ما بين قلبين
قديما حدثنى أحدهم فى تلخيص فروق المشاعر بين الرجل و المرأة ببساطه ، أن الرجل عقلى بصرى ، و المرأة قلبي سمعي ..
فالرجل أول ما يُحب من وقع العين عليه فى النظر إلى جمال المرأة التى مَلكت عينه ثم يأتى بعد ذلك تحكيم العقل فى المرأة و النظر لها فى الزواج و الارتباط . فكثيرا ما نسمع عن قصص من الإعجاب بدأت و لم تُستكمل، و هى لعدم التوافق و لنظرة الرجل إلى المرأة بعد ذلك نظرة عقلية تجعله لا يود أن يستكمل هذه العلاقة بعد أن فَترت رؤية العين و ضاع بريقها الأول ...فراح ينظرهل هذه المناسبة لى من جمال و مال و نسب و دين ..و بدأت موازينه تتغير و يقيم على غيرها .. فليس الحب هو كل قلبه و لا معيياره مهما زعم بالكلمات المنمقة..
على الجانب الاخر الحب لدى المرأة أول ما يكون قلبى ، فيقع الحب فى قلبها من المودة و لا ترى بعين عقلها ما يحجبها عن هذا الحب ، فَتُقدم كثيرا من التضحيات فى علاقتها بالرجل و هى لا تبالى فقلبها مانع لكل ما هو حائل من تفكير العقل، و إن قيل لها من صويحباتها و أمها و أبيها لا و لا ولا فمع كل لا هى لا ترى إلا نعم و نعم ونهم ، ثم هى قلبها يمتلكه الرجل من أذنها و كلمات الحب و المودة و العشق لها ، فيذيب كل موانعها التى قد تبدأ العين تراها و يفكر العقل فيها عن صدق ما قيل لها من نصائح من الصادقين ، فإن فترت كلمات الحب و المودة و الاحترام قل الحب فى المرأة و بدأت تنظر إلى هذه العلاقه من جديد بعين العقل المحجوب من قبل ، هل هذا هو من سيحنو على فى يوم من الأيام و يكن بجوارى ، أم سيكون فظ القلب و اللسان و لا يرى الحياه إلا فى جمع المال و الماديات فقط ..هل هذا من يكون الانسان المستحق لكل تضحية أوردتها له ...فيكن لى هو الزوج و الحبيب و الأخ و الابن و الأب ؟!
فإن أختل الميزان فى هذا الأمر لدى الرجل و المرأة ترى عَجب العُجاب فى الحب و العشق ، فالرجل عادة ما يكون عقلى فى علاقته ، فإن كان قلبى فقد فاق الحُب و أصبح لا يرى إلا سوى من أحبها و عشقها من أول نظرة ، و إن مرت له فى حياته جميلة الجميلات لن يرى فيها إلا كل ما هو سىء ،فقلبه و عقله و بصره تملكته واحدة بعينها فصارت هى حبيبة قلبه و أنيسة روحه لا يرى منها إلا كل جميل و لو كانت أقل منهن جمالا فى عين غيره و لكن فى عينه هى لا مثيل لها ، وعلى هذا فالزعم بإن الرجال أقل حباً من النساء و لا يقدرون الحب هذا حق لا مراء فيه إن كان الرجل لا يرى إلا بعقله فقط ، فإن زاد بقلبه فلن ترى إلا قتيل الحب وصار هذا الحديث من الهراء ، فهو الحليم الرشيد الذى أصبح يسير بين الأحياء و هو ميت، لا يبالى بقول قائل عن حبه، فلسان حاله دوما ، أنتم لا تعلمون ما أعلم و لا قلوبكم عرفت الحب مثلما عرف قلبى من قبل ،قلبه سكن لدى من اختطفته من أول يوم .فقلبه و عقله و حياته أجتمعت على امراة بعينها ود لو كان طائرا يجد لها من نجوم السماء ما يليق بها ..و يكن لها ما تمنت فى يوم من الأيام ، سعادته فى ابتسامتها ، فهى طفله الصغير لا ينتظر منها مقابل و متى ينتظر الكبير من الأطفال مقابل ، بل سعادتهم فى رؤية ضحكاتهم البريئة التى ما خرجت إلا من قلوب نقية و هى تستحق
و المرأة إن فشل قلبها و استبدل بعقلها ترى جفاءا فى الحياة و صمت لا يُحتمل ، فقد استبدلت انوثتها بغيرها و قتلت ما فى قلبها لخذلان سابق أو لجفاءا مثله من قبله أو بعده ، بعدما وجدت أن ما ضحت من أجله لم يكن ليستحق كل هذا و لم ترى لها جزاءا و لا شكوار بكلمة طيبة، و عتاب لنفسها يا ليتنى استمعت للصادقين فى نصحهم و لكن هو قلبى من أوردنى المهالك ، فترى المُنكبة على أولادها فقط لتبنى فيهم الحب الجديد لأولادها أو الهاربة من حياتها فى صويحباتها و أهلها لتعيد قليلا من دفىء القلب المفقود بعد تراكمات العقل طوال الوقت التى أهلكتها فمثل هذه الله لها فقط ، يدواى قلبها على ما هى فيه من البلاء الشديد
الرجل أكثر من المرأة عشقا لما تقدم؛ إن كان من أحب صادق فى حبه من قلبه و عقله و ليس يرى بعين واحدة فقط ، و لم يرو التاريخ لنا قصص العاشقات من النساء و قتلى الحب منهن، مثلما روى لنا من حب الرجال الذين فقدوا حياتهم من أجل حب حياتهم فكانوا هم من سطروا #مصارع_العشاق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق