك و حاشيته .
بالتالى يمكن فهم العقليه المتحكمه الان فى وزارة الداخليه المصريه و التى تم تنشأتها على مدار 25 عام بهذا الأسلوب الممنهج ، الذى حمل نوع من الحركه الخفيه دون توجيه تاره، و تارة حمل نوع من التوجيه فى انتقاء العناصر المنضوية تحت الجهاز.
ننتقل سريعا إلى ثورة 25 يناير ، بعيدا عن محاولة فهم العقليه الامنيه المصريه .
عندما تم ضرب العصا الغليظة للنظام و شرخها فقط دون كسرها تماما و هى الشرطه فى احداث الثورة ، و كان الشعب هبته ضد الشرطه عصا النظام و تحولت المواجهات مباشرة ضد قطاعات الشرطه التى كانت هى المسئوله عن امن النظام سواء قوات الطوارىء ، أو بعد ذلك عقب تنحى مبارك الى توجيه تلك التظاهرات لفرع المعلومات فى الاقتحامات الشهيره للفروع .
و التى تحتاج الى توقف عندها لاحقا و مراجعة بعض المشاهدات من الاقتحامات التى لم تفهم وقتها فى ظل حالة النشوة بالدخول إلى السلخانات و نشوة السعادة فقط، التى غيبت عن المرء بعض الملاحظات .
من الذين دونوا عن هذه الأمر أ / أحمد مولانا فى – العقلية الأمنية – و الكتاب جيد فى مراجعة الوثائق و الربط فى النظرة الاخطبوطيه لسيطرة النظام
وكذلك موقع 25LEAKS
بالاضافة الى الشهادات الحيه من الاقتحامات و التى للاسف لم يسجل غالبيتها ، و التى حملت بعد ذلك تطورات مازل تبعاتها واضح، و سيتضح بعد ذلك .
نعود مرة أخرى إلى حالة الانهاك التى تعرضت لها الداخليه ، بعد الهبه الشعبيه المباركه ، و التى ادت بهذا الاخطبوط أن يخنس سريعا إلى جحره و يصدر أفراخه الصغار فى مشهد التائبين المغلوب على أمرهم – عبدالمأمور - الذين يسعوا إلى مصالحة شعبيه اغتر بها بعض الطيبيبن ، و نفخ فيها من لم يتعرض لنارهم أو من له مصالح معهم ، و كان على حذر شديد من عرف عن خبث هذا النظام .
بدأت حركة من التنقلات داخل الجهاز ، عن طريق أصحاب الواسطات من أجل الحفاظ على أبنائهم سواء بسرعه التخلى عن جهاز أمن الدولة الذى عُلم أن ملفه سيفتح و الانتقال إلى أفرع أخرى أكثر أمانا ، تضمن حياة طيبه دون البحث فى الماضى القذر لهم.
ثم استمرت الهبه الشعبيه فى محمد محمود و التى خاضها الشباب بمفردهم دون خونة الأحزاب ، أصحاب الصفقات السابقة مع النظام مع هؤلاء الضباط سواء فى المكاتب المغلقه أو فى السجون
ولا ننسى صاحب الصلاة على طاغوت أمن الدولة مسئول المراجعات الاول و الترحم عليه و الثناء عليه ، كمثال فقط
ثم بدأت بعد ذلك ، عمليات الاحاله للتقاعد من أجل ارضاء الشباب الثائر ، و تفكيك جزئى شكلى لجهاز امن الدولة لنفس الغرض ، و كذلك حركة تنقلات للضباط المتهمين سابقا بقضايا تعذيب .
حركة الاحالات للتقاعد كان يجب أن يعقبها حالة احلال و تجديد للكوادر داخل النظام الاخطبوطى الامنى ، و مع تراجع أصحاب النفوذ السابق فى الحاق ابناؤهم الى الجهاز لعدم معرفة إلى أين سيكون مستقر البلاد بعد ذلك.
و هل الاخوان سيسعوا إلى ضم عناصرهم الى الجهاز من أجل زرع عناصر مستقبليه فى حالة تراجعهم عن الحكم فيتبقى لهم اعين داخل مفاصل الدولة، و إلى أين ستكون مراكز القوى القادمه
اعادة الخوف
_________
وبالتالى فأخطر مرحلة ستكون المتصورة فى حالة اعادة تأهيل أفراد الشرطه و انضمام العناصر الجديده
ما سيجمع العناصر الجديده فى و التى ستستعى الى الانضمام الى الامن فى المرحله القادمة عدة أشياء، خاصة إذا استبعدنا العناصر السابقه التى كانت تسعى الى ضم ابنئاها الى الجهاز و بعد فقادن قوته بدأوا فى الترقب لتصور المرحله القادمه ، من أجل تحديد اللاعب الرابح.
