عندما ترعى الذئاب الغنم - الجزء الأول –
رفاعي سرور –
هادف للنشر و التوزيع
تقييم الكتاب 5/5
كان تقييم
الكتاب من البداية 5/5 مع أول صفحاته وفي نهايته ما تبدل تقييمه و لو كان من زيادة
لزدت عليها
العجيب أن عمر الشيخ رفاعي سرور عند كتابة هذا الكتاب هو 22 عام فقط حيث أنه من
مواليد 1947 رحمه الله و غفر الله له، ومع ذلك فقد حشد من الأدلة من القران و
الحديث و اثار السلف ما يعجز عنه العلماء في عصرنا ودكاترة الجامعات
براعة الشيخ في طريقة العرض لقضية الشيطان و الصراع مع الإنسان مع التقييد بالنصوص
من الشرعية للفكاك من آثار الخرافة والإلحاد
البراعة في
خاتمة الكتاب وربط قضية أهمية تحقيق
السلطة الإسلامية للتغلب على السلطة الشيطانية ، وما يتبع ذلك من صفات الحاكم
المسلم الذي به تقوم تلك السلطة الإسلامية لتكون حرز من تسلط الشيطان على المسلمين
تدرك بوضوح أهمية الأذكار و الدعوات وكل ما هو خير في الحياة ليكون سبيل الحرز و
النجاة من الشيطان و أعوانه ومن كان في حزبه، و أن المعركة مستمرة منذ ولادة
الإنسان و مس الشيطان و صريخه حتى الممات
لا نجاة في تلك المعركة إلا برحمة الله وفضله وكفى
اللهم أعز الإسلام و المسلمين
وأذل الشرك و المشركين
وأنصر اللهم أولياء الدين
وأخذل
أعداء الدين
جماد الاخر 1443
1 - 2022
اقتباسات من الكتاب
ماذ_تقرأ_هذه_الأيام ؟ عندما ترعى الذئاب الغنم - الجزء الأول - رفاعي سرور - هادف للنشر و التوزيع
ليس من العادة التسرع في تقييم كتاب مهما كانت شهرته أو شهرة مؤلفه، ولكن هذه المرة بعد الانتهاء من المقدمة و الفصل الأول تقييم الكتاب ٥/٥ بجدارة
القراءة الثانية بعد قراءة ( أصحاب الأخدود ) الشيخ رفاعي سرور (رحمه الله) ، و يُذكر أن سبب كتابته كانت من حزنه على وفاة الشيخ سيد قطب ( رحمه الله ) و هو في الثمانية عشر من عمره. وإن كانت من وصية للشباب في بداية هذا الطريق للتعرف على ملامح تلك الدعوة البداية بأصحاب الأخدود
يدور موضوع الكتاب حول معالجة قضية الشيطان لتحقيق فوائد: -شرعية لحمايتها من طابع الخرافة -نفسية لعدم السقوط في فخ وهم السيطرة وعدم القدرة على المواجهة -حركية لمعرفة كيفية التعامل مع مرحلة الاستضعاف التي تعيشها الأمة - ملاحظة أن تاريخ الكتابة ١٩٦٩ و ما كانت تعانيه الحركة الإسلامية
تدرك أهمية الحفاظ على الأذكار و الدعوات عند كل موقف خلال اليوم سواء باعتبار الزمان أو المكان و ذلك لقطع السبيل من البداية على الشيطان لمنع غواية الإنسان
عن أبي هريرة سمعت رسول الله يقول: "بينما راه في غنمه.. عدا عليه الذئب فأخذ منه شاة، فطلبه الراعي،فالتفت الذئب فقال:من لها يوم السبع (الافتراس)يوم ليس لها راع غيري…؟!" قال:"إنما يأخذ الذئب من الغنم :الشاة القاصية" قال:"إن الشيطان ذئب الإنسان كذئب الغنم، يأخذ الشاة القاصية والناحية"
عندما يحب الإنسان الجاهلي من الفراغ،فإنه بهذا الحب ينطلق نحو من أحبها بخصائص الرسالة الكامنة فيه،لأنه يعيش بلا قضية..فتتحول تلك التي أحبها إلى قضيته التي يحيا بها،ويتصور الحياة من خلالها،ويسعى إلى الارتباط بها،محطما في سبيل ذلك أي عقبة..وآثار الحب في الواقع الجاهلي هي الدليل
فعندما يمارس الجاهلي حبا.. فإنه يحب إلى حد العبودية! وعندما يخفق في حبه..فإما أن يصاب بالجنون بعد طغيان إحساسه بمن أحبها على عقله و واقعه.. وإما أن يصاب بالانطواء كصورة من صور الكفر بمبدأ العلاقة بعد إخفاقه في علاقته بمن أحبها
…أو ينتحر كصورة من صور الرفض لحياته التي كان لا يتصورها إلا من خلال علاقته التي أخفقت وهذه مجرد آثار للحب الجاهلي " —— بيان طريقة عمل الشيطان من خلال ادراك طبيعة النفس البشرية من حيث الارتكاز على طبيعة الجنس لتكون دفع للتضحية بالنفس في سبيل الشيطان
إن غريزة الجنس هي الغريزة التي تغلب غريزة حب الحياة، والدليل على ذلك هو حادثة اليهودي الذى زنى بيهودية،فأمر بهما رسول الله فرجما، قال ابن عمر:" فرُجما عند البلاط.. فرأيت اليهودي أحنأ عليها "كدليل على أن الموت لم يشغل اليهودي عن حبه لتلك التي زنى بها .
