محفوظ ولد الوالد
دماؤكم جسـر إلـى النصـر أحمـر وبوابـة منهـا إلـى الخلـد يُعـبـر
دماؤكـم إعصـار عــزم وهـمـة ونـار عـلـى أعدائـنـا تتسـعـر
بها النفس من أوهامها قـد تحـررت وسوف بهـا الأقصـى غـدا يتحـرر
سقيتم فلسطيـن الزكـي مـن الدمـا فلـم تبخلـو كـلا ولـم تتـأخـروا
فلله أجـسـاد هـنـاك تـنـاثـرت تشع ضياء كالضحـى حيـن يسفـر
ألا أيهـا الأطفـال أنـتـم رجالـهـا وكم من صغير السـن بالفعـل يكبـر
رجولتكـم أطفـال الأقصـى حقيقـة وبعـض رجـولات الرجـال مـزور
حجارتكم هـزت عروشـا وأظهـرت حقائق ما كانـت لنـا سـوف تظهـر
أيا رفقاء الـدرب يـا مـن تحـرروا من الأرض والدنيـا فشـدوا وكبـروا
أتيتـم وأمـر المسلمـيـن مضـيـع خليفتـهـم فــي ديـنـه يتنـصـر
على صـدره يجثـو صليـب بحجمـه وفي حكمـه للنـاس يبغـي ويجهـر
أتيتـم ولا تاريـخ لا شـيء عندنـا وأوضاعنـا فـي بعضـهـا تتعـثـر
فهـذي بـلادي للنصـارى مبـاحـة عـقـول بنيـنـا لليـهـود تجـيـر
هوياتنـا أوطاننـا كـل مــا لـنـا عناوينـنـا أسـمـاؤنـا تتـغـيـر
من المسجد الأقصى المبـارك حولـه إلى الكعبة الغـرا التـي هـي أكبـر
من المسجد الأقصى إلى كـل مسجـد فـإن جيـوش الكفـر تنهـى وتأمـر
فماذا علـى مـن بالحكومـات كلهـا وحكامهـا أمسـى يـثـور ويكـفـر
فأيقظتـم التـاريـخ بـعـد رقــاده فـعـاد إلــى أمـجـاده يـتـذكـر
فهـذا صـلاح الديـن يحمـل سيفـه تسيـل دمـاء الكفـر منـه وتقطـر
فعـادت لنـا حطيـن بعـد غيابـهـا وعادت إلـى الأذهـان بـدر وخيبـر
و ذي أمة الإسـلام جـاش ضميرهـا قـد انتفضـت تسعـى تثـور وتثـأر
وإخوانكم في الشرق شدوا سروجهـم و كابـل شـدت والنجائـب ضـمـر
و نجد بهـا هـب الشبـاب مجاهـدا وفي عـدن هبـوا و شـدوا ودمـروا
مدمرة يخشى أولـوا البـأس بأسهـا تزيدك رعبـا حيـن ترسـو وتبحـر
تشق عباب البحـر يحـدو مسيرهـا غـرور وزهـو واقـتـدار مــزور
إلـى حتفهـا تسعـى حثيثـا بظلفهـا بـوهـم كبـيـر كــاذب تتـدثـر
إلى زورق يلهو بـه المـوج يختفـي مع الموج حينـا ثـم يبـدو ويظهـر
تداعبـه الأمـواج فـي كـل خـفـة ورب خفيـف منـه يخشـى ويحـذر
فلما التقـى الجمعـان جمـع محمـد شهيـدان باسـم الله هبـوا وكبـروا
وجمع مـن الكفـار جيـش يقودهـم بحقـد صليبـي المنـابـع قيـصـر
و دارت رحى الحرب التي لم تكن سوى ثوانـي رعـب بـل أقـل وأقـصـر
وكان مـع النصـر المحقـق موعـد فلـم يتـقـدم لا ولــم يتـأخـروا
فطارت رؤوس الكفر في كـل وجهـة وأشلاؤهـا مـن حولـهـا تتبعـثـر
فلو شهدت عينـاك مـن ذاك منظـرا تقـر بـه أو أسعـد القلـب منـظـر
فهل سمع التاريخ عن مثـل صحبنـا وهل أبصرت عيناه أو سـوف تبصـر
وقفتـم ومـا للمـوت شـك لواقـف وحطمتـم الأوهـام والوهـم يكسـر
شفيتـم صـدور المؤمنيـن وأمــة على عتبـات الكفـر تسبـى وتنحـر
لمستـم أمانينـا فصـارت حقائـقـا ومـثـل أمانيـنـا يـعـز ويـنـدر
رفعتـم لـديـن الله أرفــع رايــة شعـاركـم التوحـيـد والله أكـبـر
أقول لمن يبكي مـن الحـزن مشفقـا عليكم بدمـع العيـن والعيـن تمطـر
أحق بهذا الدمع مـن عـاش عمـره ذليلا بكـأس الـذل يصحـو ويسكـر
على هامش الأحداث عاشـواحياتهـم كأن لم يكن عـرف ولاكـان منكـر
ومن أخلدوا للأرض و استسلموا لهـا على هـؤلاء الحـزن أولـى وأجـدر
فبعض من الأحياء فـي القبـر ميـت وبعـض مـن الأمـوات حـي يكبـر
يظنـكـم الجـهـال مـتـم وأنـتـم زوارقكـم فـي الله ترسـو وتبـحـر
كفـى ذكركـم أن المحامـد والعلـى إذا مـا ذكرتـم كلهـا سـوف تذكـر
رفاقكم مـن بعدكـم لـم تلـن لهـم قنـاة ولا سـيـف ولا لان خنـجـر
يخوضون بحـر المـوت لا يرهبونـه ومن لا يخاف الموت لا شيء يذعـر
يميتون غيظا خصمهـم كـل لحظـة مـرارا وشـر المـوت مـا يتكـرر
سبيلهـم وعـر وصعـب سلـوكـه وفيـه الضحايـا والعقابيـل تكـثـر
سبيـل لإحـدى الحسنييـن سبيلهـم سبيلهـم فـتـح ونـصـر مــؤزر
أو الموت دون الدين والعرض والحمى ومن مـات يسعـى للمكـارم يعـذر
أهالي فلسطين احتسوا أكؤس الشجـى وجرح حجازفيك مـا عـاد يضمـر
أتقعـد لا الحكـام ذادوا عـن الحمـى كبيرهـم للكفـر يسـعـى وينـصـر
أتقـعـد لا التـجـار أدوا زكاتـهـم لتجهيـز جيـش بالصناديـد يـزخـر
أتقعـد لا الأبطـال رصـوا صفوفهـم ولا القدس من أيدي المغيرين حـرروا
أتقعـد لا الأشبـال داووا جراحـهـم ولا جثـث الأطفـال لفـوا ودثــروا
فأين بنو الإسـلام إذ حمـي الوغـى فهـلا استجابـوا للإلـه وشـمـروا
وليـس بنـو الإســلام إلا نجائـبـا لفقـدك أضنتهـا المصيبـة ضـمـر
ولكنهـم رغـم الـجـراح يقينـهـم بعـودة أمـجـاد الخـلافـة يكـبـر
وأن حـلـول الخائنـيـن جميعـهـا هبـاء علـى درب الجهـاد يبعـثـر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق