الخميس، أغسطس 29، 2013

سحرة فرعون.. من الكفر الى الايمان



سحرة فرعون.. من  الكفر الى  الايمان



الحمد لله و كفى و سلام على عباده الذين اصطفى ...
اما بعد ..

فإن سحرة فرعون .. خير مثال ضربه القران الكريم .. على دور الاعلام فى صرف أعين الناس عن الحق إلى الباطال ... و أن الطواغيت فى كل زمان و مكان يدركوا قدر هذا السلاح فى صرف أعين الناس ..

و ما كان سحرة فرعون فى عدوة الباطل .. الا من اجل المال و النفوذ و الجها .. فهم أعلم الناس أنه على الباطل .. و لولا ذلك ما احتاج لهم من أجل صرف أعين الناس عن الحق .. و استخدمهم من أجل ترويج الكذب و المخادعة...

فها هو فرعون القديم ...الذى يتعلم منه فراعنة زماننا الطواغيت .. و الذين هم على نهجه يصف الله حاله مع هذا السلاح الفتاك فى مواجهة الحق الصافى موسي عليه السلام ..

فحال السحرة كالاتى مع فرعون:
" وجاء السحر‌ة فر‌عون قالوا إن لنا لأجر‌ا إن كنا نحن الغالبين ﴿١١٣﴾ قال نعم وإنكم لمن المقر‌بين ﴿١١٤﴾" سورة الاعراف

و حال الناس الذى ادى بهم فسقهم ...إلى عدم تمييز الحق من الباطل كالتالى:
" وقيل للناس هل أنتم مجتمعون ﴿٣٩﴾لعلنا نتبع السحر‌ة إن كانوا هم الغالبين ﴿٤٠﴾ " سورة الشعراء

و حال الصالحين على الرغم من صدقهم بما يملكوه من الحق ..إلا أنهم يعتريهم ما قد يصيب البشر من مشاعر و احاسيس ..
" قال بل ألقوا فإذا حبالهم وعصيهم يخيل إليه من سحر‌هم أنها تسعى ﴿٦٦﴾ فأوجس في نفسه خيفة موسى ﴿٦٧﴾ قلنا لا تخف إنك أنت الأعلى ﴿٦٨﴾ وألق ما في يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر‌ ولا يفلح الساحر‌ حيث أتى ﴿٦٩﴾ " سورة طه

هذه المقدمة ... تبيين بوضوح حقيقة الصراع.. (القديم_الحديث) ... فهو هو نفس الصرع .. لم يختلف فيه شىء .. اذا جردت من بعض الرتوش البسيطه ..

و ننتقل الان الى الواقع ..لنرى كيف تعامل الكثير مع سحرة فرعون ...

ففى الوقت الذى يصر البعض فيه على تحميل الاعلام الممول بالمال السياسي الموجه من قبل الانقلابيين ..نصيب كبير فى الانقلاب العسكرى.. و فى توجيه الراى العام للمواطن البسيط .. الذى وجد فى هذا النوع من الاعلام ما قام بتلويث تفكيره..

لا أحد فى ذات الوقت يتحدث عن الاعلام الموسوم "الاسلامى " .. مع تحفظى على المسمى ..فالاعلام المؤيد لمحمد مرسي .. لم يكن اسلاميا ... بل هو اقرب الى اعلام المنوعات كان يقدم ماده قريبه من التى تقدمها قنوات الانقلاب الان .. لكن بنكهة اخرى
و اعلانات اللاصقه السحريه ... و مصانع الادوية تحت السلم...و المنشطات بالحبه السوداء ... صورة لهذا الامر ..

الشاهد ليس التقييم و النقد للاداء السابق لهذه القنوات ...

لكن الحديث حول ان ما يجعل المواطن ينتقل من اعلام الى اعلام.. ليس بالضرورة أن يكون لقوة حجة الخصم .. و لكن قد يكون فى ضعفك على الحقيقة فى تبيين فكرتك بالصورة الملائمة ..

نأخذ مثال الاعلام الجهادى ... و كيفية تطور هذا الاعلام ... الذى مثل فى لحظة من اللحظات للادارة الامريكيه على حد ما وصف فى احد التقارير أنها المعركة الوحيدة التى هزم فيها الامريكان ...

فعلى الرغم من أن الاعلام الجهادى التزم تماما بالضوابط فى الاصدارات المرئيه و السمعيه .. من حيث عدم استعمال المعازف... أو اظهار وجوه النساء ... الا انه تطور تطور ملحوظ..