الذئب و الشيطان فالذئب يفترس الشاه و الشيطان يجلس على كرسيه فوق الماء، و يبعث سراياه، فيفترس الإيمان في كل قلب، و ينهش الفطرة في كل جسد .. تماما مثلما يحدث .. عندما ترعى الذئاب الغنم
الفصل الأول:صورة قتالية
العداء هو العلاقة بيننا و بين الشيطان و الحرب نتيجة طبيعية لهذا العداء
فهي حرب حقيقية فيها:
علاقة الولاء و الطاعة بين إبليس و جنوده
الحزبية
السرايا
مركز القيادة
خيل
سهام
رايات
تربص
حصار
شراك
حراسة مشددة
انتحاريين
أسرى
سحق شامل
اغتيال
حصون
جوار
نسبة النجاة في هذه المعركة هي :"…من كل ألف تسعمائة و تسعة و تسعون في النار ..وواحد في الجنة"
و من سينجو فإنه ينجو بفضل الله فقط و ليس بقدرته مع إدراك كل ما سبق من الطبيعة القتالية للمعركة
قعد الشيطان لابن آدم في كل مرحلة من مراحل الالتزام بهذا الدين،بما قد يجعله يتراجع في أي مرحلة منها،وذلك بإثارة مشاعره
نحو الآباء و الأجداد لجعله يتراجع عن الإسلام..
وإثارة مشاعره نحو الأرض و الوطن ليتراجع عن الهجرة..
وإثارة مشاعره نحو الزوجة و المال لجعله يتراجع عن الجها. د..
"يمكن التقرير بأن أي سلطة جاهلية ما هي إلا امتداد لسلطة إبليس الذي صنع لنفسه عرسا فوق الماء لتنتهي إليه كل السلطات الجاهلية القائمة على وجه الأرض.
فكل من يحتل من البشر موقعا للحكم بغير ما أنزل الله فهو شيطان رغم صورته البشرية، ابتداء بأعلى مستويات السلطة
ص٤٥،٤٦
لأجل خطورة السلطة الإسلامية على الشيطان قد بلغت أن تكون حرزا للأمة منه، فإننا نجد أنه لا يطيق قيامها، ويعتبر هدف إسقاطها إذا قامت ..مهمة أساسية
ص٤٩
و لعل هذه الحقيقة تكون تنبيها للذين يتلهفون على قيام السلطة الإسلامية دون الاستعداد للمحافظة عليها بعد قيامها. إذ أن العقبات الضخمة التي يصنعها السلطة-الإسلامية- في سبيل قيام هذة السلطة ستكون قليلة بجانب الأساليب و الوسائل التي سيمارسها الشيطان لمحاولة إسقاطها إذا قامت
ص٤٩
السامري
ولعل قصة السامري تعد نموذجا سياسيا خبيثا لأساليب إهدار أي زعامة إسلامية التفت حولها الأمة..فبلغت مقام السلطة عليها.
السامري..هذا الاسم الذي لم يظهر إلا مع العجل، بعد أن كان مختفيا عن الأحداث الجليلة و المواقف الخطيرة ،فلم يكن له ذكر في مهمة الخروج و قضية النجاة ١/٢
..مختفيا يترقب من بعيد فرصته السياسية بعد زوال الخطر ..
وتعجب موسى ،وغابت القيادة ،وجاءت الفرصة ..فظهر السامري،ظهر محاولا نهب القضية ..واغتصاب ثمرة الكفاح الإسلامي الشاق.
