فى
بعض الأحيان أقدر مشاعر الأخوه فى الانتقاد الذى يصل إلى حد الطعن و
التخوين و إنزال ايات المشركين فى حق إخوانهم الموحدين، إن وقع نقد لأحد
الرموز أومن يشار لهم .
قديما كنت أفعل مثلهم أحيانا عندما أسمع
بعض التصويب لما تربينا عليهم و تعودنا على الإشارة لهم، و لم يكن هذا إلا
ظنا منى أن هذا من الدفاع عن الدين و الزود عنه ضد الطاعنين، لكن كلما تقدم
العمر بالمرء و كلما اتسعت مداركه، أدرك أن الأمور ليست كما حاول البعض أن
يلقننا إياه و سأحسن الظن ، حالو البعض أن يصل بنا إلى أن هذه التابوهات
يحرم المساس بها ، وأنه لا يأتيها الباطل من بين يديها و لا من خلفها.
إن كلمة الإمام مالك رحمه الله " كلا يأخذ منه و يرد إلا صاحب هذا
المقام- صلى الله عليه و لسم- " كلمات يرددها الجميع، و تلوكها الألسن فى
كل مجلس من أجل التدليل على التجرد للحق، و أن الحق فقط ما قال الله ما قال
الرسول، و أما ما عدا ذلك من البشر، فإن النظر إلى كلامهم موضع الأخذ و
الرد مباح و لا حرج فيه.
ولكن... و اااااه من لكن، و ما يأتى
بعدها ، و لكن هذه العباره الرائعه من إمام المذهب المالكى و إمام دار
الهجره، لا تعدو لدى كثير منا مجرد الكلمات المجرده، فعند وقوع الخلاف، بل
قل عند وقوع النظر فقط إلى أقوال الرجال و بعض ما تعودنا عليه من
التابوهات فقط بدون معرفة سبب إلا - إنا وجدنا آباءنا على أمة وإنا على
آثارهم مهتدون - لا ترى التطبيق العملى لهذه الكلمه، بل ترى الانقلاب التام
عليها و أنه أضيف إلى كلمة الإمام مالك " صاحب هذا المقام و هذا الرمز أو
هذا الشخص أو هذا المنهج " .
فهى دعوة إلى الرجوع إلى الأصول و
كسر الحواجز و إقالة العثرات و الصبر و الإحتساب، و أنه لابد للعبارات
المجرده أن يوافقها الأفعال .
كما أنها دعوة للصبر و الاحتساب لكل
من تعرض للإذى فى سبيل بيان الحق، و أن يقيل بعض الحديث من إخوانه و
العبارات القاسيه و التماس الأعذار لهم، و يتذكر قول الله تعالى دائما : "
كذلك كنتم من قبل".
و للحديث بقية أن كان فى العمر بقية
يتبع ...
بقلم: محمد جاب الله
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق