#كلمة_على_الهامش
عن القضاء والقدر و الإيمان به و الرضا بما قسمه الله من أقدار من قبل خلق الإنسان، كثيرا ما يتداول عبارة أن علي الإنسان أن يرضى بالقضاء و القدر و النصيب من الرزق لكى لا يحزن على ما فاته و للصبر على أقدار الله المؤلمة لنا. و هذا من الحق الذى لا مراء فيه و لكن ينسى الناس أن من الإيمان بالله أنه هو الرب الإله المتفرد بالخلق والرزق والقادر على رد كل ما نفقده.
فإن كان من الإيمان بالله الرضا بأقداره فإن من الإيمان بالله الإيمان بقدرته على تبديل المصاعب وتغييرها على أحسن ما كانت.
والإنسان المسلم في هذا له عدة وسلف، فأما عدته قول الله " واستعينوا بالصبر والصلاة وإن كانت لكبيرة إلا على الخاشعين " فبالصبر يرضى بما قسم الله له ولا يحزن على ما فاته. فهو شاكر لله في السراء والضراء ويؤمن أن الرضا بقضاء الله وقدره من الخير له في كل حال في الأثر: " بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد مع أصحابه إذ ضحك، فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ قالوا: يا رسول الله، ومم تضحك؟ قال: عجبت لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابه ما يحب حمد الله، وكان له خير، وإن أصابه ما يكره، فصبر كان له خير، وليس كل أحد أمره كله له خير، إلا المؤمن". فهذا جزاء المؤمن إن رضى بقسمة الله فكان خير في كل حال.
و أما الصلاة فهي دعاء القلب الصادق للإله الواحد الخالق الرزاق ، بإن منك وحدك تبديل المصاعب و الإيمان بقدرتك على كل شيء و هو شكر لله و ثناء عليه و طلب منه فلا سواك يستحق هذا إلا أنت.
فإن كان الإنسان فقد عزيز على قلبه و مات رحل فبالصبر يشكر الله و بالصلاة يدعو الله في كل وقت وحين أن يجمعه بمن مات في جنته ، فتكون السعادة الأبدية . و إن كان الإنسان فقد مال فبالصبر مثله شكر لله و بالصلاة دعاء أن يرزقه خير منه ، و هذا في كل حال من أحوال البلاء التي تقع على الإنسان يرضى بنصيبه و لا يحزن على ما فاته و يحيا بالأمل في الله : " اعلموا أن اللـه يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون ﴿١٧﴾" .
و أما الدعوى بإن على المرء أن يرضى فقط بما قسم الله له دون أن يسعى من جديد و بدون أن يحيا على أمل له في الله وحده، فهى دعوة للموت لا للحياة و دعوة لترك السعي لا للعمل بما شرع الله . و إن كانت اقدار الله البلاء فإن من أقدار الله الدعاء لرفع البلاء .
في الأثر " عاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رجلا به جرح، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ادعوا له طبيب بني فلان، قال: فدعوه فجاء، فقالوا: يا رسول الله، ويغني الدواء شيئا؟ فقال: سبحان الله، وهل أنزل الله من داء في الأرض إلا جعل له شفاء " . فهل كان على المريض أن يقول رضيت بما نزل بى من البلاء و لا أسعى لدفعه بقدر الله و بما شرع من الداء لإن كل الناس قد قالت لا شفاء لك من مرضك .
و مثله في من فقد حبيب و تعثر به الوصل به فهل لو كان لكل محب أن يترك محبوب قلبه لتعثر كان فيه و زعم أن هذا من الرضى، فهل كان لتستقيم الحياة بين اثنين عند كل ترك مع أول الصعوبات أو ثانيها أو عاشرها أو ما يزيد. فهذا من الباطل الذى لا تستقيم معه الحياة.
و ما نراه في كل يوم من خذلان بين اثنين، بين محب ومحبوبه، بين حي و ميت، بين مريض و مرضه . ما كان ليكون لولا يأس أحاط بقلب واحد منهما و زعم بإن ذلك من الرضا بالمقسوم، وهو ما سعى و ما لعق المر أو ما أراد أن يلعق المر و أختار ما استسهله من الأمور الدنيوية و صمت قلبه بزعم أن هذا هو مفهوم الرضا. كمال الرضا و الإيمان بالله لا يتجزأ، هو إيمان أن ما تراه في دنياك هو قدر الله لك المكتوب إما لذنب وقع منك فهو لتطهير النفس عما لحق بها أو هو رفع للدرجات و اختبار لصدق الإيمان بالله حسن الظن به و التوكل عليه . تعرف هذا في حال كل من وقع به بلاء بين متسخط على أقدار الله و بين صامت لا يقدر لسانه على الشكر و بين شاكر باللسان و القلب و الحال . يرى من بلاء الله عليه نعمة الله و يشكر المُنعم في كل حال . فهو الرحيم بعباده لا يبعث لهم إلا بالخير " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ﴿٣٠﴾ " أنظر يعفو عن كثير .