ومن تحليل الظرف السياسي الذي ظهر فيه السامري..تتأكد ضرورة اليقظة الكاملة في طريق الدعوة ٢/٢
ص٥٠
وكراهية الشيطان للخير أو الخوف منه ، هي الأساس الذي جعل وجوده يقوم على نقض أمر الله و تغييره، وبذلك صار الشيطان مقياسا مطلقا للشر،و صارت مخالفته مقياسا مطلقا للخير ، وأصبحت هذه المخالفة في ذاتها حكمة شرعية
ص٣٢
الفصل الثالث
التصور القدري للقضية
التصور القدري لقضية الشيطان ينبني على عدة حقائق:
· قدر البلاء
· قدر التسلط
· قدر الحرز
١-قدر البلاء
الحرز لا يمنع البلاء و لكن يمنع التسلط
البلاء بالشيطان قائم باعتبار الوجود الانساني على الأرض
البلاء بالشيطان يتفق مع قدرة الانسان على التغلب عليه
أمور البلاء التي تتحقق ولا يمنع الحرز حدوثها هي:
· القرين
· النخس عند الولادة
· حظ الشيطان
· الجري من ابن ادم مجرى الدم
· الحلم
· البيات في الأنف
· العقد على القافية
· الوسوسة
لما كان الظهور الشيطاني يعتبر تسلطا ، فإنه يرتبط بجهل المجتمع ، لأنه بالجهل تكون الذنوب..التي يكون بها التسلط
يقول ابن تيمية: "وكلما كان القوم أجهل، كان -يعني الخوارق الشيطانية -عندهم أكثر"
أما الجن المسلم فإن له ظهورا شرعيا في الواقع البشري،وأساس هذا الظهور هو رضا البشر و إذنهم
و الضعف هو الأصل في موقف الشيطان
كتب الله عز وجل عليه الدحر " قال اخرج منها مذؤوما مدحورا" الأعراف
الدحر يعني الهزيمة و الضعف
ضعف و قوة الشيطان يكون بطبيعة منهج المقاومة له، فإن كانت المواجهة بمنهج الله ضعف الشيطان و إن كانت المواجهة بمنهج الإنسان وكلام من عند نفسه فإن الشيطان يتعاظم و يقوى
ص٦٧
الحقيقة الثانية في التصور القدري للقضية هي قدر التسلط :
١- كما أن البلاء بالشيطان يكون بقدر الله، فإن التسلط يكون بقدره كذلك، و إن كان وقع بسبب الذنب الذي يفعله الشيطان
٢-التسلط بالمعنى القدري تحقيق لعدل الله عز وجل من حيث السبب، باعتبار عدل البلاء الذي تحقق به التسلط
تصحيح الخطأ القائل بإن كل معصية شرك، تأسيسًا على أن المعصية طاعة للشيطان، وطاعة الشيطان عبادة له، وعبادة الشيطان شرك بالله
وعلة هذا الخطأ: هي تحديد معنى العبادة .. بمجرد الطاعة، ولكن الفهم…للعبادة هو : أنها غاية الخضوع مع غاية المحبة"
تأمل هذا النص لتدرك خطأ أصحاب اللوازم و التسلسل
الشروط الجوهرية في معالجة السحر
· اليقين
· الإخلاص
· التحرز من الشيطان بالأذكار
· عدم محاولة معالجة السحر بالطرق غير الشرعية
و يأتي في الأساليب الهامة في حقيقة الحرز:
· تجميد تأثيره و الحذر من تضخيم تأثيره اذا وقع
· ارغام الشيطان و من صور ذلك سجود السعر و الوضوء و الاستغفار
السحر هو دين الشيطان
السحر له طقوس عبادة للشيطان و أخطرها الذبح لغير الله الذي ينقض حقيقة التوحيد
السحر له نظام و ذلك من خلال تحقيق الافساد من اجل القدره و التأثير و السيطرة
فاقتضى ذلك أن يكون حق قتل الساحر لمن يستطيع من أفراد الأمة و آحادها، لإنه حق لكل انسان
لأجل أن السحر قد يبلغ درجة القتل خيفة دون معرفة الساحر؛ اقتضى ذلك أن يجوز قتل الساحر غيلة إذا عُرف .
القابلية للسحر تكون من ناحيتين:
من حيث الطاعة و المعصية
من حيث الطبيعة البشرية ذاتها
المعصية: أخطر الثغرات لانها تحدث تسلط الشيطان
الطاعة: اذا وقع فيها الخلل خلال التطبيق
الطبيعة البشرية:فإن أكثر الناس قابلية هم الذين تظهر فيهم صفات (الخوف/الندم/الحزن /اليأس)
·
عوامل ضعف القابلية للسحر :
· التوكل
· اليقين
· الرضا
اليقين شرط أساسي لتفادي حالات التوهم
وهناك موانع أصلية تجعل الانسان في مأمن من السحر :
· التقوى
· التوكل
خلاصة العلاج من السحر قائم علي ما سبق من فهم معنى التقابل و لذا كان كل ما يقابل الشيطان و يكرهه هو داع للعلاج و سبب له
أهم ما يقطع بوجود السحر في حلم الشيطان: هو الحيات .. باعتبار الصلة بينها و بين إبليس
نهاية الفصل الثالث و لو جمع الشيخ ما صح من الرقى الشرعية و الأذكار و الدعوات في نهاية الفصل لكفى و وفى تماما بالمطلوب.
·
الفصل الرابع: فضل الله ورحمته
مقام النبوة و المقصود به شخص النبي باعتباره أساسا قدريا لتحقيق الهداية
لذا نجد أن كل غواية ظهرت في أمة النبي ترجع في أصلها إلى مس هذا المقام ،ومن أبرز الأمثلة على ذلك ظهور الخوارج الذي يرجع وجودهم الي الرجل الذي قال للنبي "يا رسول الله ..اعدل"
٢-تدخل الملائكة
من فضل الله على الناس أن جعل سبحانه الملائكة طرفا في الحرب بين الإنسان و الشيطان، لتكون للإنسان أقوى ظهير .
٣-من فضل الله أن تسلط الشيطان لا يقع بكل ذنب من الانسان، إنما ببعض ذنبه
"وما أصابكم من مصيبة فيما كسبت أيديكم و يعفو عن كثير " الشورى ٣٠
قال رسول الله :" خصلتان - أو خلتان- لا يحافظ عليهما عبد مسلم .. إلا أدخلته الجنة و هما يسير .. و من يعمل بهما قليل !!……."
أكمل الحديث ؟
الحكمة و أثر الشيطان .. لا يتفق وجودهما في قلب واحد
الحكمة و عمل الشيطان .. لا يتفق وجودهما في واقع واحد
الفصل الخامس : منهج الدعوة بتصور هذه القضية
الحكمة لها أربع جوانب أساسية هي: الحق/الإنسان/الواقع/الغاية
أول مقتضيات الحكمة هو الالتزام بالحق ..باعتباره قضية الدعوة ،فإن مضمون هذا الحق هو عبادة الله و اجتناب الطاغوت
الالتزام الشرعي الكامل في تحديد منهج الدعوة أصلا هو الذي سيحقق الحرز من الشيطان و أوليائه في مجال الدعوة
ثاني مقتضيات الحكمة هو تكوين الإنسان الداعية وفقا لمنهج تربوي محدد ..بهدف الوصول إلى مرحلة الربانية التي يتفق بها الإنسان مع الحق
اذا كان من الحكمة إنشاء الواقع الصحيح للدعوة، و كانت الجماعة هي هذا الواقع ، فإن القيمة الأساسية لتلك الجماعة بتصورنا الإسلامي عن الشيطان أنها حرز منه
مفهوم الجماعة التي تحقق الحرز من الشيطان هو: الكثرة الصحيحة القائمة على الاختيار الصحيح و العلاقة الصحيحة
منهج الدعوة له ثلاثة أبعاد :
· التبليغ بالكلمة
· استخدام القوة
· قيام السلطة
·قال ابن القيم :"ومن كيد عدو الله :يخرف المؤمنين من جنده و أوليائه لئلا يجاهدوهم و لا يأمروهم بمعروف و لا ينهوهم عن منكر، و أخبر الله تعالى أن هذا من كيد الشيطان و تخويفه، ونهانا أن نخافهم"
إنما ذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلا تخافوهم و خافون إن كنتم مؤمنين) ال عمران ١٧٥
في نهاية أساليب الحركة الإسلامية المحددة بتصور الإسلام عن الشيطان .. يتقرر أن النصر باعتباره الهدف النهائي لتلك الأساليب ان يتحقق .. إلا بالتخلص النهائي من كل اثار الشيطان في واقع الدعوة ، و من هنا كان الاستغفار من الذنوب باعتبارها أخطر هذه الاثار
ص١٣٧
لما كان التسلط الشيطاني يتمثل في السلطة الجاهلية على الناس كان بمفهوم المقابلة لابد من وجود السلطة الإسلامية التي تزيل هذا التسلط وتكون حرز منه.
تمثلت هذه السلطة الاسلامية في عمر الخطاب و ظهر فيها صفات الحاكم الذي يستطيع مواجهة الشيطان فكان فيها:
· موافقه الحق
· العلم
· التقوي
· القوة
اذا تحقق ما سبق
عندها لن ترعى الذئاب الغنم "