جعل من الشباب العادى جداااا .. يمكنه ببساطه و اريحيه ان يشاهد اصدار لمده ساعة و نصف بدون أن يصيبه ملل أو كلل .. بل يخرج و قد تأثر بشدة بالمادة الاعلاميه .. و قد تطورت نظرته الى فهم الجماعات الجهادية اكثر .. سواء اتفق على وجهة نظرها .. او لديه تحفظات على بعض الامور ...

يمكن ان تلاحظ ذلك فى اصدارات مطوله مثل "ريح الجنه 2 " / " امام بحق " / " العلم للعمل " .... الخ

و ذلك على الرغم من قوة المحاربه للاعلام الجهادى... سواء من قوى الكفر العالميه المموله للاعلام العربي .. و الذى ظهر على هيئة برامج او على هيئة جلسات للنصح او مؤتمرات دعويه و علميه فى محاربة الفكر الضال ...

بل تعدى الامر من قبيل المحاريه له من داخل التيار الاسلامى ذاته ... عندما وصف أحدهم ان ما يفسد الشباب اليوم اثنين الافلام الاباحيه و الافلام الجهادية ... فكانت الطعنات تاتى الى الاعلام الجهادى من الداخل و الخارح ....

لكن كل ذلك لم يؤثر فيه ... بل استطاع تطوير الرساله التى تقدم و الجوده الفنية التى يحرج بها الاصدار .. من اجل ضمان رسالة واضحه للمتابع .. تسمح له بحد ادنى من التقييم... و ان يعرف بنفسه الحق .. فيسمع من هذا و يسمع ذلك .. و فى النهايه لديه العقل الذى يقيم به الحق من البطال ...

و هنا الشاهد أنه ليس بالضرورة أن يكون انصراف عيون الناس عنك هى لقوة الباطل .. او المخالف لك .. لكن قد يكون ذلك فى ضعف لديك فى ارسال الرساله التى ان تعتقد بها ... و بالتالى الناس تحتاج الى من يغذى عقولها بالافكار .. فاذا لم تجد الحق .. فلن تجد الا الالتفات الى الباطل من اجل المتعه ....

و هنا الشاهد من الحديث .. ان كان فرعون اراد من السحرة أن يسحروا أعين الناس ليجعلوهم من أنصار الباطل .. فإن الله جعل من الحق الذى مع نبيه موسي أن يقلب سحر السحرة .. و ينقلب السحرة الى الايمان بالله ..

فهذا دورك .. فى ان تقلب الاعلام الفاسد .. الى اداة فى جانبك و ترد الناس الى الحق ..

فبارك اللهم فى سواعد الشباب الطاهره .. التى تعمل الى ايصال الحق الى الناس فى رسائل نقية طاهرة .. من الدنس و الشوائب ...و السب و القدح و الرمى بالبهتان ..

يتبع ....(1)

22 شوال 1434
29 -8-2013

الثلاثاء، أغسطس 27، 2013

بين الحرير و لحاء الاشجار - بين دين الطاغوت و البندقية

بين الحرير و لحاءالاشجار 
بين دين الطاغوت و البندقية 

بين #الحرير و #لحاء_الاشجار
بين #دين_الطاغوت و #البندقية
----------------------------------

الأنظمة الطاغوتية لا إشكال لها مع دين..يحمل على التابع له مزيد من الاغلال فى عنقه..و كأنه هو السبب_الوحيد_فى حالة الذل و الفقر و التبعيه ..

المهم لدى هذه الأنظمه أن تكون الاغلال التى تقيد الانسان..تجعله لا يفكر فى نزع تلك الاغلال و الالتفات الى رأس النظام أبدا ...

لذا وجدت حالة _التصوف_ فى كل الأديان مرتع طيب بجوار الحكام الطواغيت..ثم لا مانع من تحويل الدعوات التجديديه التى ظاهرها منقلبه على _التصوف_ التقليدى فى رفض بعض المظاهر التقليديه ..التى مع تطور المجتمعات و العلم الحديث صارت تنفر منها النفس البشريه السويه عموما .. فلا حاجه الى ان يبرأ الانسان بلعاب الشيخ ..او زيت القنديل .. و لكن يظل هناك الجوهر الاساس الذى انطلقت منه كل هذه الحاله من السلبيه المجتمعيه.. فى الانعزال عن التغيير للمجتمع .. و على رأس التغيير هو نزع الحكام الطواغيت ...