مرة أخرى و عودة لما سلف على تبديل أقدار الله بالسعي لا بالركون و الصمت و القبول، فإن من يرى ما وقع مع هاجر و ابنها من ترك بواد غير ذي زرع و لا ماء فهل كان عليها أن تقول: ما حالي في هذا الوادي و أن الإيمان لدى أن أقبع مكاني ووليدي يموت معى، و لا أسعى للماء و البحث عنه في الصحراء . العقل لا يرى في سعيها شيء واد من مئات السنين لا يسكنه أحد لا زرع و لا ماء فهل امراءه ضعيفة نازلة به لا علم لها به هل تجد به ماء. لكن هو الإيمان بقدر الله و قضاءه.
هذا كان حالها " يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الموضع، ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مرارا، وهو لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم"
و هذا هو إيمانها بإن الله قادر على كل شيء " قالت: إذا لا يضيعنا "
و هذا جزاء صبرها و سعيها مرارا بين الصفا و المروة في سبعة من الأشواط " فلما أشرفت على المروة، سمعت صوتا، فقالت: صه، تريد نفسها، ثم تسمعت فسمعت أيضا، ثم قالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث، فإذا بالملك عند موضع زمزم، يبحث بعقبه، أو قال: بجناحه، حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه هكذا، وتقول بيدها، وجعلت تغرف من الماء في سقائها، وهي تفور بقدر ما تغرف"
هذا هو ما على المسلم أن يراه دوما في أقدار الله و الرضا بقضاء الله و قدره و الإيمان بالله و الأمل به. فلا تفرط في حلمك و سعيك بزعم من لم يفقه الإيمان بالقضاء و القدر و كان الجبر مسيطرا عليه بغير علم منه أو برحمة بك و بحالك فيريد لقلبك أن يرتاح فيداويك ببعض الكلمات و لو علم ما في قلبك من صدق يقين بموعود الله ما حدثك بالترك و عدم السعي.
اشكر الله على كل حال و كن على يقين أن عاقبة الصبر خير، و ارفق بحال من حولك و التمس لهم الأعذار فمن رحل عنك ليس هذا اختياره او اختيارك، و لكن اختيارك في ان تجتمع به مرة أخرى في الجنان إن لم تكن قادرا على الاجتماع به في الدنيا. و أن ما مفرط في شيء مما يقدر عليه في الدنيا إلا لرغبته في أن لا يكمل المسير و يخرس ضميره بالقول أن هذا هو الرضا و المكتوب.
في الأثر " من يتصبر يصبره الله "
عن القضاء والقدر و الإيمان به و الرضا بما قسمه الله من أقدار من قبل خلق الإنسان، كثيرا ما يتداول عبارة أن علي الإنسان أن يرضى بالقضاء و القدر و النصيب من الرزق لكى لا يحزن على ما فاته و للصبر على أقدار الله المؤلمة لنا. و هذا من الحق الذى لا مراء فيه و لكن ينسى الناس أن من الإيمان بالله أنه هو الرب الإله المتفرد بالخلق والرزق والقادر على رد كل ما نفقده.
فإن كان من الإيمان بالله الرضا بأقداره فإن من الإيمان بالله الإيمان بقدرته على تبديل المصاعب وتغييرها على أحسن ما كانت.
والإنسان المسلم في هذا له عدة وسلف، فأما عدته قول الله " واستعينوا بالصبر والصلاة وإن كانت لكبيرة إلا على الخاشعين " فبالصبر يرضى بما قسم الله له ولا يحزن على ما فاته. فهو شاكر لله في السراء والضراء ويؤمن أن الرضا بقضاء الله وقدره من الخير له في كل حال في الأثر: " بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد مع أصحابه إذ ضحك، فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ قالوا: يا رسول الله، ومم تضحك؟ قال: عجبت لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابه ما يحب حمد الله، وكان له خير، وإن أصابه ما يكره، فصبر كان له خير، وليس كل أحد أمره كله له خير، إلا المؤمن". فهذا جزاء المؤمن إن رضى بقسمة الله فكان خير في كل حال.
و أما الصلاة فهي دعاء القلب الصادق للإله الواحد الخالق الرزاق ، بإن منك وحدك تبديل المصاعب و الإيمان بقدرتك على كل شيء و هو شكر لله و ثناء عليه و طلب منه فلا سواك يستحق هذا إلا أنت.
فإن كان الإنسان فقد عزيز على قلبه و مات رحل فبالصبر يشكر الله و بالصلاة يدعو الله في كل وقت وحين أن يجمعه بمن مات في جنته ، فتكون السعادة الأبدية . و إن كان الإنسان فقد مال فبالصبر مثله شكر لله و بالصلاة دعاء أن يرزقه خير منه ، و هذا في كل حال من أحوال البلاء التي تقع على الإنسان يرضى بنصيبه و لا يحزن على ما فاته و يحيا بالأمل في الله : " اعلموا أن اللـه يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون ﴿١٧﴾" .
