كلمة فى المروءة:
البعض قد ينضوى تحت راية جماعات و حركات و جمعيات..من منطلق التعاون على الخير.. فى العمل الجماعى المنظم .. الذى يكون الغرض منه التخصص ... و توزيع الجهود من أجل الاتيان بثمرة طيبة .. للفرد و المجتمع..
و كل حراك بشري .. يتمتع بالصفة _البشرية_ الان .. لابد أن يقع فيه الاخطاء اثناء هذا الحراك.. لان عصر الوحى قد أنقطع ..فلابد من الانحراف و الميل أحيانا ...
العمل على تصحيح المسار...من داخل الحراك واجب على المنضوى تحت رايته...و التصحيح يكون بما يلائم فى التغيير ... فتارة بالكلمة و تارة بالتلميح و تارة بالزجر.. على أن يكون الهدف هو التصحيح ... و أن تكون النفس خالصة فى النصيحة لله ...
الصبر على تصحيح المسار أمر مطلوب .. و عدم الطاعة فى المعصية أمر واجب ... و كل هذا من أجل الحصول على ثمرة طيبه فى النهاية..ينال بركتها الجميع ...
كذلك تخليص النفس من الحظوظ.. و محبة الامارة.. و لو كانت مجرد امارة شكلية..لا قوة و لا شوكة لها على الارض .. كذلك من تهذيب النفوس ...
اذا وصل الميل الى مدى بعيد.. و ما عاد يفيد الترقيع .. و لا الرد عن الخطأ..فعندها لابد من الرحيل... و هذا الامر فى الاجتهاد واسع... و الانكار فيه لا يمكن ...لا النفوس لا تستوى فى تحمل الصبر و الاذى ... و الناصح حتما يصيبه شىء من الاذى ..
الى هنا النفس مازلت تحمل من الخير .. و لم يعترى مروءتها شىء...
لكن متى تنخرم تلك المروءة... ؟؟
لمن كانت فى نفسه حظوظ الامارة.. و السعى لها .. و محبة الشهرة.. و تطلع رؤوس الناس له .. و الاشارة له ...
فيسكت على الخطأ زمنا .. على أمل أن يصيبه من الكعكه نذر يسير .. أو يريد أكثر مما يستحق .. فعندها تخرج النفس الحيوانية مشتهية الامارة و التصدر .. على هيئة الناصح الامين .. الذى ما ترك الحراك الا لما اتسع الخرق ... و قد اتصل به زمنا طويلا .. لا ينكر و لا يسمع له صوت فى الانكار...
فيخرج .. و قلبة أسود..و يبدأ فى أن يصدر بضاعته المزجاه ..
ما هى هذه البضاعة؟
أنت زعمت ما خرجت الا لما بلغ السيل الزبى.. و اتسع الخرق .. و هذا يعنى أن حتما لديك مشروع مخالف فى التصحيح .. و فيه من الخير الكثير ...
فقدم مشروعك هذا و لا تشغل بالك.. بمن أدعيت أنهم من المفسدين.. أو الفاسدين .. فحتما إن كان معك الخير .. فإنه سيبقى فى الأرض .. و أما الزبد فيذهب جفاءا...
لكن صاحب البضاعة المزجاة.. لا شىء فى جعبته ... الا مضغة سوداء ..
او كما قال الشاعر
ان الافاعي وان لانـت ملامسهـا
عند التقلب فـي انيابهـا العطـب
فينطلق مستغلا ما كان له من اسم الانتساب الى حراك أو جماعة أو غيرها ...و يبدأ يلتف حوله الطاعنون فى هذا الحراك .. لعله ينالهم منه شىء .. يكون خنجر مسموم فى مخالفيهم ..
فيقولوا ها هو واحد منكم .. عرف أسراركم... و لما زاد فسادكم فضحكم ...
ثم ترى صاحب البضاعه المزجاه .. أصبحت هذه تجارته ..فيصنع الأسطوره حول خطأ صغير .. و تسمع منه أنه كان أسد هصورا.. منافحا عن الحق ..لا يحشى لومة لائم..بعد بضع سنين او ما يزيد أضعافا و هو تحت راية الحراك..فإين كنت يا عزيزى الهره من قبل ؟؟
ليس هذا ما يهم المتلقفون له .. المهم أن يقدم بضاعته المزجاه طوال الوقت ... فقط.
إما على هيئة كتاب .. أو لقاء مع أشد الناس عدواة للحق.. أو منشور فى مواقع التواصل الاجتماعى.. أو تدوينه ...
كل ذلك رغبة فى ان تجذب اليه الاعناق .. و تشير له ...
حتى يرتد على عقبيه ...
فهو ما جُعل له أهمية لما معه من بضاعة طيبه .. أو مشروع اخر يقدمه .. أو حق يجمع عليه الناس ...
بل بضاعته لا يتلفت لها الا النطيحة و المتردية ... و متى أستغل افضل استغلال... و انتهى كا فى جعبته.. سيتم تركه .. يلقى جزاء سنمار ..
أو سيكون عليه أختلاق الاكاذيب .. و صنع من الكلمه حديث .. و من النظرة لقاء ...
لكن صاحب المرؤه..يحفظ السر .. و ينصح فى السر تارة .. و العلن تارة أخرى... بدون تجريح أو طعن .. بل قد يشتد النكير .. لكن ما يقول الا كما قال خير الخلق.. " ما بال أقوام كذا و كذا "..
فيحفظ حق الايمان .. ورابطة الاسلام.. و الاخلاص محبة التغيير ... لا التسود و الزعامة .. و تغيير المنكر بما هو أكثر منه فسادا..
و يدرك متى يقال .. و اين يقال .. و لمن يقال .. و اين يصب كلامه .. هل من أجل تغيير المنكر الصغير الى الحق ...أم الى اتساع الخرق ...
كذلك يمضى فى طريقه...و ما يراه من الخير ... و ما ينفع الناس .. و يكون من أهل المروءات ...
و كما قال الشاعر :
دخلت على المروءة وهي تبكي
فقلت علام تنتحب الفتاةُ
فقالت كيف لا أبكي وأهلي
جميعاً دون خلق الله ماتوا
يتبع ..... (1)
14 شوال 1434
21-8-2013 م
البعض قد ينضوى تحت راية جماعات و حركات و جمعيات..من منطلق التعاون على الخير.. فى العمل الجماعى المنظم .. الذى يكون الغرض منه التخصص ... و توزيع الجهود من أجل الاتيان بثمرة طيبة .. للفرد و المجتمع..
و كل حراك بشري .. يتمتع بالصفة _البشرية_ الان .. لابد أن يقع فيه الاخطاء اثناء هذا الحراك.. لان عصر الوحى قد أنقطع ..فلابد من الانحراف و الميل أحيانا ...
العمل على تصحيح المسار...من داخل الحراك واجب على المنضوى تحت رايته...و التصحيح يكون بما يلائم فى التغيير ... فتارة بالكلمة و تارة بالتلميح و تارة بالزجر.. على أن يكون الهدف هو التصحيح ... و أن تكون النفس خالصة فى النصيحة لله ...
الصبر على تصحيح المسار أمر مطلوب .. و عدم الطاعة فى المعصية أمر واجب ... و كل هذا من أجل الحصول على ثمرة طيبه فى النهاية..ينال بركتها الجميع ...
كذلك تخليص النفس من الحظوظ.. و محبة الامارة.. و لو كانت مجرد امارة شكلية..لا قوة و لا شوكة لها على الارض .. كذلك من تهذيب النفوس ...
اذا وصل الميل الى مدى بعيد.. و ما عاد يفيد الترقيع .. و لا الرد عن الخطأ..فعندها لابد من الرحيل... و هذا الامر فى الاجتهاد واسع... و الانكار فيه لا يمكن ...لا النفوس لا تستوى فى تحمل الصبر و الاذى ... و الناصح حتما يصيبه شىء من الاذى ..
الى هنا النفس مازلت تحمل من الخير .. و لم يعترى مروءتها شىء...
لكن متى تنخرم تلك المروءة... ؟؟
لمن كانت فى نفسه حظوظ الامارة.. و السعى لها .. و محبة الشهرة.. و تطلع رؤوس الناس له .. و الاشارة له ...