فتنتقل الى حالة من التدجين ايضا ..فيبقى لها الاسم دون حقيقة المنهج فقط ...المهم ان يتبقى تفريغ الانسان من محتواه الثورى على الظلم ..الى تحميل الانسان كل المساوىء التى تقع ..انها نتيجة من تقصيره هو _فقط_ ..


ثم يتم حصر مفهوم التقصير فى جانب محدد...من أجل مزيد من احكام القبضه على الانسان ... و ليس يتركمفهوم التقصير على ما هو من صورة فضفاضه ... لكى يعالج الفرد من ذاته فيقومها و يهذبها و يزكيها ...او من قبوله للظلم فيثور على الظلم ....لا

فالتقصير الذى يكون هنا كالاغلال هو تحميل الانسان فقط الخطأ ...عن كل الهزائم ..و كأن المجتمع و الطواغيت و انصارهم لا ذنب لهم فى شىء ...

هذا النوع من الدين يلاقى دائما ترحيب من الأنظمه الطاغوتيه ...فهو يضمن التدجين للانسان باداه سهله ناعمة الملمس ..فبدلا من حبل المشنقه من لحاء الشجر الغليظ حول عنقه فى المحاكم العسكريه او الاغتيال برصاصه ...يتم استخدام حبل مشنقه اخر لكن حريري الملمس


إدراك الأنظمة الطاغوتية بطبيعة الحال ..أنها تجمع بين أكثر عاملين يدمروا الانسان ( #الكفر و #الفساد) ..فما بين تدمير الانسان روحيا من الداخل .. و بين تدميره خارجيا من جهة القمع و متاعب الحياة التى لا يهتم الطاغوت بحلها للانسان ...

فى هذه الحياه التى يتم طحن الانسان فيها بين شقى الرحى ..يدرك الطاغوت _الذكى_ أنه يحتاج إلى شريك معه من اجل احكام القبضة ..لدوام حكم الطاغوت أطول فترة ممكنه ...و عدم الثورة على الظلم..

فالطاغوت يدرك حقيقة قوته ...و أنه يخشى طوال الوقت انتفاضة الانسان ضده ..و عندها لن يجدى القمع او اى شىء .. و لولا ان الطاغوت يدرك هذا الامر بشدة ..لولا انه يتفنن فى احكام القوانين القمعيه و فى الحرص طوال الوقت على ضمان الاتباع له ...

و على الرغم من كثرة اتباعه فى الظاهر ...فانه يعلم فى ذاته انهم ذبان ..سيفروا من حوله اذا انتفض الانسان ضده ...

و ان الفئة الصغيرة التى تحاربة على الرغم من قلة العدد لها .. الا انها لها من الصمود اكثر ممن حوله من الذبان ..

لذلك يحتاج الى شريك له .. و هذا الشريك _المخلص_ دوره فى مساندته فى تثبيت حبائله حول رقبة الانسان لكن بطريقه ناعمه .. فالطاغوت دوره أن يثبت الحبل بالقوة القمعية و البندقية و السجن و الاغتيال ... و الشريك _المخلص_ دوره أن يثبت حبل اخر و لكن بطريقة ناعمة..

هنا يحتاج الطاغوت لخير ممثل لهذا الشريك المخلص ..إلى _دين معين_ .. فيه صفات محدده ... تروى العطش الداخلى للانسان _الروحي_ ..

لكن على الا يتجاوز ذلك الى الحد الذى قد يدرك فيه الانسان ..معنى انه انسان .. و ان له حقوق و عليه واجبات .. و ليس فقط انه عبد طوال الوقت للوثن ..

سواء أخذ الوثن هذا صورة الحاكم الملهم .. أو الملك الرشيد ... أو الدولة العظمى.. فالوثن فى الحقيقة رمزية للدلالة على ما يجعل من الانسان تابع بدون تفكير او حقوق له ..


المهم لدى هذه الأنظمه أن تكون الاغلال (الخشنه أو الناعمه ) التى تقيد الانسان..تجعله لا يفكر فى نزع تلك الاغلال و الالتفات الى رأس النظام أبدا ...



يتم تأديه نفس الغرض بأسلوب أخر ..فيستبدل الحبل الغليظ الجاف ..إلى قطعة من القماش الرقيقه..حريرية الملمس حول عنق الانسان ..و تلتف حول رقبته بسهوله جداااا...فى ظاهرها الرحمه به كما يحملها له عميل الطاغوت...و فى باطنها العذاب و القتل له و لكن و هو يبتسم ... هذه المره فقط ...



و ترى السماح لهذا لحامل هذا الحبل الحريرى فى الانتشار بسهوله وسط الناس ..مع قليل من الايهام انه ضد الظلم ....اما بالمنع تاره لبرهه فقط اذا شعر الطاغوت انه قد تجاوز الحد المرسوم له .. او بالاشاره له من رأس الطاغوت الى الناس ..أنكم إذا أردتم علاج روحى لكم ..فأنا أسمح لكم بتتبع هذا النوع من التدين الوسطي

عندها لا اشكال لدى الطاغوت فى ممارسة الناس لهذا _الدين_ .. بالعكس قد ترى الطاغوت ذاته يشارك فيه .. و عندها يشعر العبد الذليل بفرحه فى ذاته ... فها هو سيده يمارس شىء هو يمارسه .. و يشعر بذلك انه لا فرق بينه و بين سيده الطاغوت .. بالعكس ان سيده يحنو عليه .. و يحاول بكل جهد له ان يساعده فى علاج روحه الاثمه ... التى هى السبب فى كل شىء يحدث ...

فروحه الاثمه فقط ..هى السبب فى غلو الاسعار .. و فى السياسات الاقتصادية الفاشله .. و فى التبعية للغرب و الشرق .. و فى التأخر العلمى ... طوال الوقت

و ان الطاغوت لا ذنب له فى شىء .. و لا انصاره الطواغيت.. و اذا فكر فى ذلك الامر..سيجد قطعة القماش الحريريه تلتف حول عنقه ببساطه ...فتعيده الى حظيرة التدجين مره اخرى ...

و اذا فكر فى نزع قطعه القماش الحريريه التى يرتديها بارادته .. سيلتف حول عنقه الحبل الغليظ من لحاء الشجر ... لكى يخنث و يعود الى مربعه المرسوم له بعناية من قبل الطاغوت ...

فأنزع أخ الإسلام عن عنقك كلا الحبلين.. فلا حبل حريري يقول لك ارضى بالظلم ...و لا حبل غليظ يرهبك عن الاجتهاد فى تغيير الطاغوت ...


يتبع .... (1)

20 شوال 1434
27-8-2013

السبت، أغسطس 24، 2013

كلمة فى المروءة:

كلمة فى المروءة:


البعض قد ينضوى تحت راية جماعات و حركات و جمعيات..من منطلق التعاون على الخير.. فى العمل الجماعى المنظم .. الذى يكون الغرض منه التخصص ... و توزيع الجهود من أجل الاتيان بثمرة طيبة .. للفرد و المجتمع..

و كل حراك بشري .. يتمتع بالصفة _البشرية_ الان .. لابد أن يقع فيه الاخطاء اثناء هذا الحراك.. لان عصر الوحى قد أنقطع ..فلابد من الانحراف و الميل أحيانا ...

العمل على تصحيح المسار...من داخل الحراك واجب على المنضوى تحت رايته...و التصحيح يكون بما يلائم فى التغيير ... فتارة بالكلمة و تارة بالتلميح و تارة بالزجر.. على أن يكون الهدف هو التصحيح ... و أن تكون النفس خالصة فى النصيحة لله ...

الصبر على تصحيح المسار أمر مطلوب .. و عدم الطاعة فى المعصية أمر واجب ... و كل هذا من أجل الحصول على ثمرة طيبه فى النهاية..ينال بركتها الجميع ...

كذلك تخليص النفس من الحظوظ.. و محبة الامارة.. و لو كانت مجرد امارة شكلية..لا قوة و لا شوكة لها على الارض .. كذلك من تهذيب النفوس ...

اذا وصل الميل الى مدى بعيد.. و ما عاد يفيد الترقيع .. و لا الرد عن الخطأ..فعندها لابد من الرحيل... و هذا الامر فى الاجتهاد واسع... و الانكار فيه لا يمكن ...لا النفوس لا تستوى فى تحمل الصبر و الاذى ... و الناصح حتما يصيبه شىء من الاذى ..

الى هنا النفس مازلت تحمل من الخير .. و لم يعترى مروءتها شىء...

لكن متى تنخرم تلك المروءة... ؟؟

لمن كانت فى نفسه حظوظ الامارة.. و السعى لها .. و محبة الشهرة.. و تطلع رؤوس الناس له .. و الاشارة له ...

فيسكت على الخطأ زمنا .. على أمل أن يصيبه من الكعكه نذر يسير .. أو يريد أكثر مما يستحق .. فعندها تخرج النفس الحيوانية مشتهية الامارة و التصدر .. على هيئة الناصح الامين .. الذى ما ترك الحراك الا لما اتسع الخرق ... و قد اتصل به زمنا طويلا .. لا ينكر و لا يسمع له صوت فى الانكار...

فيخرج .. و قلبة أسود..و يبدأ فى أن يصدر بضاعته المزجاه ..

ما هى هذه البضاعة؟
أنت زعمت ما خرجت الا لما بلغ السيل الزبى.. و اتسع الخرق .. و هذا يعنى أن حتما لديك مشروع مخالف فى التصحيح .. و فيه من الخير الكثير ...

فقدم مشروعك هذا و لا تشغل بالك.. بمن أدعيت أنهم من المفسدين.. أو الفاسدين .. فحتما إن كان معك الخير .. فإنه سيبقى فى الأرض .. و أما الزبد فيذهب جفاءا...

لكن صاحب البضاعة المزجاة.. لا شىء فى جعبته ... الا مضغة سوداء ..
او كما قال الشاعر
ان الافاعي وان لانـت ملامسهـا
عند التقلب فـي انيابهـا العطـب

فينطلق مستغلا ما كان له من اسم الانتساب الى حراك أو جماعة أو غيرها ...و يبدأ يلتف حوله الطاعنون فى هذا الحراك .. لعله ينالهم منه شىء .. يكون خنجر مسموم فى مخالفيهم ..

فيقولوا ها هو واحد منكم .. عرف أسراركم... و لما زاد فسادكم فضحكم ...

ثم ترى صاحب البضاعه المزجاه .. أصبحت هذه تجارته ..فيصنع الأسطوره حول خطأ صغير .. و تسمع منه أنه كان أسد هصورا.. منافحا عن الحق ..لا يحشى لومة لائم..بعد بضع سنين او ما يزيد أضعافا و هو تحت راية الحراك..فإين كنت يا عزيزى الهره من قبل ؟؟

ليس هذا ما يهم المتلقفون له .. المهم أن يقدم بضاعته المزجاه طوال الوقت ... فقط.
إما على هيئة كتاب .. أو لقاء مع أشد الناس عدواة للحق.. أو منشور فى مواقع التواصل الاجتماعى.. أو تدوينه ...
كل ذلك رغبة فى ان تجذب اليه الاعناق .. و تشير له ...

حتى يرتد على عقبيه ...
فهو ما جُعل له أهمية لما معه من بضاعة طيبه .. أو مشروع اخر يقدمه .. أو حق يجمع عليه الناس ...

بل بضاعته لا يتلفت لها الا النطيحة و المتردية ... و متى أستغل افضل استغلال... و انتهى كا فى جعبته.. سيتم تركه .. يلقى جزاء سنمار ..
أو سيكون عليه أختلاق الاكاذيب .. و صنع من الكلمه حديث .. و من النظرة لقاء ...

لكن صاحب المرؤه..يحفظ السر .. و ينصح فى السر تارة .. و العلن تارة أخرى... بدون تجريح أو طعن .. بل قد يشتد النكير .. لكن ما يقول الا كما قال خير الخلق.. " ما بال أقوام كذا و كذا "..

فيحفظ حق الايمان .. ورابطة الاسلام.. و الاخلاص محبة التغيير ... لا التسود و الزعامة .. و تغيير المنكر بما هو أكثر منه فسادا..

و يدرك متى يقال .. و اين يقال .. و لمن يقال .. و اين يصب كلامه .. هل من أجل تغيير المنكر الصغير الى الحق ...أم الى اتساع الخرق ...
كذلك يمضى فى طريقه...و ما يراه من الخير ... و ما ينفع الناس .. و يكون من أهل المروءات ...

و كما قال الشاعر :
دخلت على المروءة وهي تبكي
فقلت علام تنتحب الفتاةُ

فقالت كيف لا أبكي وأهلي
جميعاً دون خلق الله ماتوا


يتبع ..... (1)


14 شوال 1434
21-8-2013 م