كما اسلفنا فان اغلب العناصر المنضوية تحت الجهاز فى السابق كانت من الطبقه المتوسطه و فوق المتوسطه ، و لكن بعد الثورة، و حالة العداء مع الشرطه سيتنحى كثير من هذه الطبقات، و خاصة اصحاب المحسوبيات فى السعى الى الانضمام الى الشرطه لفقدان مقوامتها مما سيفسح مكان كبير للطبقة اقل من المتوسطه .
الى هنا لا اشكال ، لكن الاشكال قادم من نوع العناصر التى ستسعى الى الانضمام و التى غالبا ستكون ذات طموحات وصوليه فرديه ، و ليس كالسابق حالة من الوصوليه الشبكيه فى المجتمع.
بالتالى هذا النوع لن يكون معترف باى نوع من القيم و الثوابت و حتى قواعد التعامل السابقه ، بل على استعداد للتضحية بكل شىء من اجل اثبات نفسه، خاصة مع فراغ المساحه امامه من اصحاب المحسوبيات السابقين.
ملاحظة قديمة
____________
كان من الملاحظات الغريبه فى العناصر المنضمة للشرطه حادثة قديمة اثناء التقدم لأحد الطلاب يذكر فيها ؛أنه كان حاصل على مجموع يؤهله إلى الانضمام إلى كلية الهندسة ( و هى من الكليات التى تعتبر مرموقة اجتماعيا ) و عند قيامه بالتقدم للالتحاق بكلية الشرطه ، كان اغرب ما يسمعه من تعليقات من الضباط :
" انت جاى تعمل عندنا ايه يا بنى هنا "
كنوع من الاستغراب من سعى طالب متفوق عقليا من السعى إلى الانضمام الى هذا المجتمع ، و يلاحظ فى عناصر الكليه أن نسبة المجموع المحدد للانضمام لها دائما كان منخفض فوق 55% ، ومن الممكن ان يتفهم هذا الى بالسعى الى ضم عناصر جيده بدنيا بغض النظر عن المجموع للالتحاق الى الكليه.
و لكن هذا بطبيعة الحال لم يكن يحدث بعكس الانضمام الى الكليات العسكريه التى كانت تعتبر المؤهل البدنى من الممكن أن يكون حافز، للتجاوز عن الانخفاض فى المجموع للطالب .مع ملاحظة نسبية الأمر لا التقرير الواقعى له
القنبلة القادمة
___________
فاذا نظرنا الى كلا العاملين السابقين :
الأول : طالب حاصل على مجموع منخفض فى الثانويه العامه ، و هى مرحله من المفترض ان الطالب يفكر فيها بجديه فى طموحه،و فى مستقبله ، فلعلة الاهمال او الانخفاض فى مستوى الذكاء فى التحصيل لم يدرك مجموع عالى
الثانى : الطبقة الاجتماعيه الخارج منها الطالب ، و هى الطبقة اقل من المتوسطه فى الغالب
سيكون بالتالى امامنا قنبله موقوته لها اشكاليات سابقه مع المجتمع و كذلك هى صوليه ( حيث انها اختارت جهاز سىء السمعه و الكل يبتعد عنه قدر الامكان و عن المنضوين تحته ) ، فاذا تركت هذه القنبلة بدون قوانين و الية محاسبة ، بعد فتره و بعد ان تخمد الحالة الثوريه لدى الشباب ، سيسعى هذه الطبقة الى اعادة تكوين و جمع شتات العناصر الفاسدة مره اخرى ، و اعادة مسلسل ما قبل الثورة مرة اخرى.
الحلول المقترحه:
_____________
1- سيكون على راسها عملية الانتقاء للعناصر التى تسعى الى الانضمام الى قطاعات الامن
2- الاختبارات النفسيه و الميل للعنف خصوصا للطالب الذى يسعى للالتحاق
3- الاهتمام بالمواد المتعلقه بحقوق الانسان و المواطن ، و ان وظيفة الطالب فى المرحله القادمة هى خدميه بحته ، و ليس استعلاء و نفوذ
المتابعه و المراقبه من منظامت العمل المدنى و مكافحة العنف و التعذيب لاى تحاوزات ولو بسيطه ، و عدم التهاون فيها مهما كانت الكبررات و الوعود بعدم التكررا
4-قوانين المحاسبه و الرقابة على الاداء للضباط
5-تفكيك سلطات الجهاز على القطاعات الخدميه
هذه فقط مجرد اشارة بسيطه لهذا الموضوع الذى أحسب أن عدم الالتفات له الان سيؤدى الى اشكاليات عظيمة فى المستقبل ، و إن كان هناك نواحى كثيره تستدعى الاهتمام بها و لم يتم التعرض لها بالتفصيل و خاصة المتعلقه بزراعة العناصر داخل الجهاز و واقع الشرطه اليوم و هل اختلف عن ما قبل الثورة، و لكن فقط الاشارة المهمه هى الترقب لهذه القنبلة الموقوته، و عدم ترك الأفعى حتى ينبت لها ذيول مره أخرى، و تتكر المأساه مرة أخرى .
وللحديث بقية إن كان فى العمر ببقية
بقلم : محمد جاب الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق