أتباع الشاه - ستيفن كينزر

صفحة الكتاب فى موقع Good Reads
https://www.goodreads.com/book/show/13554027?ac=1&from_search=true



*كتاب أكثر من رائع فى الانتقال من تاريخ إيران القديم فى عهد الفرس و الانتقال الى الفتح الاسلامى ثم الدولة الصفوية الى الانتقال الى ايران فى عهد الشاه.
*عندما تشاهد التخطيط لما جرى فى ايران بهدوء ستدرك مدى تكرار اللعبه الامريكية فى الانقلابات
*الانتقال السريع الى الارهاب فى الالفيه الاخيره ضعيف و لا يمكن الالتفات له كثيرا
الكتاب يستحق بجداره 5 و الترجمه رائقة كما هو معتاد من دار كلمات.
يلاحظ فى الخريطة التى رسمت فى الكتاب لإيران ص 34 أن الشرق الأوسط لا يرسم حدود لفلسطين فهى ليست دولة و يكتفى بعرض إسرائيل فقط .
دور إذاعة BBC فى شن الحملات ضد حكومة مصدق و إستخدامها الاستخباراتى فى إطلاق إشارة البدء للعملية و كيف أنها ليست منبر إخبارى حيادى عالمى بقدر ما هى منبر إستخبراتى للسياسة البريطانية .
الخطة إياكس ، و هو مسمى العملية التى أطاحت برئيس الوزراء مصدق كانت تعتمد على أربعة محاور :

1- شن حملة فى المساجد و الصحف و الشارع تقلل من شعبية مصدق
2- توصيل الضباط الملكيين قرار الطرد
3- يمسك الغوغاء بزمام الأمور فى الشارع
4- يظهر الجنرال زاهدى منتصرا و يقبل ترشيح الشاه له فى منصب رئيس الوزراء

هل هذه إيران أم دولة أخرى :) مكررة بعد عدة عقود

الفصل الأول :

يتعرض سريعا إلى الخطة إياكس و هو مسمى العملية التى تهدف بإلاطاحة بمصدق و ذلك بقيادة ضابط الاستخبارات الأمريكى كيرمت روزفلت ( حفيد الرئيس الأمريكى رززفلت ) و كيف أن الخطة التى تم إعدادها و إنفاق مئات الالاف من الدولارات كرشاوى للضباط و الشاه و رجال الدين و الإعلام قد فشلت نتيجة تسرب أنباء الانقلاب العسكرى ، و كيف فكر روزفلت فى المحاولة مرةأخرى سريعا لإكمال الانقلاب الفاشل بدلا من الاستسلام .

الفصل الثانى :

ينتقل فى نظرة سريعة إلى تاريخ إيران من العهد الفارسي إلى الفتح الإسلامي ، و كيفية تشكل إيران و التأثر و الجمع بين التاريخ القديم لها كدولة ذات حضارة قوية ثم الدخول فى الاسلام ، و كيف أن التحول إلى الإسلام جاء بالقوة و هو ما جعلهم يميلوا إلى تفسير يناسبهم و هو التشيع .

الجمع بين الحضارة و بين التشيع و ما فيه من ملحمة الحسين رضى الله عنه يعتبر الوقود الفعلى للايرانين لوجود العامل المحفز لهم دائما و هى قضية الانتصار لدم الحسين رضى الله عنه .

ثم ينتقل الكاتب إلى التعرض الى تاريخ الصفويين و السلاجقة ثم حديث عن أشهر حكام الدولة الصفوية فى تلك الفترة و العلماء و الأدباء و بناء المدن مثل عباس شاه و جلال الدين الرومي و تبريز و أصفهان ثم الانتهاء أخيرا بحكم القاجريون لايران اعتبارا من 

1797:1925

الفصل الثالث :

ايران الحديثة و التحول الديمقراطى 1891 و ذلك بعد الانهيار المالى الشديد فى ظل حكم ناصر الدين شاه و الذى كان من القاجريين و زاد فى عهده الاسراف الشديد، و تم فى تلك الفترة فرض الكثير من الضرائب و بيع الأصول و منها شركة التبغ الايرانية مما تسبب فى موجة من الاحتجاجات و يظهر دخول تأثير رجال الدين فى المجتمع الايرانى بفتوى الشيخ الشيرازى حول تدخين التبغ .
ثم اغتيال ناصر 1896 و تولى ابنه مظفر و الذى سار على سياسة و الده و ازدياد الاحتجاج و بيع الأصول الخاصة بالحصول على الغاز الطبيعى و النفط الى و يليان نوكسي 1901 ، و اندلاع الثورة الشعبية بعد ذلك اعتبار من 1905 .
يظهر فى تلك الثورة الشعبية عودة الروح الدينية و احياء ثارات الإمام الحسين ( رضى الله عنه ) ، تم بعد ذلك وضع مسودة الدستور الايرانى و عقد اول اجتماع 17 اكتوبر 1906 .
بدأت بعد ذلك التصدع بين الملالى و الاصلاحيين عندما لاحظوا تجاهلهم للشريعة ، و هو ما استغله محمد على شاه خليفة مظفر فى الدعوة الى رفض أن يكون نظام ايران دستورى بزعم ان فى هذا النظام من الممكن تغيير الدين بكل حرية و هو ما يتعارض مع الاسلام , و هنا وقف الملالى بجانب الشاه لما رأوه .
استغل محمد شاه هذا الأمر فى زيادة الشقاق بين رجال الدين و بين رجال المجلس إلى أن تم مهاجمة المجلس فى 1908 تحت شعار "نريد القران لا الدستور " .
فى تلك الفترة كانت روسيا و بريطانيا تراقب الوضع فى ايران و لم يعحبهم ما يحدث فى ايران من عدم استقرار قد يؤثر على مصالحهم و لذلك تم فى 1907 توقيع اتفاقيه تقسيم ايران بينهم بحيث تتولى روسيا المقاطعات الشمالية و بريطانيا المقاطعات الجنوبية .
ثم بعد ثورة البلاشفه فى 1917 سيطر البريطانيين على الجزء الروسي .
فى 1921 خرج رضا خان و هو من قادة القوازق رفضا لسياسات القاجريين و تولى السلطه بمساعدة من البريطانيين و اتخذ المنهج القومى الاتاتوركى نظاما للحكم 1926
بدأت الاصلاحات الاقتصادية فى عهد رضا بهلوى بتدخل كامل من البريطانيين الى أن حدث الشقاق مرة أخرى مع رجال الدين نتيجة السياسات العلمانية لرضا بهولى بمنع الحجاب للنساء ثم اقتحام مسجد خراسان و بدأت مرحلة القمع الوحشي للمعارضة بهذه الطريقة .
فى ظل التوافق الايرانى مع المانيا النازية فى تلك الفترة تدخل الحلفاء و تم السيطرة على ايران خوفا من سقوطها فى يد النازيين ، ثم اضطر رضا شاه فى 1941 الى التنازل عن السلطه و العرض الى ابنه محمد الذى كان يبلغ 21 عام .

الفصل الرابع :

اكتشاف البترول تم الان فى ايران فى عام 1908 و ذلك على يد المستكشف الانجليزى جورج رينولدز و الذى كان يتولى الانفاق عليه هو المليونير ويليام نوك دراسي و الذى قد حصل على اتفاقيه مع مظفر شاه يكون بمقتضاها له نصف الحصه فى اسهم الشركه و 16 % من ارباح الشركه بعد ذلك ، فى عام 1908 تم تم شراء الشركه بمعرفة الحكومة البريطانيه و اصبحت " شركة النفط البريطانيه الفارسيه " ، ثم تم انشاء معامل تكرير النفط فى جزيرة "عبدان "

نتيجة لعدم رضا شاه عن نسبة الارباح التى يحصل عليها من اتفاق دارسي حاول ان يعدل من الاتفاقيه مع البريطانيين لكنهم فشلوا فى هذا الامر مما دفعه فى 1932 الى الغاء الامتياز الممنوح للبريطانيين بالتنقيب و البحث . ثم تم اعادة المفاوضات مع رضا شاه و الاتفاق على الاتى:
مد الامتياز الممنوح 32عام اخرى لكى ينتهى فى 1993 بدلا من 1961
تحسين الظروف المعيشية للعاملين فى جزيرة عبدان
تحصل ايران على مبلغ 975000 جنيه استرلينى على الاقل سنويا ( قارن المبلغ مع ما سبق 47000 نسبة الارباح لتدرك مدى سرقة ثرواتنا من طرف الشركات الاجنبيه م.ج)
تحفيض 3/4 مساحة الاراضى التى يغطيها اتاق دارسي

1946 و قع اضراب من قبل عمال جزيرة عبدان على الظروف المعيشية السيئة و التى كانت تقارن بالموظفين البريطانين الذين يعملون معهم . يلمع اسم محمد مصدق فى 1947 فى المجلس بعد صدور قانون منع منح اى امتيازات اخرى الى الشركات الاجنببيه ، و طلب اعادة التفاوض مع البريطانين مره اخرى حول الامتيا الممنوح لهم .

سرد لسيرة مصدق منذ المولد و حتى توليه لرئاسه المجلس فى 1943 و ذلك بعد طول معاناة مع المرض و معاناة من أجل رد كيد البريطانين فى استغلال ثروات ايران .

الفصل الخامس :

الاربيعنات و طبيعة الحياة فى ايران فى تلك الفتره بين طغيان محمد رضا شاه و الاسراف الذى كان يتمتع به فى لندن ، ثم محاولة الاغتيال التى تعرض لها 1949 و التى ظهر فيها عدم حرص حرس محمد رضا على حمايته أو الاهتمام بحياته .
ثم التدخل البريطانى فى السياسات الايرانية و ذلك بفرض محمد على فروغى فى منصب رئيس الوزراء و هو المؤيد للسياسات البريطانية .
نشأة حزب تودة اليسارى 1942 و ذلك كبداية للحياة الحزبية الحقيقية و لكن تبعا لطبيعة الحال فى فى تلك الفترة فإن الحزب تحول إلى النهج الماركسي نتيجة للتدخلات السوفيتية ، و هو ما شجع السوفييت على اتخاذ مزيد من الاجراءات التى تفيد فى التوسع داخل ايران و هنا حاول أنصار حزب تودة الاستقلال بأقليم أذربيجان و لكن لم ينجحوا و انتهوا باعدامهم على يد الاذريين .
فى تلك الفترة و عقب محاولة اغتيال محمد رضا تم استغلال هذه المحاولة فى مزيد من السيطرة على الحياة السياسية و تقييد الحريات و اتهام المنشقيين و اليساريين بمحاولات التخريب فى البلاد ، و كان الموقف البريطانى هو دعم محمد رضا طالما أنه يخدم مصالحهم الاقتصاديه فى جزيرة عبدان و هو ما ظهر فى قمع المظاهرات فى معامل التكرير من طرف العمال هناك .
بدأت محاولات تعديل اتفاقيه ايران/ بريطانيا حول الامتيازات فى البترول عام 1949 و طلب اعضاء المجلس بالغاء الامتيازات خاصة مع السرقات الماليه المفضوحه من طرف البريطانيين للارباح و لكن لم ينجح الاعضاء فى هذا الأمر نتيجة انتهاء دورة المجلس ثم تدخل الشاه فى الانتخابات الجديده بالتزوير ، مما دفع مصدق فى 13-10-1949 بالدعوة للحشود الى الذهاب الى القصر الملكى للاعتراض على ما تم من تزير و هو ما نجح بالفعل فيه مصدق .
انطلق عقب ذلك محمد رضا الى امريكا فى زيارة لها ابان عهد الرئيس ترومان الذى كانت سياسته تهدف الى عدم التدخل فى شئون البلاد و محاولة اقناع محمد رضا بمزيد من الاصلاحات بدلا من محاولة السيطرة العسكرية على ايران و هو ما لم يرضى محمد رضا و عاد الى ايران خالى الوفاض .
عقب عودة محمد رضا تم اعادة الانتخابات مرة اخرى و بطبيعة الحال فقد فاز مصدق فيها و تم محاولة اعادة تمرير الاتفاقيه البريطانيه فى الامتيازات مرة اخرى عن طريق رجلهم العسكرى الجنرال رازمار ليكون هو رئيس الوزراء الجديد و المعين من قبل محمد رضا و الذى حاول مصدق معارضته و لكن لم ينجح فى هذا الامر و بالتالى أصبح رازمار هو رئيس الوزراء الجديد مرة أخرى .
فى تلك الفترة بدأت الانقسامات بين التيار القومى الذى كان يرقض الاتفاقيه البريطانيه و بين التيار المؤيد لها . و هنا يعود مرة أخرى ظهور الملالى فى المجتمع الايرانى فكما ظهر من قبل فى قيام الدستور يعود مرة أخرى مع اية الله أبو القاسم كاشكانى و الذى كان من أشد المحرضين ضد القوى الاستعمارية.
اثر هذا النجاح القومى / الدينى تم رفض الاتفاقية و بعدها شرع مصدق فى عرض مسألة تأميم شركة النفط البريطانية 25-11-1950 ، و كان المشجع على ذلك النظر الى الشركة الجاره فى جزيرة العرب أرامكو و التى كانت قد أعلنت عن تقاسم الارباح مناصفة مع الدولة السعودية و هو ما حاول الامريكان اقناع البريطانيين به كحل وسط و لكن البريطانين تعتنوا فى هذا الامر بشدة .و انطلقت المظاهرات مرة اخرى فى ايران مع الحماسة الدينية و اغتيال رازمار على يد الشاب "خليل تاهما سيبي"و الذى كان عضو فى منظمة " فدائيو الاسلام " و بهذا انتهت صفحة رازمار ، و تم تعيين رئيس وزراء جديد هو حسين علاء ، و لكن فى النهاية تم تمرير قرار المجلس بتأميم شركة النفط بالكامل . و ارتفع نجم مصدق بشدة فى تلك الفترة بعد هذا القرار التاريخي و اصبح رئيس الوزراء الجديد .

الفصل السادس :

26-6-2016 العالم فى ترقب على دربين :
البريطانيين مشغولين بنتائج إعلان محمد رضا للجنرال رازمار أنه رئيس الوزراء و هل هذا سيعنى تمرير صفقه الامتيازات فى النفط
الامريكان يترقبوا دخول الجنود الشيوعين الى جنوب كوريا،و انعقاد مجلس الامن و التخوف من بداية الصراع النووى بين القوتين العظمتين .

عقب الحرب العالميه كان قد تم انشاء وكالة الاستخبارات المركزية الامريكيه CIA بقرار من الرئيس الامريكى ترومان عام 1947 و تنحصر مهمتمها فى :
* تنفيذ الأعمال و المهام المتعلقه بالاستخبارات التى تؤثر على الأمن القومي
*التخريب و مناهضة التخريب و التدمير و اجراءات الاخلاء و اسقاط نظم الحكم و مساعدة حركات المقاومة السرية و حروب العصابات و حركات تحرير اللاجئين و دعم العناصر الأهليه المناهضة للشيوعية فى دول العالم الحر المهددة :)

كان الدافع الى هذا الأمر هو التوسع السوفييتى بعد الحرب العالميه الثانيه ، و فرض الحكومات الشيوعية فى بلغاريا رومانيا المجر بولندا تشيكوسلوفكيا يوغسلافيا ،و التحول الشيوعى فى الصين على يد ماوتساو يونج .

انطلقت السياسات الامريكية فى فترة ترومان نحو الحد من التدخل الشيوعى فى البلدان لكن دون التدخل العسكرى ، و لذلك حاول الامريكان فى تلك الفترة اقناع البريطانيين بالتسويه الهادئه مع الايرانيين و لكن بريطانيا كانت تتعامل كدولة مستعمرة وترفض تقديم التنازلات رغم محاولات الامريكان فى تلك الفترة على يد جورج ماكجي - مساعد وزير شئون الشرق الادنى و جنوب اسيا و افريقيا - و الذى كان قد اختير بواسطة - دين اتشيسون - وزير الخارجية الامريكى .

فى النهاية لم يقتنع البريطانيين بهذا الامر و خسر البريطانين سيطرتهم على الشركة بعد قرار التأميم فى 6-5-1951 بعدما رضخ محمد رضا لقرار المجلس و تحولت شركة النفط البريطانية الايرانيه الى شركة النفط الايرانيه القومية . و تولى مصدق رئاسة الوزراء فى ذلك التاريخ .

انتهت الان الحماسه و تم التأميم و بدأ السؤال العقلى الى مصدق :
" كيف ينوى مصدق نزع ملكية شركة النفط البريطانية الايرانية ؟ " :)

فى تلك الفترة 20-6-1951 أوفد مصدق -مهدى بازارجان -بصفة العضو المنتدب لشركة النفط الايرانية القومية ليقوم بتسلم الاوراق و الاصول و ادارة الشركة من قبل البريطانيين و لكن لم ينجح فى هذا الامر حيث رفض البريطانيين ممثلين فى -اريك دريك - المدير العام للشركة تسليم اى اوارق تتعلق بالشركة ، و توقفت حركة النقل للبترول بعدما أمر السير -ويليام فريزر - مدير الشركة بتوقف ناقلات البترول و هنا أصبحت ايران تملك البترول دون القدرة على تصديره

كان الامريكان فى تلك المرحله يراقبون التطورات فى ايران عن كثب ، و ذلك لرؤيتهم أن البريطانيين يتعاملون بالقوة فقط و هو ما قد يدفع القوميين الى الاستعانة بالسوفييت و بالتالى فتح باب جديد للشيوعين و هو الخوف الامريكى فى تلك المرحلة و حاولوا جاهدين اثناء البريطانيين لكن لم ينجحوا فى هذا الامر .و هنا بدأت مرحلة التدخل الامريكى كوسيط بين الايرانيين و البريطانين و أوفد ترومان - دابليو أفريل هاريمان - كمستشار عنه للتفاوض و اقناع مصدق باللجؤ الى محكمة العدل الدولية وهو ما سخر منه بشدة و لكن وافق فى النهاية.

عندما وصل هاريمان الى ايران 15-7-1951 وجد عشرات الالاف من الايرانيين فى استقباله بعبارة

" الموت لهاريمان "

 

الفصل: السابع

وصل هاريمان إلى طهران للقاء مصدق ، و اثناء المظاهرات الرافضة له سقط ما يقرب من عشرين شخصا قتلى و جرح المئات ، و القت الصحف فى اليوم التالى اللوم على محمد رضا و على وزير الداخلية اللواء فضل الله زاهدى لكى يظهروا ايران و انها تمر بحالة من الفوضى.

من الطرائف فى اجتماع هاريمان و مصدق مسألة التفريق بين بغض السياسات و احترام القواعد ، فهاريمان سأل مصدق أين يدرس أحفاده فقال له : " فى انجلترا بالطبع ، و أين تتوقع أن يدرس إذن ؟" ، و هنا مصدق يفرق بين احتقاره للنظام الاستعمارى البريطانى و بين الاحترام الشديد للدستور فى انجلترا .

حاول هاريمان ان يوصل فكرة أن الايرانين لا يملكون القدرة الفنية و الاداريةعلى ادارة شركة النفط ، و انه مع الخسائر التى ستقع مما سيؤدى الى الاضطرابات التى قد تدعم من قبل موسكو فى وصل حزب تودة مرة اخرى الى الحكم .

حاول مرة اخرى هاريمان التأثير على مصدق عن طريق الشاه و لكن الشاه رفض أن يظهر أنه ضد الرأى العام ، فأنطلق الى رجل الدين الملا اية الله كاشانى و لكنه وجده اكثرا تصلبا فى الرأى قائلا :"إذا استسلم مصدق فسوف يهدر دمه مثل رازمار !! "

تقدم البريطانيين بعرض مرة اخرى على مصدق بعد الضغط من هاريمان على يد السير ريتشارد ستوكس - حامل ختم الملك - مقتضاه مناصفة الارباح مع ايران وان يظل البريطانيين يتحكموا فى التصدير و التكرير للنفط و هو ما رفض من قبل ، و تحدث مصدق أن عرضه هو كالتالى :
استمرار ايران فى بيع النفط الى انجلترا بما يكفى الاحتياجات المحلية لها
سداد ايران للاموال التى تعادل الاصول لشركة النفط بعد التأميم
توفير انجلترا للعماله الفنيه و اللازمه لادارة الشركة

22-8-1951 بريطانيا تفرض العقوبات الاقتصادية على ايران و تمنع وصول الايرانيين الى ارصدتهم و تحظر تصدير السكر و الصلب الى ايران ، و سحب الموظفين البريطانيين من الحقول النفطية .

بعد فشل تلك المفاوضات عادت مرة اخرى فكرة الحرب من طرف البريطانيين لانهاء هذه المسألة ، و هو ما تم مقابلته برفض امريكى من الرئيس ترومان طوال الوقت.

عاد مرة أخرى الايرانين الى محاولة ادارة الشركة بواسطتهم عن طريق استقدام الخبراء الفنيين من اوربا وامريكا ، و لكن لم ينجح هذا الامر بسبب التدخلات البريطانية ، وكذلك الحال فى محاولة بيع النفط الى الدول الاخرى او عن طريق الوسطاء .

قامت بريطانيا بتصعيد الأمر الى الأمم المتحدة لكى تحصل على الغطاء القانونى الدولى لأفعالها ، و حانت لحظة عرض القضية بين مندوب بريطانيا و مندوب ايران ، و توقع البريطانين بانتصار مندوبهم فى هذا الامر ، و لكن فى اللحظة الاخيرة اعلن الايرانيين ان مصدق هو من سيذهب الى الامم المتحدة لعرض قضية ايران هناك :)

الفصل الثامن :

وصل الان مصدق إلى نيويورك ليلقى كلمته فى الامم المتحده حول القضية الايرانية ، و كان الاعلام الامريكى يناصر مصدق فى الاشاده به .
كانت المعركة الحامية ستكون بين كلا من السير جلادوين جيب المتحدث اللبق و بين مصدق العاطفى الكلمات .
كانت كلمة جلادوين على أن شركة النفط هى منفعه ليست لبريطانيا فقط بل هى للعالم أجمع ،و أن بريطانيا لم تكن عائق أمام التطور فى ايران
كان قد تم بالفعل قبل وصول مصدق الى الامم المتحده طرد البريطانين من جزيرة عبدان و ذلك فى 4-10-
1951
كانت كلمة مصدق ملخصة فى أن مجلس الامن لا يملك كذلك الأمر فى هذه القضية حيث أن ايران لها الحق فى التصرف فى الموارد الطبيبعه الخاصه بها ، و أن مجىء مصدق الى الامم المتحده هو من باب الاحترام لتلك المؤسسة العريقة و التى هى ملاذ الأمم المقهورة الضعيفة .

استمرت الاجتماعات فى الأمم المتحده و فى تلك الفترة كان قد قتل رئيس الوزراء الباكستانى ( لياقات على خان ) و الذى كان متعاون مع مؤسس باكستان ( محمد على جناح ) ـو هو ما عضد من موقف مصدق للمشابهه بين الاثنين و تفوق مصدق فى السجالات الكلاميه ضد السير جلادوين. لتنتهى الجلسات بقرار تأجيل مناقشة هذا الأمر إلى أجل غير مسمي و خسرت بريطانيا هذه المعركة السياسيه .

كان واضحا فى هذه الزياره التوافق بين وجهة النظر الامريكية و الايرانيه و الدعم الامريكى الهادىء من خلال الرئيس ترومان ، و المحاولات الامريكية المستمرة الى الوصول الى تسويه فى هذا الامر .

فى اثناء عودة مصدق الى ايران كان قد زار مصر و قد استقبله الملك فاروق و حظى هناك بتأييد شديد فى ظل رفض الشارع المصرى للوجود الاستعمارى البريطانى

فى تلك الاثناء كان قد تم وصول تشرشل الى الحكم بعد خسارة حزب العمال للانتخابات ، و هو ما يعنى ان الصراع سيأخذ منحنى جديد الان تبعا للطبيعه الخاصة بتشرشل .

حصل مصدق على شخصية العام من خلال مجلة التايم الامريكيه التى وصفته بانه مناهض للاستعمار و الشخص الهادىء الذى اثار زوبعة فى العالم ، و ان الولايات المتحده لا تغرب فى العداء و انها اليوم تقود تحالف الدول الغير شيوعيه و هو ما يلقى عليها احمالا اخلاقيه كثيره

ما بين قلبين

ما بين قلبين

قديما حدثنى أحدهم فى تلخيص فروق المشاعر بين الرجل و المرأة ببساطه ، أن الرجل عقلى بصرى ، و المرأة قلبي سمعي ..

فالرجل أول ما يُحب من وقع العين عليه فى النظر إلى جمال المرأة التى مَلكت عينه ثم يأتى بعد ذلك تحكيم العقل فى المرأة و النظر لها فى الزواج و الارتباط . فكثيرا ما نسمع عن قصص من الإعجاب بدأت و لم تُستكمل، و هى لعدم التوافق و لنظرة الرجل إلى المرأة بعد ذلك نظرة عقلية تجعله لا يود أن يستكمل هذه العلاقة بعد أن فَترت رؤية العين و ضاع بريقها الأول ...فراح ينظرهل هذه المناسبة لى من جمال و مال و نسب و دين ..و بدأت موازينه تتغير و يقيم على غيرها .. فليس الحب هو كل قلبه و لا معيياره مهما زعم بالكلمات المنمقة..

على الجانب الاخر الحب لدى المرأة أول ما يكون قلبى ، فيقع الحب فى قلبها من المودة و لا ترى بعين عقلها ما يحجبها عن هذا الحب ، فَتُقدم كثيرا من التضحيات فى علاقتها بالرجل و هى لا تبالى فقلبها مانع لكل ما هو حائل من تفكير العقل، و إن قيل لها من صويحباتها و أمها و أبيها لا و لا ولا فمع كل لا هى لا ترى إلا نعم و نعم ونهم ، ثم هى قلبها يمتلكه الرجل من أذنها و كلمات الحب و المودة و العشق لها ، فيذيب كل موانعها التى قد تبدأ العين تراها و يفكر العقل فيها عن صدق ما قيل لها من نصائح من الصادقين ، فإن فترت كلمات الحب و المودة و الاحترام قل الحب فى المرأة و بدأت تنظر إلى هذه العلاقه من جديد بعين العقل المحجوب من قبل ، هل هذا هو من سيحنو على فى يوم من الأيام و يكن بجوارى ، أم سيكون فظ القلب و اللسان و لا يرى الحياه إلا فى جمع المال و الماديات فقط ..هل هذا من يكون الانسان المستحق لكل تضحية أوردتها له ...فيكن لى هو الزوج و الحبيب و الأخ و الابن و الأب ؟!

فإن أختل الميزان فى هذا الأمر لدى الرجل و المرأة ترى عَجب العُجاب فى الحب و العشق ، فالرجل عادة ما يكون عقلى فى علاقته ، فإن كان قلبى فقد فاق الحُب و أصبح لا يرى إلا سوى من أحبها و عشقها من أول نظرة ، و إن مرت له فى حياته جميلة الجميلات لن يرى فيها إلا كل ما هو سىء ،فقلبه و عقله و بصره تملكته واحدة بعينها فصارت هى حبيبة قلبه و أنيسة روحه لا يرى منها إلا كل جميل و لو كانت أقل منهن جمالا فى عين غيره و لكن فى عينه هى لا مثيل لها ، وعلى هذا فالزعم بإن الرجال أقل حباً من النساء و لا يقدرون الحب هذا حق لا مراء فيه إن كان الرجل لا يرى إلا بعقله فقط ، فإن زاد بقلبه فلن ترى إلا قتيل الحب وصار هذا الحديث من الهراء ، فهو الحليم الرشيد الذى أصبح يسير بين الأحياء و هو ميت، لا يبالى بقول قائل عن حبه، فلسان حاله دوما ، أنتم لا تعلمون ما أعلم و لا قلوبكم عرفت الحب مثلما عرف قلبى من قبل ،قلبه سكن لدى من اختطفته من أول يوم .فقلبه و عقله و حياته أجتمعت على امراة بعينها ود لو كان طائرا يجد لها من نجوم السماء ما يليق بها ..و يكن لها ما تمنت فى يوم من الأيام ، سعادته فى ابتسامتها ، فهى طفله الصغير لا ينتظر منها مقابل و متى ينتظر الكبير من الأطفال مقابل ، بل سعادتهم فى رؤية ضحكاتهم البريئة التى ما خرجت إلا من قلوب نقية و هى تستحق

و المرأة إن فشل قلبها و استبدل بعقلها ترى جفاءا فى الحياة و صمت لا يُحتمل ، فقد استبدلت انوثتها بغيرها و قتلت ما فى قلبها لخذلان سابق أو لجفاءا مثله من قبله أو بعده ، بعدما وجدت أن ما ضحت من أجله لم يكن ليستحق كل هذا و لم ترى لها جزاءا و لا شكوار بكلمة طيبة، و عتاب لنفسها يا ليتنى استمعت للصادقين فى نصحهم و لكن هو قلبى من أوردنى المهالك ، فترى المُنكبة على أولادها فقط لتبنى فيهم الحب الجديد لأولادها أو الهاربة من حياتها فى صويحباتها و أهلها لتعيد قليلا من دفىء القلب المفقود بعد تراكمات العقل طوال الوقت التى أهلكتها فمثل هذه الله لها فقط ، يدواى قلبها على ما هى فيه من البلاء الشديد

الرجل أكثر من المرأة عشقا لما تقدم؛ إن كان من أحب صادق فى حبه من قلبه و عقله و ليس يرى بعين واحدة فقط ، و لم يرو التاريخ لنا قصص العاشقات من النساء و قتلى الحب منهن، مثلما روى لنا من حب الرجال الذين فقدوا حياتهم من أجل حب حياتهم فكانوا هم من سطروا #مصارع_العشاق .

القضاء و القدر و الإيمان برحمة الله

#كلمة_على_الهامش

عن القضاء والقدر و الإيمان به و الرضا بما قسمه الله من أقدار من قبل خلق الإنسان، كثيرا ما يتداول عبارة أن علي الإنسان أن يرضى بالقضاء و القدر و النصيب من الرزق لكى لا يحزن على ما فاته و للصبر على أقدار الله المؤلمة لنا. و هذا من الحق الذى لا مراء فيه و لكن ينسى الناس أن من الإيمان بالله أنه هو الرب الإله المتفرد بالخلق والرزق والقادر على رد كل ما نفقده.

فإن كان من الإيمان بالله الرضا بأقداره فإن من الإيمان بالله الإيمان بقدرته على تبديل المصاعب وتغييرها على أحسن ما كانت.
والإنسان المسلم في هذا له عدة وسلف، فأما عدته قول الله " واستعينوا بالصبر والصلاة وإن كانت لكبيرة إلا على الخاشعين " فبالصبر يرضى بما قسم الله له ولا يحزن على ما فاته. فهو شاكر لله في السراء والضراء ويؤمن أن الرضا بقضاء الله وقدره من الخير له في كل حال في الأثر: " بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم قاعد مع أصحابه إذ ضحك، فقال: ألا تسألوني مم أضحك؟ قالوا: يا رسول الله، ومم تضحك؟ قال: عجبت لأمر المؤمن، إن أمره كله خير، إن أصابه ما يحب حمد الله، وكان له خير، وإن أصابه ما يكره، فصبر كان له خير، وليس كل أحد أمره كله له خير، إلا المؤمن". فهذا جزاء المؤمن إن رضى بقسمة الله فكان خير في كل حال.

و أما الصلاة فهي دعاء القلب الصادق للإله الواحد الخالق الرزاق ، بإن منك وحدك تبديل المصاعب و الإيمان بقدرتك على كل شيء و هو شكر لله و ثناء عليه و طلب منه فلا سواك يستحق هذا إلا أنت.

فإن كان الإنسان فقد عزيز على قلبه و مات رحل فبالصبر يشكر الله و بالصلاة يدعو الله في كل وقت وحين أن يجمعه بمن مات في جنته ، فتكون السعادة الأبدية . و إن كان الإنسان فقد مال فبالصبر مثله شكر لله و بالصلاة دعاء أن يرزقه خير منه ، و هذا في كل حال من أحوال البلاء التي تقع على الإنسان يرضى بنصيبه و لا يحزن على ما فاته و يحيا بالأمل في الله : " اعلموا أن اللـه يحيي الأرض بعد موتها قد بينا لكم الآيات لعلكم تعقلون ﴿١٧﴾" .

و أما الدعوى بإن على المرء أن يرضى فقط بما قسم الله له دون أن يسعى من جديد و بدون أن يحيا على أمل له في الله وحده، فهى دعوة للموت لا للحياة و دعوة لترك السعي لا للعمل بما شرع الله . و إن كانت اقدار الله البلاء فإن من أقدار الله الدعاء لرفع البلاء .
في الأثر " عاد رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، رجلا به جرح، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: ادعوا له طبيب بني فلان، قال: فدعوه فجاء، فقالوا: يا رسول الله، ويغني الدواء شيئا؟ فقال: سبحان الله، وهل أنزل الله من داء في الأرض إلا جعل له شفاء " . فهل كان على المريض أن يقول رضيت بما نزل بى من البلاء و لا أسعى لدفعه بقدر الله و بما شرع من الداء لإن كل الناس قد قالت لا شفاء لك من مرضك .

و مثله في من فقد حبيب و تعثر به الوصل به فهل لو كان لكل محب أن يترك محبوب قلبه لتعثر كان فيه و زعم أن هذا من الرضى، فهل كان لتستقيم الحياة بين اثنين عند كل ترك مع أول الصعوبات أو ثانيها أو عاشرها أو ما يزيد. فهذا من الباطل الذى لا تستقيم معه الحياة.

و ما نراه في كل يوم من خذلان بين اثنين، بين محب ومحبوبه، بين حي و ميت، بين مريض و مرضه . ما كان ليكون لولا يأس أحاط بقلب واحد منهما و زعم بإن ذلك من الرضا بالمقسوم، وهو ما سعى و ما لعق المر أو ما أراد أن يلعق المر و أختار ما استسهله من الأمور الدنيوية و صمت قلبه بزعم أن هذا هو مفهوم الرضا. كمال الرضا و الإيمان بالله لا يتجزأ، هو إيمان أن ما تراه في دنياك هو قدر الله لك المكتوب إما لذنب وقع منك فهو لتطهير النفس عما لحق بها أو هو رفع للدرجات و اختبار لصدق الإيمان بالله حسن الظن به و التوكل عليه . تعرف هذا في حال كل من وقع به بلاء بين متسخط على أقدار الله و بين صامت لا يقدر لسانه على الشكر و بين شاكر باللسان و القلب و الحال . يرى من بلاء الله عليه نعمة الله و يشكر المُنعم في كل حال . فهو الرحيم بعباده لا يبعث لهم إلا بالخير " وما أصابكم من مصيبة فبما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير ﴿٣٠﴾ " أنظر يعفو عن كثير .

مرة أخرى و عودة لما سلف على تبديل أقدار الله بالسعي لا بالركون و الصمت و القبول، فإن من يرى ما وقع مع هاجر و ابنها من ترك بواد غير ذي زرع و لا ماء فهل كان عليها أن تقول: ما حالي في هذا الوادي و أن الإيمان لدى أن أقبع مكاني ووليدي يموت معى، و لا أسعى للماء و البحث عنه في الصحراء . العقل لا يرى في سعيها شيء واد من مئات السنين لا يسكنه أحد لا زرع و لا ماء فهل امراءه ضعيفة نازلة به لا علم لها به هل تجد به ماء. لكن هو الإيمان بقدر الله و قضاءه.

هذا كان حالها " يا إبراهيم، أين تذهب وتتركنا بهذا الموضع، ليس فيه إنس ولا شيء؟ فقالت له ذلك مرارا، وهو لا يلتفت إليها، فقالت له: آلله أمرك بهذا؟ قال: نعم"

و هذا هو إيمانها بإن الله قادر على كل شيء " قالت: إذا لا يضيعنا "

و هذا جزاء صبرها و سعيها مرارا بين الصفا و المروة في سبعة من الأشواط " فلما أشرفت على المروة، سمعت صوتا، فقالت: صه، تريد نفسها، ثم تسمعت فسمعت أيضا، ثم قالت: قد أسمعت إن كان عندك غواث، فإذا بالملك عند موضع زمزم، يبحث بعقبه، أو قال: بجناحه، حتى ظهر الماء، فجعلت تحوضه هكذا، وتقول بيدها، وجعلت تغرف من الماء في سقائها، وهي تفور بقدر ما تغرف"

هذا هو ما على المسلم أن يراه دوما في أقدار الله و الرضا بقضاء الله و قدره و الإيمان بالله و الأمل به. فلا تفرط في حلمك و سعيك بزعم من لم يفقه الإيمان بالقضاء و القدر و كان الجبر مسيطرا عليه بغير علم منه أو برحمة بك و بحالك فيريد لقلبك أن يرتاح فيداويك ببعض الكلمات و لو علم ما في قلبك من صدق يقين بموعود الله ما حدثك بالترك و عدم السعي.

اشكر الله على كل حال و كن على يقين أن عاقبة الصبر خير، و ارفق بحال من حولك و التمس لهم الأعذار فمن رحل عنك ليس هذا اختياره او اختيارك، و لكن اختيارك في ان تجتمع به مرة أخرى في الجنان إن لم تكن قادرا على الاجتماع به في الدنيا. و أن ما مفرط في شيء مما يقدر عليه في الدنيا إلا لرغبته في أن لا يكمل المسير و يخرس ضميره بالقول أن هذا هو الرضا و المكتوب.
في الأثر " من يتصبر يصبره الله "