و أما الدعوى بإن على المرء أن يرضى فقط بما قسم الله له دون أن يسعى من جديد و بدون أن يحيا على أمل له في الله وحده، فهى دعوة للموت لا للحياة و دعوة لترك السعي لا للعمل بما شرع الله . و إن كانت اقدار الله البلاء فإن من أقدار الله الدعاء لرفع البلاء .
في الأثر " عاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رجلا به جرح، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ادعوا له طبيب بني فلان، قال: فدعوه فجاء، فقالوا: يا رسول الله، ويغني الدواء شيئا؟ فقال: سبحان الله، وهل أنزل الله من داء في الأرض إلا جعل له شفاء " . فهل كان على المريض أن يقول رضيت بما نزل بى من البلاء و لا أسعى لدفعه بقدر الله و بما شرع من الداء لإن كل الناس قد قالت لا شفاء لك من مرضك .
و مثله في من فقد حبيب و تعثر به الوصل به فهل لو كان لكل محب أن يترك محبوب قلبه لتعثر كان فيه و زعم أن هذا من الرضى، فهل كان لتستقيم الحياة بين اثنين عند كل ترك مع أول الصعوبات أو ثانيها أو عاشرها أو ما يزيد. فهذا من الباطل الذى لا تستقيم معه الحياة.
و ما نراه في كل يوم من خذلان بين اثنين، بين محب ومحبوبه، بين حي و ميت، بين مريض و مرضه . ما كان ليكون لولا يأس أحاط بقلب واحد منهما و زعم بإن ذلك من الرضا بالمقسوم، وهو ما سعى و ما لعق المر أو ما أراد أن يلعق المر و أختار ما استسهله من الأمور الدنيوية و صمت قلبه بزعم أن هذا هو مفهوم الرضا. كمال الرضا و الإيمان بالله لا يتجزأ، هو إيمان أن ما تراه في دنياك هو قدر الله لك المكتوب إما لذنب وقع منك فهو لتطهير النفس عما لحق بها أو هو رفع للدرجات و اختبار لصدق الإيمان بالله حسن الظن به و التوكل عليه . تعرف هذا في حال كل من وقع به بلاء بين متسخط على أقدار الله و بين صامت لا يقدر لسانه على الشكر و بين شاكر باللسان و القلب و الحال . يرى من بلاء الله عليه نعمة الله و يشكر المُنعم في كل حال . فهو الرحيم بعباده لا يبعث لهم إلا بالخير " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ﴿٣٠﴾ " أنظر يعفو عن كثير .
مرة أخرى و عودة لما سلف على تبديل أقدار الله بالسعي لا بالركون و الصمت و القبول، فإن من يرى ما وقع مع هاجر و ابنها من ترك بواد غير ذي زرع و لا ماء فهل كان عليها أن تقول: ما حالي في هذا الوادي و أن الإيمان لدى أن أقبع مكاني ووليدي يموت معى، و لا أسعى للماء و البحث عنه في الصحراء . العقل لا يرى في سعيها شيء واد من مئات السنين لا يسكنه أحد لا زرع و لا ماء فهل امراءه ضعيفة نازلة به لا علم لها به هل تجد به ماء. لكن هو الإيمان بقدر الله و قضاءه.
هذا كان حالها " يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الموضع، ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مرارا، وهو لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم"
و هذا هو إيمانها بإن الله قادر على كل شيء " قالت: إذا لا يضيعنا "
و هذا جزاء صبرها و سعيها مرارا بين الصفا و المروة في سبعة من الأشواط " فلما أشرفت على المروة، سمعت صوتا، فقالت: صه، تريد نفسها، ثم تسمعت فسمعت أيضا، ثم قالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث، فإذا بالملك عند موضع زمزم، يبحث بعقبه، أو قال: بجناحه، حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه هكذا، وتقول بيدها، وجعلت تغرف من الماء في سقائها، وهي تفور بقدر ما تغرف"
هذا هو ما على المسلم أن يراه دوما في أقدار الله و الرضا بقضاء الله و قدره و الإيمان بالله و الأمل به. فلا تفرط في حلمك و سعيك بزعم من لم يفقه الإيمان بالقضاء و القدر و كان الجبر مسيطرا عليه بغير علم منه أو برحمة بك و بحالك فيريد لقلبك أن يرتاح فيداويك ببعض الكلمات و لو علم ما في قلبك من صدق يقين بموعود الله ما حدثك بالترك و عدم السعي.
اشكر الله على كل حال و كن على يقين أن عاقبة الصبر خير، و ارفق بحال من حولك و التمس لهم الأعذار فمن رحل عنك ليس هذا اختياره او اختيارك، و لكن اختيارك في ان تجتمع به مرة أخرى في الجنان إن لم تكن قادرا على الاجتماع به في الدنيا. و أن ما مفرط في شيء مما يقدر عليه في الدنيا إلا لرغبته في أن لا يكمل المسير و يخرس ضميره بالقول أن هذا هو الرضا و المكتوب.
في الأثر " من يتصبر يصبره الله "
هناك تعليق واحد:
عودا أحمد يا محمد
نسأل الله أن تكون بخير حال
إرسال تعليق