فيسكت على الخطأ زمنا .. على أمل أن يصيبه من الكعكه نذر يسير .. أو يريد أكثر مما يستحق .. فعندها تخرج النفس الحيوانية مشتهية الامارة و التصدر .. على هيئة الناصح الامين .. الذى ما ترك الحراك الا لما اتسع الخرق ... و قد اتصل به زمنا طويلا .. لا ينكر و لا يسمع له صوت فى الانكار...
فيخرج .. و قلبة أسود..و يبدأ فى أن يصدر بضاعته المزجاه ..
ما هى هذه البضاعة؟
أنت زعمت ما خرجت الا لما بلغ السيل الزبى.. و اتسع الخرق .. و هذا يعنى أن حتما لديك مشروع مخالف فى التصحيح .. و فيه من الخير الكثير ...
فقدم مشروعك هذا و لا تشغل بالك.. بمن أدعيت أنهم من المفسدين.. أو الفاسدين .. فحتما إن كان معك الخير .. فإنه سيبقى فى الأرض .. و أما الزبد فيذهب جفاءا...
لكن صاحب البضاعة المزجاة.. لا شىء فى جعبته ... الا مضغة سوداء ..
او كما قال الشاعر
ان الافاعي وان لانـت ملامسهـا
عند التقلب فـي انيابهـا العطـب
فينطلق مستغلا ما كان له من اسم الانتساب الى حراك أو جماعة أو غيرها ...و يبدأ يلتف حوله الطاعنون فى هذا الحراك .. لعله ينالهم منه شىء .. يكون خنجر مسموم فى مخالفيهم ..
فيقولوا ها هو واحد منكم .. عرف أسراركم... و لما زاد فسادكم فضحكم ...
ثم ترى صاحب البضاعه المزجاه .. أصبحت هذه تجارته ..فيصنع الأسطوره حول خطأ صغير .. و تسمع منه أنه كان أسد هصورا.. منافحا عن الحق ..لا يحشى لومة لائم..بعد بضع سنين او ما يزيد أضعافا و هو تحت راية الحراك..فإين كنت يا عزيزى الهره من قبل ؟؟
ليس هذا ما يهم المتلقفون له .. المهم أن يقدم بضاعته المزجاه طوال الوقت ... فقط.
إما على هيئة كتاب .. أو لقاء مع أشد الناس عدواة للحق.. أو منشور فى مواقع التواصل الاجتماعى.. أو تدوينه ...
كل ذلك رغبة فى ان تجذب اليه الاعناق .. و تشير له ...
حتى يرتد على عقبيه ...
فهو ما جُعل له أهمية لما معه من بضاعة طيبه .. أو مشروع اخر يقدمه .. أو حق يجمع عليه الناس ...
بل بضاعته لا يتلفت لها الا النطيحة و المتردية ... و متى أستغل افضل استغلال... و انتهى كا فى جعبته.. سيتم تركه .. يلقى جزاء سنمار ..
أو سيكون عليه أختلاق الاكاذيب .. و صنع من الكلمه حديث .. و من النظرة لقاء ...
لكن صاحب المرؤه..يحفظ السر .. و ينصح فى السر تارة .. و العلن تارة أخرى... بدون تجريح أو طعن .. بل قد يشتد النكير .. لكن ما يقول الا كما قال خير الخلق.. " ما بال أقوام كذا و كذا "..
فيحفظ حق الايمان .. ورابطة الاسلام.. و الاخلاص محبة التغيير ... لا التسود و الزعامة .. و تغيير المنكر بما هو أكثر منه فسادا..
و يدرك متى يقال .. و اين يقال .. و لمن يقال .. و اين يصب كلامه .. هل من أجل تغيير المنكر الصغير الى الحق ...أم الى اتساع الخرق ...
كذلك يمضى فى طريقه...و ما يراه من الخير ... و ما ينفع الناس .. و يكون من أهل المروءات ...
و كما قال الشاعر :
دخلت على المروءة وهي تبكي
فقلت علام تنتحب الفتاةُ
فقالت كيف لا أبكي وأهلي
جميعاً دون خلق الله ماتوا
يتبع ..... (1)
14 شوال 1434
21-8-2013 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق