قرأ الإمام فى الصلاة ايات من سورة التوبة
يقول الحق " قل هل تربصون بنا إلا إحدى الحسنيين ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا فتربصوا إنا معكم متربصون ( 52 ) " سورة التوبة
يقول بن كثير:
قل لهم يا محمد : ( هل تربصون بنا ) ؟ أي : تنتظرون بنا ( إلا إحدى الحسنيين ) شهادة أو ظفر بكم .... ( ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده أو بأيدينا ) أي : ننتظر بكم هذا أو هذا ، إما أن يصيبكم الله بقارعة من عنده أو بأيدينا ، بسبي أو بقتل ، ( فتربصوا إنا معكم متربصون )
قال الطبري:
يقول تعالى ذكره لنبيه محمد صلى الله عليه وسلم : ( قل ) ، يا محمد ، لهؤلاء المنافقين الذين وصفت لك صفتهم وبينت لك أمرهم :
هل تنتظرون بنا إلا إحدى الخلتين اللتين هما أحسن من غيرهما ، إما ظفرا بالعدو وفتحا لنا بغلبتناهم ، ففيها الأجر والغنيمة والسلامة وإما قتلا من عدونا لنا ، ففيه الشهادة ، والفوز بالجنة ، والنجاة من النار . وكلتاهما مما نحب ولا نكره
( ونحن نتربص بكم أن يصيبكم الله بعذاب من عنده )
يقول : ونحن ننتظر بكم أن يصيبكم الله بعقوبة من عنده عاجلة ، تهلككم ( أو بأيدينا ) ، فنقتلكم ( فتربصوا إنا معكم متربصون ) ، يقول : فانتظروا إنا معكم منتظرون ما الله فاعل بنا ، وما إليه صائر أمر كل فريق منا ومنكم
-
فكفى بهذه الايات ردا على التخذيل عن الجهاد، فإن المجاهد قد علت نفسه فوق الماديات، فنفسه تهفو و تذهب و تجىء حيث مراد الله لها ، و هى فى النهاية حائزة للفوز ، أما النصر على الكفار و الغلبة للموحدين، أو الشهادة و نيل رضا رب العالمين .
اللهم انصر دينك و كتابك و عبادك المجاهدين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق