الجمعة، ديسمبر 28، 2012

حقيقة الدعوات بين السر و العلن



أحد الأخوه ممن له على فضل من أسبوع مضى أنكر على أسلوبى فى النصح و الدعوه، و قال لى مخاطبا:

"أنت تخالف الحق فى وجوب الصدع بالحق فى مسائل الايمان و الكفر بالطاغوت"

و أن بعض ما قد أسطره أو أقوله كلام يُحمل على ألف معنى، بحسب من يقرأه أو يسمعه منى و فهمه، و ذكر لى أن رسول الله كان واضحا فى الدعوه من أول يوم

ثم أردف قائلا:

" فرق بين سرية الدعوه من الجهه التنظيمة و بين أن تكون الدعوة نفسها سريه، و أن النبى من أول يوم فى الدعوه أبان عن حقيقة الدعوه و عن المفاصله و حتميتها."

صراحة توقفت مع كلامه قليلا من وقتها لاراجع نفسى و ما أنا عليه

ثم مصادفة و قفت على كلام لأبو محمد المقدسى فى هذا الأمر أيضا فى - ملة ابراهيم-، و على الرغم من أننى كنت قد قرأت الكتاب من زمن، لكن لم أدرك أنه قد فاتتنى هذه العبارة، أو كأنى أراها للمرة الأولى:

يقول المقدسى(فك الله أسره) :

واعلم بعد ذلك كله، أن لا تنافي بين القيام بملة إبراهيم والأخذ بأسباب السرية والكتمان في العمل الجاد لنصرة الدين.. وكلامنا هذا كله لا يرد هذا السبب العظيم الذي كان يأخذ به النبي صلى الله عليه وسلم والأدلة عليه من سيرته أكثر من أن تحصى.. ولكن الذي يقال: إن هذه السرية يجب أن توضع في مكانها الحقيقي.. وهي سرية التخطيط والإعداد، أما ملة إبراهيم والكفر بالطواغيت ومناهجهم وآلهتهم الباطلة فهذه لا تدخل في السرية بل من علنية الدعوة فينبغي إعلانها منذ أول الطريق كما بينا سابقاً

، وعلى ذلك يُحمل قول النبي صلى الله عليه وسلم: (لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق).. الحديث. رواه مسلم وغيره.. أما إخفاؤها وكتمها مداهنة للطواغيت، وتغلغلاً في صفوفهم وارتقاء في مناصبهم.. فليس من هدي نبينا محمد صلى الله عليه وسلم.. بل هو من هدي وسرية أصحاب التنظيمات الأرضية الذين يجب أن يقال لهم أيضاً: (لكم دينكم ولي دين).. وخلاصة الأمر أنها: سرية في الإعداد والتخطيط, علنية في الدعوة والتبليغ". انتهى

( ملة ابراهيم و دعوة الأنبياء و المرسلين - أبو محمد المقدسى)



فمازلت أراجع نفسى فى هذا الأمر من وقتها؟
بقلم : محمد جاب الله

الخميس، ديسمبر 20، 2012

الخير و الشر و البلاء


الخير و الشر و البلاء

نعم ... خير البلائين
فلنسلمهم المدينة ... ولا راد لقضاء الله !!
فلنسلم قلاع الحمراء و حصنها و ابراجها و كل ابواب غرناطة وبساتينها و كتبها و مساجدها ونسائها و اطفالها
خير الشرين ...
جيشهم كبير ....
وجيشنا ايضا ...ولكن ذاك خير البلائين ..
فالحرب بلاء ... و الموت بلاء ... والخراب بلاء .... وليس للعزة أي عزاء
فلنسلهم ما مات من اجله الاجداد ... والعذر ... خير البلائين ...

بكى محمد الصغير وهو يسلم مفاتيح غرناطة في صحبة وزيره و موقع الاتفاقية يوسف بن كماشة و وزيره الاخر أبو القاسم بن عبد الله
قال ..ان الله كتب علي ان يكون شقيا
وسلم المدينة ...للقشتاليين
و عنده جيش ...وهو يبكي ..... .خير الشرين ..نعم ...فلا حاجة للجيوش ..

و ظل موسى بن ابي غسان ينادي للحرب ...لم لا نحارب ... هل اصبحت مصانع الحداد تنتج الحلي بدلا من السيوف ؟ .. هل جيوشنا من النساء وليست من الرجال ؟ .. هل نريد الا الجنة ؟ .. هل سيحفظون وعودهم التي نكثوها في مالقا و اشبيلية و طليطلة و في غيرهم ؟ .. هل سنشاهد مساجدنا تتحول الى كنائس و نترقب تنصير اولادنا ؟
هل تستبدل العزة بالخوف من عناء المحاربة لاجلها ؟
هل تستبدل الجنة بنار الخزي ؟

ولكن سرعان ما اختفى مقتولا و وجدوه غارقا في النهر وتكاثرت الاقاويل عليه ..

و دخل القشتاليون غرناطة ...
وتنصر الوزيران بن كماشة و ابو القاسم وتسميا بالاسامي
القشتالية في موقف لا يستطيع الناظر اليه التفرقة بينه وبين الخيانة و التدبير
حولت المساجد الى كنائس
احرقت كتب العلماء , سبي النساء والاطفال , قتل ناطقوا العربية , هجر سكان المدينة , ومات الباقي محسورا

ذهبت الاندلس بلا رجعة !!

كفر من كفر بالله بعد ما رأي من الهوان و حرق المصاحف والكتب و التنصير عنوة ... و ظل البعض متمسكا بما تبقى له من ايمان بقضاء الله وامره

ولم يحارب احد
ولم يتقي الشر احد

و لا مفسدة أعظم من مفسدة الشرك
و لا مصلحة أعظم من مصلحة حمايه جناب التوحيد

و لو كان الشرك و يؤدى الى الاسلام لعبد المسلمون الالهه فى مكه عام و عام

و إن من أعظم السب لله أن يقال أن الله يرضى عن الشرك بل و أن الله يتعبد له بالشرك و يتخذ معه الأنداد من كل طائفه و جنس و لون

و لا خير فى الشرك و لا شرك أفضل من شرك

فالشرك كله شر

و الله أغنى من أن يتعبد إليه أو يتقرب إليه بالشرك، بل ما كانت بعثة الأنبياء و إقامى سوق الجهاد و الاستشهاد الا فى سبيل محو الشرك

لا الحفاظ عليه و على معابده و اصنامه
 إن البلاء الذى قد يقع نتيجة ركوب الجهاد على المدى القريب لهو أهون بكثير لما يقع على المدى البعيد

وإن من أخطر الاشياء أن يتصدر لموقف الجهاد من لم يركب الجهاد يوما، فأن النفوس التى الفت الراحه و الدعه و قليل الشده لا يمكنها أن تتخيل ما يمكن أن يحدث لو ترك الجهاد على الرغم من الظاهر فيه من الدماء و الاشلاء و فقد العلماء و النساء و الاطفال و الشيوخ
و لكن فى النهايه هو الخير

قال تعالى -كتب عليكم القتال وهو كره لكم وعسى أن تكرهوا شيئا وهو خير لكم وعسى أن تحبوا شيئا وهو شر لكم والله يعلم وأنتم لا تعلمون-

فما أجمل قول الله - و الله يعلم و أنتم لا تعلمون-

ضاعت الشيشان فى الشرك لما ترك أهلها الجهاد و ضاع الروس فى الشرك لما ترك أهلهم الجهاد و ضاعت البوسنه فى الشرك لكت تكر أهلها الجهاد

لإلما فتح سوق القتال، عاد أهل تلك القرى الى الاسلام قطعانا و أفواجا
يقول أبو بكر الناجى :

"يتصور البعضُ - بعقليتهم الفذة - أن جهادَ العدوّ الصائل فقط عند بدايةِ قدوم هذا العدو بقواته بينما إذا استقرّ هذا العدوُّ وتحقق له غرضه فإن من المفاسدِ إفساد ذلك الاستقرار والأمن الذي يعيش فيه الناس!! بينما في الحقيقة أنّ المصلحةَ - كلَّ المصلحة - في إفسادِ ذلك الاستقرار لأنّ الكافرَ أو المرتدَّ إذا استقرَّ واستتبَّ له حكمُ بلدٍ ما سيبدأ في العمل على إخراج الناس من دينها ، ولينظر القارئُ إلى الشيشان الآن والشيشان قبل ربعِ قرنٍ عندما كان هناك شعبٌ يعيش في أمان وقد سلخه الحاكم الكافر عن دينه ، بينما من أراد أن يقرأَ في المصحف فعليه أن يذهب إلى غرفةٍ خفيةٍ أسفلَ المنزل يقرأُ فيها كتاب الله ويخشى أن يعلم بذلك أحد ، وليتأمل القارئ جهادَ المجاهدين في الجزائرِ على مدارِ نصفِ قرنٍ بدون انقطاعٍ تقريبًا وليغمض عينيه وليتخيل الجزائرَ بدون جهادٍ ، ولينظر لمثال تونس بجوارها فإن فيه الكثير من العبر لمن يفهم عن الله ورسوله ويعلم طبيعةَ الكفر وأهله"

ادارة التوحش أخطر مرحله ستمر بها الأمة – الناجى

أذكر أنى قابلت أحد الأخوه ممن عايش تلك الفتره فى بلاد الروس فذكر لى أن أمه المسمله التتاريه متزوجه من أبيه الكافر الروسى الأصلى

و لا حول و لا قوة الا بالله

و إنما هذا من فتاوى من لديهم بترك الجهاد و أن فى هذا فتنة و ضياع لمكتسبات الدعوة

أنظر الى الى مكتسبات الدعوه - بناء مسجد فى موسكو -

و لكن حتى لا يحمل الكلام على غير معناه فان هذا لا يعنى الدفع بالامة إلى محرقة لا طاقة لها بها بدون اعداد
فهذا مخالف لأوامر المشرع - و أعدو لهم -

و لا يعنى إغفال مناط القدرة و الاستطاعه و حاله الاستضعاف التى تعيش فيها الامه لعدة عوامل منها ترك الجهاد و ضعف العقيدة

و لكن أن تتكر هذه الأمور لأهل الجهاد من العلماء و المجاهدبن ممن علم كيف تدار هذه الاوامر

و لكن ما أدندن حوله أنه لا يعىنى كل ما سبق مع عدم قدرة و استضعاف انه يقر الشرك باى صورة او يختلط الاسلام بالشرك لاى ذريعه كانت سواء سميت أعلى المصلحة أو المفسدة أوالخير أو الشر

بقلم :
أحمد عادل الشافعى
محمد جاب الله


الأحد، ديسمبر 16، 2012

الموحدين و فتنة الأسر



الموحدين و فتنة الأسر


الحمد لله و كفى و سلام على عباده الذين اصطفى أما بعد,,

الحمد لله الذى جعل الدنيا دار ابتلاء و اختبار ليميز الله فيها الخبيث من الطيب.

الابتلاء  سنة الله فى حق عباده الموحدين لكى يصطفيهم و متى نزل البلاء بلعالم أو الداعية أو المجاهد فإنه يخرج منه بإحدى ثلاث خاصة إذا وقع فى الأسر :

1- فإما أن يخرج و قد زاده السجن ثباتا و بصيرة فى معرفة حال الطاغوت و جنده و أنصاره، و فى الأسر يزداد العلم فى صقل مهاراته و يزداد رسوخا  و ايمانا بالله و موعد الله الحق بالتمكين للموحدين إن كانوا مؤمنين .
و هذا النوع من أهل الثبات تعرفه أنه حال الخروج من الأسر لا تراه يبدل أو يغير أويقبل بتبرير واقع، و إنما يسعى للدعوة هنا و هناك. منطلقا فى سبيل الله، لا يقبل بمداهنة مع الطاغوت و لا حل وسط ، و إنما الصدع بالحق فقط، و بيانه، ودعوة الناس له لتغيير هذا الواقع المرير و بناء المجتمع السليم القائم على التوحيد الحق.

2- إما أن يخرج و قد تنازل للطاغوت و ضيع الأمانة و خان العهد مع الله. متحججا بفتنة الاسر و الابتلاء و ضعف الأمه، و يا ليته يقف عند حد الصمت، بل تراه يقف مدافعا عن الطاغوت مرقعا له منهجه و ما هو عليه من العداوة لله ، بحجة التدرج و البناء التدريجى للمجتمع، و عدم التصادم معه، لإننا على حد زعمه لا طاقة لنا به اليوم، فيخلط ما بين القدرة و الاستطاعه و الاعداد. فيستغل ضعف القدرة ليجعلها مبررا للصد عن الاعداد.
و هذا النوع تعرفه  حال الخروج من السجن ترى الطاغوت يستضيفه فى إعلامه و هو الذى كان محرما عليه بالأمس الظهور فيه أو ذكر اسمه إلا و قرن بالنقائص، ثم تراه على موائد الظالمين و يخادع الناس بكلام عن الزهد و عن مباركة الحكام و الدعاء لهم بالتوفيق، ثم تراه يحدثك فى الدعوه لا بلسان قال الله و قال رسوله بل بلسان قال المفكر الفلانى و قال الفيلسوف و قال الداعيه المعاصر. و تراه يجالس شرار الخلق و تنفرج اساريره و هو يلتقط الصور التذكارية معهم، و ترى هيئة السنة عنه تدريجيا قد زالت حتى أصبحت لا تفرق بينه و بين شرار الخلق.

3-إما أن يخرج للأسف أكثر حنقا على المجتمع و على الموحدين المستضعفين، فيعتقد أن ما وقع به من البلاء إنما هو بسبب المسلمين الذين دخلوا فى عباءة و طاعة الطاغوت، و لم يرحم ضعف المسلمين و ما هم فيه من الهوان و الإستضعاف، فيخرج شاهرا سيف التكفير فى حق عوام الموحدين و أنهم لا فرق بينهم و بين أنصار الطاغوت لإنهم رضوا و تابعوا على حد زعمه.
و هذا النوع تعرفه بعد ذلك بعزلته للناس و تركه للناس ظنا منهم أنهم هالكين لا محال،  و أنه يبرأ منهم،و ما هم فيه فلا يسعى إلى تغيير واقع و لا إنكار منكر .

فأجعل يا أخ التوحيد البلاء نبراسا لك و اثبت و توسط فى الأمور كلها بلا إفراط أو تفريط

اللهم فك أسرانا و أسر المسلمين
اللهم أنصر دينك و عبادك الموحدين

بقلم: محمد جاب الله

الجمعة، ديسمبر 14، 2012

مختصر القول النفيس فى التحذير من خديعة ابليس مصلحة الدعوة


مختصر
القول النفيس فى التحذير من خديعة ابليس
مصلحة الدعوة

أبو محمد المقدسى
عاصم البرقاوى
بسم الله الرحمن الرحيم

 (م.ج)
الحمد لله و كفى و سلام على عباده الذين اصطفى أما بعد ؛ ففى هذا الزمان الذى فتن الناس فيه بالمصطلحات الحادثة تارة و تلبيس المصطلحات الشرعية تارة أخرى.
فأحببت أن أشارك اخوانى هذه الرسالة الطيبه لتحرير مصطلح - مصلحة الدعوة - و كيف يمكن أن يتحول هذا المصطلح البراق الذى ظاهرة الرحمه أن يتحول الى اداة شر يمرر بها كل شر تحت عباءة المصلحه و المفسدة تارة و تحت مسمى مقتضى الظروف و ما شابهه من الكلمات البارقه التى تحمل الاستحسان .
و سألخص في هذه التعليقات السريعه هذه الرساله الطيبه لأخوانى عسى الله أن ينفع بها .
و أسألكم صالح الدعاء

دعاة ميكافيليون
نيقولا ميكافيلي [Niccola Macchiavelli]، إيطالي ولد سنة 1469م، وانتظم في السلك السياسي مدة أربعة عشر عاماً ثم عزل عن منصبه السياسي بعد ذلك، وانزوى في بيته الريفي، وعكف على دراسة التاريخ. فدوَّن خلاصة تجاربه السياسية ومطالعاته المختلفة في كتاب بعنوان (الأمير)، وهلك ميكافيلي عام 1527م، وخلّف ذلك الكتاب الذي يعتبره السياسيون المعاصرون أعظم هدي لهم، ويرى النقاد والباحثون أن كتابه هذا مدرسة تخرج منها والتزم بمنهجها جل الساسة في العصر الحديث. مع أنه في الحقيقة لم يأت فيه بجديد، لكن كل ما فعله أن جمع ما تفرق من تصرفات أمراء الغرب وقادتهم في القرون الوسطى ودوَّن وأظهر ما كانت تكنّه نفوسهم ووضعه بين يدي السياسيين، فهو يعرض فيه ما يعتبره قواعد عظيمة تساهم في نجاح الأمير في حكمه، وتثبت أركان عرشه دون أن يتقيد بأي اعتبار أخلاقي أو ديني إذ قد فصل السياسة عن الأخلاق تماماً .

فمن قواعده وأسسه تلك:
- سوء الظن بالرعية.
- ترك الأخلاق الفاضلة والسلوك المستقيم.
- ألا يعبأ بالمعايب سواء كانت ظلماً أو تآمراً أو خيانة أو سفك دم أو خنق حريات.
- الاتصاف بالنفاق لأنه يضمن له استمرار البقاء في السلطة.
- الغدر؛ فلا ينبغي للأمير أن يحفظ العهود إذا تعارضت مع بعض مصالحه.
- الخبث.
- البخل.
- اتخاذ واجهة من الرجال تقيه غضبة الشعب بأن يكل إليهم القيام بالواجبات التي تكرهها ولا ترضى عنها الرعية فما كان من خير أسندت أفضاله إليه وما كان من شر ألصق بهم، ولا بد أن يُرضي هذه الواجهة بأن يتساهل معهم وييسر لهم سبل الرفاهية والغنى. ولا مانع عند الأخطار والضرورات أن يلعب هو دور المنقذ لشعبه فيقوم بتبديلهم أو إقصائهم عندما يتحتم الأمر، فذلك غاية الذكاء .
ومن أهم ذلك كله عدم الاهتمام أو النظر إلى الأهداف والوسائل شريفة أو غير شريفة. لأنه مادام الأمير هو الذي يقوم بها فإنها ستصبح فضيلة. ومهما بلغت من السوء فسيبقى الناس يصفقون لها طالما أن الأمير الذي صنعها متربع على العرش.
وكل ما يتبعه الأمير من وسائل للوصول إلى الهدف فهو مشروع وإن كان في حقيقته نهاية الخسة والدناءة.
وهذا ما يُعبِّر عنه بعبارة: (الغاية تبرر الوسيلة).

صور من استخدام البعض لهذه الوسيلة
أصبحنا نسمع بفئام من الناس لا يتورّعون من سلوك أي سبيل ولو كان سبيل المجرمين التي حذر الله منها وأمرنا باجتنابها.
ولا يتحرّجون بالأخذ بأي وسيلة ولو كانت نجسه معوجة. بحجة المصلحة. مصلحة الدعوة أو مصلحة الجماعة أو مصلحة الدين... زعموا!
فلا يضر عندهم إن أصبحوا جنداً أو أعواناً وأنصاراً للطاغوت الذي أمرهم الله باجتنابه بل وبجهاده. فذلك جائز بزعمهم لمصلحة الدعوة.

ولا ضير إن أقسموا على احترام الدساتير الأرضية والقوانين الوضعية ورضوا بأن يكونوا مشرّعين وفقاً لموادها ونصوصها الطاغوتية التي أمرهم الله أن يكفروا بها ويتبرؤوا منها ومن أوليائها، فذلك جائز عندهم لمصلحة الدين!
أهم أعلم بمصلحة دين الله من الله؟؟؟

ما يستدل به أهل الاهواء فى تمرير اعتدائهم على الدين
كثيرا من الألفاظ التي يتعامل ويستدل بها كثير من الناس اليوم (كالرأي) و (الاستحسان) و (الاستصلاح) و (المصلحة المرسلة) و (مصلحة الدعوة) ونحوها. إن كانت فيما لا نص فيه من الشرع، فمعناها في واقعهم واحد متقارب، ومردها جميعها إلى الهوى، وهي على هذه الحال سبب ضلال كثير من الخلق.
يقول شيخ الإسلام وهو يتكلم في (المصالح المرسلة) (343/11): (فهذه الطريقة فيها خلاف مشهور فالفقهاء يسمونها "المصالح المرسلة). ومنهم من يسميها "الرأي" وبعضهم يقرب إليها "الاستحسان" وقريب منها "ذوق الصوفية ووجدهم وإلهاماتهم" فإنّ حاصلها أنهم يجدون في القول أو العمل مصلحة في قلوبهم وأديانهم ويذوقون طعم ثمرته).
إلى قوله: (وهذا فصل عظيم ينبغي الاهتمام به فإن من جهته حصل في الدين اضطراب عظيم وكثير من الأمراء والعلماء والعباد رأوا مصالح فاستعملوها، بناء على هذا الأصل، وقد يكون منها ماهو محظور في الشرع... )

الاستحسان
هو لغة: عد الشيء حسناً.
أما اصطلاحا، فيطلق الاستحسان ويراد به معان ثلاثة:

الأول: العدول بحكم المسألة عن نظائرها لدليل خاص من كتاب أو سنة أو الرجوع عن حكم دليل خاص إلى مقابله بدليل طارئ أقوى منه .
الثاني: يُطلق على ما يستحسنه المجتهد بعقله.
الثالث: دليل ينقدح في نفس المجتهد لا يقدر على التعبير عنه.

وبطلان هذين النوعين ظاهر لأن المجتهد ليس له الاستناد إلى مجرد عقله في تحسين شيء، وما لم يعبر عنه لا يمكن الحكم له بالقبول حتى يُظهر ويُعرض على الشرع.
وقد أنكر جمهور العلماء النوعين الأخيرين واعتبروهما من الشهوة والهوى
حتى قال الشافعي: (من استحسن فقد شرَّع).
قال الشوكاني بعد أن ساق أقاويل العلماء في هذا الباب: (فعرفت بمجموع ما ذكرنا أن ذكر الاستحسان في بحث مستقل ، لا فائدة فيه أصلاً؛ لأنه إن كان راجعاً إلى الأدلة المتقدمة فهو تكرار، وإن كان خارجا عنها فليس من الشرع في شيء بل هو من التقوّل على هذه الشريعة بما لم يكن فيها تارة وبما يضادها أخرى) أهـ

حجج أصحاب القول بالاستحسان الغير قائم على دليل شرعى و الرد عليها
1- قوله تعالى: {الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه}.
قال أبو محمد علي بن حزم في كتابه الأحكام (2/196):
(وهذا الاحتجاج عليهم لا لهم، لأن الله تعالى لم يقل فيتبعون ما استحسنوه وإنما قال عز وجل: {فيتبعون أحسنه}. واحسن الأقوال ما وافق القرآن وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم هذا هو الإجماع المتيقن من كل مسلم.
ومن قال غير هذا فليس مسلماً، وهو الذي بينه عز وجل إذ يقول: {فإن تنازعتم في شيء فردوه إلى الله والرسول إن كنتم تؤمنون بالله واليوم الآخر}، ولم يقل تعالى فردوه إلى ما تستحسنون
والحق حق وإن استقبحه الناس، والباطل باطل وإن استحسنه الناس فصح أن الاستحسان شهوة واتباع للهوى وضلال وبالله تعالى نعوذ من الخذلان) أهـ.

2- حديث: (ما رآه المسلمون حسناً فهو عند الله حسن).
فيقال لهم: هذا ليس بمرفوع بل موقوف على ابن مسعود رضي الله عنه وليس في قول أحد بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم، في ديننا حجة، ولو كان في ذلك حجة، لما كان في هذا الدليل خاصة حجة أو وجه للدلالة على ما موّهوه، إذ هو إشارة إلى اجتماع المسلمين، والإجماع لا يكون إلا عن دليل ، وليس فيه دلالة على أن ما رآه آحاد المسلمين أو بعض جماعاتهم وطوائفهم حسناً، أنه يكون حسناً عند الله .

أقوال مضيئة للعلماء في الاستحسان
الإمام محمد بن إدريس الشافعي (150 - 204هـ):
قال رحمه الله تعالى: (من استحسن فقد شرع) أهـ من المستصفى (1/274).
وقال: (إنما الاستحسان تلُّذذٌ) ص 507 الرسالة فقرة (1464) .
(ليس لأحد دون الرسول صلى الله عليه وسلم أن يقول إلا بالاستدلال. ولا يقول بما استحسن، فإن القول بما استحسن شيء يحدثه لا على مثال سبق) ص (25) الرسالة فقره (70).
وقال: (وهذا يبين أن حراماً على أحد أن يقول بالاستحسان، إذا خالف الاستحسان الخبر والخبر من الكتاب والسنة. عينُ يتأخى معناها المجتهد ليصيبه كما البيت يتأخاه من غاب عنه ليصيبه) ص(504) الرسالة فقرة (1456
وفي رواية عنه أنه قال: (القول بالاستحسان باطل).
(ولو جاز لأحد الاستحسان في الدين لجاز ذلك لأهل العقول من غير أهل العلم ولجاز أن يشرع في الدين في كل باب وأن يخرج كل أحد لنفسه شرعاً) أهـ .

أبو محمد علي بن أحمد بن سعيد بن حزم الظاهري (384 - 456 هـ):
يقول رحمه الله: (الحق حق وإن استقبحه الناس، والباطل باطل وإن استحسنه الناس، فصح أن الاستحسان شهوة، واتباعُ للهوى وضلال، وبالله تعالى نعوذ من الخذلان) (196/2) من الإحكام في أصول الأحكام.
يقول: (ونحن نقول لمن قال بالاستحسان: ما الفرق بين ما استحسنت أنت واستقبحه غيرك، وبين ما استحسنه غيرك واستقبحته أنت؟ وما الذي جعل أحد السبيلين أولى بالحق من الآخر؟ وهذا ما لا انفكاك منه، وبالله تعالى التوفيق) ص (200/2).

الإمام موفق الدين عبد الله بن أحمد بن قدامة المقدسي (541 - 620 هـ):
قال في روضة الناظر وجنَّة المناظر (ص147 - 148): (إنَّا لنعلم بإجماع الأمة قبلنا على أن العالم ليس له الحكم بمجرد هواه وشهوته من غير نظر في الأدلة . والاستحسان من غير نظر، حكم بالهوى المجرد. فهو كاستحسان العامي، وأي فرق بين العامي والعالم غير معرفة الأدلة الشرعية وتمييز صحيحها عن فاسدها. ولعل مستند استحسانه، وهم وخيال إذا عرض على الأدلة لم يحصل منه طائل... ).

الاستصلاح أو المصالح المرسلة
اعلم أن الأصل أن الله تعالى قد أكمل لنا الدين فقال تعالى: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي} [المائدة: 3]. وبذلك لم يتركنا سُداً نستصلح أو نستحسن أو نتخير ما تشتهيه أنفسنا من الشرع والدين قال تعالى: {أيحسب الإنسان أن يترك سدى} [القيامة].
وبالتالي فكل ما لم يُرشد الله تعالى إليه من المصالح المزعومة فهو باطل وإن استصلحته واستحسنته عقول الخلق. وكل ما نص على أنه مصلحة لهم فهو حق محض وإن استقبحته عقولهم.
ولذا فإن خلاصة كلام العلماء في هذا الباب أن يقسموا المصالح إلى ثلاثة أنواع:
الأول: أن يشهد الشرع باعتبار تلك المصلحة. فنقول سمعنا وأطعنا.
الثاني: أن يلغي الشرع تلك المصلحة ولا ينظر إليها (فهذا لا خلاف في بطلانه لمخالفته النص، وفتح هذا يؤدي إلى تغيير حدود الشرع) .
الثالث: أن لا يشهد الشرع لتلك المصلحة لا بإلغائها ولا باعتبارها، وهذا الذي يشير إليه أكثر الناس حين يذكرون المصلحة المرسلة، وسموه كذلك لاشتماله بزعمهم على مصلحة مطلقة مرسلة، غير محكوم في الشرع على اعتبارها ولا على إلغائها.

والحق الذي نعتقده وندين لله تعالى به أنه لا وجود لمثل هذا النوع الأخير، ومن زعم وجوده فقد اتهم الشرع بالنقصان والكتاب بالتفريط، وخالف بذلك نص قول الله المحكم {ما فرطنا في الكتاب من شيء}، وقوله: {اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي}
ولذا قال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه الصارم المسلول: (لا يجوز إثبات الأحكام بمجرد الاستحسان والاستصلاح، فإن ذلك شرع للدين بالرأي وذلك حرام لقوله تعالى: {أم لهم شركاء شرعوا لهم من الدين ما لم يأذن به الله}).
وقال في الفتاوي (344/11): (القول بالمصالح المرسلة يشرع من الدين ما لم يأذن به الله - غالباً - وهي تشبه من بعض الوجوه مسألة الاستحسان والتحسين العقلي والرأي ونحو ذلك... ).

أقسام المصالح عند العلماء
العلماء يقسمون المصالح عموماً إلى ثلاثة أقسام: ضرورية، وحاجية، وتحسينية.

أما الحاجيات والتحسينيات؛ فباب واسع عند العلماء، ولذلك قال ابن قدامة المقدسي:
(لا نعلم خلافاً في أنه لا يجوز التمسك بهما من غير أصل فإنه لو جاز ذلك لكان وصفاً للشرع بالرأي ولما احتجنا إلى بعثة الرسل ولكان العامي يساوي العالم في ذلك، فإن كل أحد يعرف مصلحة نفسه) أهـ .
وأما الضروريات؛ فهي ما يسميها العلماء بمصلحة درء المفاسد عنها، وهي ستة: الدين والنفس والنسب والعرض والعقل والمال.
ولم يترك الشرع وسيلة حفظ هذه الضروريات تبعاً لما يهوى الخلق وما يشتهون بل حد حدوداً.
فقضى بقتل المرتد حفاظاً على الدين، وبالقصاص حفاظاً على الأنفس وبحد الزنا وبالعدة على المتوفى عنها زوجها والمطلقة ونحو ذلك حفظاً للنسل والنسب كما شرع حد القذف حفظاً للأعراض وحد الخمر حفاظاً على العقول،وحرم الربا وبعض أنواع البيوع، وشرع حد السرقة حفظاً للمال، ولذلك فأدلة الشرع متضافرة على اعتبار هذه المصالح والمحافظة عليها.
ومادام الشرع قد قضى بوسائل محددة للحفاظ على هذه المصالح فلا يحل ابتداع وسائل لم ينص عليها الشرع أو ليس لها أصل فيه، والتشريع بمحض الهوى بحجة الحفاظ على هذه المصالح باطل.

من صور من تمادى فى المصالح حتى قدمها على الدليل-
أحد المشايخ ضرب على ذلك مثلاً بالجزائر حين خرج المستعمر الفرنسي منها، فزعم أن أغلب اقتصادها كان آنذاك مبنياً على صناعة الخمور، فأخذ يسفه عقول القائلين بإغلاق تلك المصانع فوراً ويصفهم بالجمود مع النصوص وعدم فهم روحها وأن المصلحة تقتضي إقرار تلك المصانع والتدرج مدة في إلغائها. خشية من مفسدة انهيار الاقتصاد وتضرر الشعب . مع أن الله تعالى قد ألغى مثل هذا الاستصلاح وبين يوم أن قضى بمنع المشركين من دخول الحرم، وقد علم سبحانه بخوّف بعض المؤمنين من مفسدة ضعف الاقتصاد وكساد التجارة التي قد تنتج عن ذلك المنع المفاجئ، فقال سبحانه: {وإن خفتم عيلة فسوف يغنيكم الله من فضله إن شاء إن الله عليم حكيم} [التوبة: 28].
وهكذا فقد بلغ الأمر بأصحاب هذه الاستصلاحات أن يسموا الوقوف مع الأدلة الشرعية وعدم تعدّي حدود الله جموداً مع النصوص.
فنقول لهم: أن كان هذا جموداً عندكم فنحن نعلنها بأننا فخورون بهذا الجمود معتزون به ونسأل الله تعالى أن يحيينا ويميتنا عليه. وهنيئاً لكم بالانحلال عن النصوص والتحرر من الأدلة وتعدي حدود الله في ظل استصلاحاتكم واستحساناتكم المتهافتة.

المصالح المرسلة ومثال الترس
ولاستكمال الكلام في هذا الموضوع ولكي لا نُبقي للمتلاعبين في دين الله ثغره. اعلم أن بعض العلماء قد تكلموا في قبول المصلحة إن اجتمعت فيها شروط ثلاث:

أولها: أن تكون مصلحة حقيقية وليست مصلحة وهمية.
ثانيها: أن تكون مصلحة عامة وليست شخصية.
ثالثها: أن لا تعارض هذه المصلحة حكماً أو دليلاً شرعياً.

جاء في إرشاد الفحول ص (242): (إن كانت تلك المصلحة ضرورية،قطعية، كلية، كانت معتبرة فإن فقد أحد هذه الثلاثة لم تعتبر. والمراد بالضرورية: أن تكون من الضروريات الخمس. وبالكلية: أن تعم جميع المسلمين لا لو كانت لبعض الناس دون بعض أو في حالة مخصوصة دون حاله. واختار هذا الغزالي والبيضاوي ومثّل الغزالي للمصلحة المستجمعة - أي: لهذه الشروط - بمسألة الترس) أهـ.
هذا مع أن من قال بها من العلماء قد قيّدها بقيود ثقال لما فيها من استحلال الحرام.
ومن تلك القيود:
أن لا يوجد سبيل إلى قتل الكفار وصدهم إلا بقتل الترس فإن وجد غير هذا السبيل لم يحل قتل الترس بحال.
أن يتيقن بأن ترك الكفار وعدم قتلهم لأجل الترس فيه هلاك حقيقي للمسلمين وللترس أيضا.
أن يتق المسلمون الله في قتالهم هذا ما استطاعوا فلا يقتلوا من الترس إلا ما اضطروا حقيقة إلى قتله.
ومع هذا فإن كثيرا من المفتونين في هذا الزمان يحتجون بمسألة الترس هذه وينزلونها بلا مبالاة وبكل سهولة ويسر على أبواب خطيرة تخرج من دائرة الإسلام وتفضي إلى البراءة من ملة التوحيد... كالولوغ في كثير من أعمال الكفر ووظائفه

تنبيه:
الى أصل عظيم وقاعدة مهمة أغفلها أكثر الناس: أعظم مصلحة في الوجود لا يجوز تعطيلها و معارضتها بأي مصلحة دونها.
قد علمت أن المصالح الضرورية التي اعتبرها الشارع ستة هي: الدين والنفس والنسب والعرض والعقل والمال.
وأعظم هذه المصالح كلها على الإطلاق هو الدين، لأنه إذا كانت الضروريات الأخرى قد اعتبرها الشارع لأنها تحفظ على الناس دنياهم وأمور معاشهم. فإن الدين يحفظ عليهم دنياهم وآخرتهم وبه وحده النجاة. ولذلك كان أشد الحدود ما وضعه الله تعالى لحفظ جناب الدين، وهو القتل كما في حديث (من بدّل دينه فاقتلوه) ونحوه، خصوصاً وقد جعله الله حقاً محضاً له تعالى لا يشاركه فيه أحد.
وأعظم ما في الدين (التوحيد). الذي هو ضد (الشرك)، إذ ما خلق الله الخلق إلا من أجل تحقيقه واجتناب نقيضه وضده.
قال تعالى: {وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون}. أي: ليعبدونني وحدي.
وما ارسل سبحانه الرسل ولا أنزل الكتب إلا من أجله، قال تعالى: {ولقد بعثنا في كل أمةٍ رسولاً أن أعبدوا الله واجتنبوا الطاغوت}.
وقد تضافرت الأحاديث أيضا عن المصطفى صلوات الله وسلامه عليه تخبر بأن مدار دخول الجنة والنجاة من النار موقوف على تحقيق التوحيد واجتناب الشرك والتنديد، وما بقية الشرائع إلا متممات ومكملات ومثبتات لهذا الأصل الأصيل.
فأعظم مصلحة في الوجود إذن هي توحيد الله تعالى.
ومن أجل ذلك شرع الله الجهاد والاستشهاد فكانت هذه المصلحة مقدمة على كل المصالح الأخرى من نفس أو مال أو عرض أو غيرها إذ شرعة الجهاد حقيقتها بذل جميع المصالح والضرورات من أجل حفظ جناب هذه المصلحة الكبرى. ويبين ذلك قوله تعالى: {والفتنة أكبر من القتل} [البقرة: 217].
كما وأن أعظم مفسدة في الوجود هو الشرك الذي يناقض التوحيد، لأن ما دونه قد يغفر للموحد أو يشفع فيه شفيع مطاع أو يعذب بقدره ثم يكون مصيره مصير الموحدين.
أما من مات وهو مشرك بالله فقد قال تعالى فيه: {إنه من يشرك بالله فقد حرّم الله عليه الجنة}، وقال سبحانه: {أن الله لا يغفر أن يشرك به ويغفر ما دون ذلك لمن يشاء}.
فإذا تقرر هذا وعرفه المرء. لم يجز له أن يقدم على مصلحة التوحيد أي مصلحة في الوجود. كما وليس له أن يعظم، إلى جنب مفسدة الشرك أي مفسده في الوجود، لأن الشرع قد قرر أن التوحيد أعظم مصلحة وان التنديد أعظم مفسدة. وهذا إنما مرده إلى الشرع، لا للعقل أو الهوى والاستحسان كما هو مقرر في دين الله.

بيان طرف من كلام شيخ الإسلام
يقول شيخ الإسلام ابن تيمية الذي يستشهد به كثير من الناس، دون أن يربطوه بهذا الأصل ودون أن يفقهوه وفقا له، حيث يقول: (إذا تعارضت المصالح والمفاسد والحسنات والسيئات أو تزاحمت، فإنه يجب ترجيح الراجح منها فيما إذا ازدحمت المصالح والمفاسد، وتعارضت المصالح والمفاسد فإن الأمر والنهي وإن كان متضمنا لتحصيل مصلحة ودفع مفسدة فينظر في المعارض له، فإن كان الذي يفوت من المصالح أو يحصل من المفاسد أكثر، لم يكن مأمورا به، بل يكون محرماً إذا كانت مفسدته أكثر من مصلحته لكن اعتبار مقادير المصالح والمفاسد هو بميزان الشريعة) أهـ .

فلو عقل المتكلم أو الكاتب وفهم أن أعظم مصلحة في الوجود هي التوحيد لما قدّم عليها أي مصلحة مرجوحة مزعومة أخرى . وكذا لو عقل أن أعظم مفسده في الوجود هي الشرك بالله، لما ترك درأها، ولا احتملها لأجل مفسدة هي أدنى منها واصغر، مهما بالغ في وصفها أصحابها كما هو شأن المدافعين عن المشاركة في كثير من أبواب الكفر والتشريع والحكم بغير ما أنزل الله حين يستدركون لباطلهم ذاك بميزان المفاسد والمصالح فيطففون جهلاً منهم أو تجاهلاً.

شبهة و الرد عليها
أن النبي صلى الله عليه وسلم ترك تطبيق بعض حدود الله وترك قتل المنافقين الذين أعلنوا الكفر أو وقعوا ببعض المخالفات التي تستحق حدا، كعبد الله بن أبي والمستهزئين بالقراء الذين نزل فيهم قوله تعالى: {لا تعتذروا قد كفرتم بعد إيمانكم}، اتباعا للمصلحة وتقديماً لها على الحدود الثابتة بحق أصحابها.

فقد عقد ابن حزم في محلاة (11/201) تحت رقم (2199) مسألة يرد فيها على كل من زعم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عرف واطلع على أن المنافقين قد ارتدوا وكفروا علناً بعد إظهارهم للإسلام، ومع هذا لم يقتلهم ولا أنفذ فيهم حد الردة. أو نحوه من الحدود التي استحقوها.
فبعد أن بيّن أن المنافقين الذين يُحتج ببعض مخالفاتهم في هذه الشبهة على قسمين: قسم لم يعرفهم عليه السلام قط. وقسم آخر افتضحوا فعرفهم فلاذوا بالتوبة.
قال شيخ الإسلام ابن تيميةفي كتابه (الصارم المسلول) حول ذلك كلاماً نفيسا قريبا من كلام ابن حزم فسرد ص (346) قوله تعالى {يحلفون بالله ليرضوكم..}، وقوله: {سيحلفون لكم إذا انقلبتم إليهم لترضوا عنهم...}، وقوله: {يحلفون بالله ما قالوا...}، وقوله تعالى: {اتخذوا أيمانهم جنة...}، ونحوها من الآيات، ثم ذكر أنها دلت كلها على أن المنافقين كانوا يرضون المؤمنين بالأيمان الكاذبة، وينكرون ما يقعون فيه من الكفر ونحوه. ويحلفون أنهم لم يتكلموا بكلمة الكفر.
وذكر مثل ذلك أيضا ص (355) وأن البينة لم تكن تثبت على مقالاتهم وربما سمعها منهم الرجل المؤمن الواحد أو المرأة أو الصبي فينقلها إلى النبي صلى الله عليه وسلم فيحلفون بالله أنهم ما قالوها، ولا يتوفر من يكمل نصاب الشهادة معهم. ومثل هذا يتنزل على حد القذف المذكور في حادثة الإفك. ولا يقال إن القرآن قد شهد عليهم بذلك لأن القرآن لم يعين أسماء ولم يكن النبي صلى الله عليه وسلم يعامل المنافقين بأحكام الدنيا بما يعلمه عنهم بالغيب عن طريق الوحي، بل بما يظهرون أو يثبت عليهم بالبينة.
قال ابن حزم في الموضع المشار إليه آنفاً (218/11): (ومن ظن أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لا يقتل من وجب عليه القتل من أصحابه فقد كفر وحل دمه وماله لنسبته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم الباطل ومخالفة الله تعالى. والله لقد قتل رسول الله صلى الله عليه وسلم أصحابه الفضلاء المقطوع لهم بالإيمان والجنة إذ وجب عليهم القتل كماعز والغامدية والجهنية رضي الله عنهم فمن الباطل المتيقّن والضلال البحت والفسوق المجرد بل من الكفر الصريح أن يعتقد أو يظن من هو مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم يقتل مسلمين فاضلين من أهل الجنة من أصحابه أشنع قتله بالحجارة... ثم يعطل إقامة الحق الواجب في قتل المرتد على كافر يدري أنه ارتد ثم لا يقنع بهذا حتى يصلي عليه ويستغفر له وهو يدري أنه كافر. وقد تقدّم نهي الله تعالى له عن الاستغفار للكفار. ونحن نشهد بشهادة الله تعالى أن من دان بهذا واعتقده، فإنه كافر مشرك مرتد حلال الدم والمال نبرأ إلى الله تعالى منه ومن ولايته) أهـ

 أقوال ومواقف مضيئة للعلماء والدعاة و أئمة الهدى والملوك الصالحين في المصلحة العارية عن الدليل
الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز رحمه الله تعالى (101هـ):
قال يحيى الغساني: (لما ولاني عمر بن عبد العزيز الموصل قدمتها فوجدتها من أكثر البلاد سرقة ونقباً، فكتبت إليه أعلمه حال البلد وأسأله: آخذ الناس بالظنة، وأضربهم على التهمة؟ أو آخذهم بالبينة وما جرت عليه السنة؟ فكتب اليَّ، أن آخذ الناس بالبينة وما جرت عليه السنة فإن لم يصلحهم الحق فلا أصلحهم الله).

أبو عبد الله سفيان بن سعيد بن مسروق الثوري (161هـ):
قال الذهبي: سمعت العنبري سمعت البوشنجي سمعت أبا صالح الفراء سمعت يوسف بن أسباط يقول قال لي سُفيان: (إذا رأيت القارئ يلوذ بالسلطان فاعلم أنه لصّ، وإذا رأيته يلوذ بالأغنياء فاعلم أنه مراءٍ، وإياك أن تخدع، ويقال لك: ترد مظلمة، وتدفع عن مظلوم، فإن هذه خدعة إبليس، اتخذها القُراء سُلّما) أهـ سير أعلام النبلاء (13/586).
وكتب سفيان إلى عباد بن عباد... وكان في كتابه: (إياك والأمراء أن تدنو منهم أو تخالطهم في شيء من الأشياء وإياك أن تُخدع ويُقال لك لتشفع وتدرأ عن مظلوم أو ترد مظلمة، فإن ذلك خديعة إبليس، وإنما اتخذها فُجَّار القراء سلما...) أهـ الحلية لأبي نعيم (6/376 - 377).

الملك محمود سبكتكين (421 هـ):
هو صاحب بلاد غزنة تملك بعد أبيه فسار في رعاياه سيرة عادلة وقام في نصر الإسلام وفتح فتوحات كثيرة وعظم شأنه واتسعت مملكته فكان يخطب في سائر ممالكه للخليفة القادر بالله، وكانت رسل العبيديين تفد عليه من مصر بالكتب والهدايا لأجل استمالته إلى جهتهم فكان يحرق كتبهم وهداياهم، وفتح في بلاد الكفار من الهند فتوحات هائلة لم تتفق لغيره وكسر كثيراً من أوثانهم وأصنامهم ومن جملة ما كسر صنم يقال له سومنات هو صنم الهند الأعظم الذي كانوا يفدون إليه من كل فج عميق، كما يفد الناس إلى الكعبة البيت الحرام وأعظم، وينفقون عنده النفقات والأموال الكثيرة، التي لا توصف ولا تعد، وكان عليه من الأوقاف عشرة آلاف قرية ومدينة مشهورة، وقد امتلأت خزائنه أموالاً، وعنده ألف رجل يخدمونه فثلثمائة رجل يحلقون رؤوس حجيجه، وثلثمائة رجل يغنون ويرقصون على بابه، لما يضرب على بابه الطبول والبوقات، وكان عنده من المجاورين ألوف يأكلون من أوقافه، وقد كان البعيد من الهنود يتمنى لو بلغ هذا الصنم، وكان يعوقه طول المفاوز وكثره الموانع والآفات.

فاستخار الله السلطان محمود لما بلغه خبر هذا الصنم وعُبَّاده، وكثرة الهنود في طريقه، والمفاوز المهلكة، والأرض الخطرة في تجشم ذلك في جيشه وأن يقطع تلك الأهوال إليه، وقد كان الهنود كلما فتح السلطان محمود في الهند فتحاً وكسر صنماً من أصنامهم قالوا: (إن هذه الأصنام قد سخط عليها سومنات ولو أنه راض عنها لأهلك من تقصدها بسوء)، فلما بلغ ذلك السلطان، زاد من عزمه على غزوه فندب جيشه لذلك فانتدب معه ثلاثون ألفاً من المقاتلة ممن اختارهم لذلك سوى المتطوعة وسار من غزنة عاشر شعبان من سنة 418 هـ ظناً منه أن الهنود إذا فقدوه ورأوا كذب أدعائهم فيه دخلوا في الإسلام.

فلما انتهى هو وجيشه إلى بلد ذلك الوثن ونزلوا بساحة عباده فإذا هو بمكان بقدر المدينة العظيمة، ورأى الهنود من المسلمين، قتالاً لم يعهدوا مثله، وقاتل الهنود على باب الصنم أشد القتال وكان الفريق منهم بعد الفريق يدخلون إلى سومنات فيعتنقونه ويبكون ويخرجون فيقاتلون إلى أن يقتلوا. فقتل منهم المسلمون خمسين ألفاً وما كان أسرع من أن ملكوا الصنم فقلعوه وأوقدوا تحته النار. وقد كان الهنود بذلوا للسلطان محمود أن يأخذ أموالاً ويبقى الصنم لهم، فقال: حتى استخير الله عز وجل، فلما أصبح قال: (إني فكرت في الأمر الذي ذكر، فرأيت أنه إذا نوديت يوم القيامة؛ أين محمود الذي كسر الصنم؟ أحب إليّ من أن يقال؛ الذي ترك الصنم، لأجل ما يناله من الدنيا)، ثم عزم فكسره رحمه الله فوجد عليه وفيه من الجواهر واللآلي والذهب والجواهر النفيسة ما ينيف على ما بذلوه له بأضعاف مضاعفة، ونرجو من الله له في الآخرة الثواب الجزيل. (البداية والنهاية) لابن كثير (22/12) وانظر الكامل في التاريخ لابن الأثير في حوادث سنة 416 هـ.

وأقول هنا:
لو أن بعض من يتصدرون للدعوة ومصلحتها في زماننا هذا كانوا في موقفة ذاك لجادلوا واستحسنوا واستصلحوا بأفكارهم وعقولهم، أن أخذ المال المعروض أولى وأنفع للمسلمين ومصالحهم من كسر الصنم خصوصاً مع هزيمة الهنود. وبعد وبعد. ولأن ولكن.. وعسى ولعل.. إلى غير ذلك من سفسطاتهم السمجة، واستحساناتهم ومصالحهم الشهوانية، {ومن يرد الله فتنته فلن تملك له من الله شيئاً}.

سيد قطب:
يقول رحمه الله تعالى في أفراح الروح : (من الصعب عليَّ أن أتصور كيف يمكن أن نصل إلى غاية نبيلة باستخدام وسيلة خسيسة؟! إن الغاية النبيلة لا تحيا إلا في قلب نبيل: فكيف يمكن لذلك القلب أن يطيق استخدام وسيلة خسيسة؛ بل كيف يهتدي إلى استخدام هذه الوسيلة؟!
حين نخوض إلى الشط الممرع بركة من الوحل لابد أن نصل إلى الشط ملوثين. إن أوحال الطريق ستترك آثارها على اقدامنا وعلى مواضع هذه الأقدام، كذلك الحال حين نستخدم وسيلة خسيسة: إن الدنس سيعلق بأرواحنا، وسيترك آثاره في هذه الأرواح، وفي الغاية التي وصلنا إليها) أهـ.
ويقول عند قوله تعالى في سورة الحج {وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله ما يلقي الشيطان... الآية}: (ولقد تدفع الحماسة والحرارة أصحاب الدعوات بعد الرسل والرغبة الملحة في انتشار الدعوات وانتصارها. تدفعهم إلى استمالة بعض الأشخاص أو بعض العناصر بالإغضاء في أول الأمر عن شيء من مقتضيات الدعوة يحسبونه هم ليس أصيلاً فيها، ومجاراتهم في بعض أمرهم كي لا ينفروا من الدعوة ويخاصموها.
ولقد تدفعهم كذلك إلى اتخاذ وسائل وأساليب لا تستقيم مع موازين الدعوة الدقيقة، ولا مع منهج الدعوة المستقيم. وذلك حرصاً على سرعة انتصار الدعوة وانتشارها. واجتهاداً في تحقيق "مصلحة الدعوة" ومصلحة الدعوة الحقيقية في استقامتها على النهج دون انحراف قليل أو كثير. أما النتائج فهي غيب لا يعلمه إلا الله، فلا يجوز أن يحسب حملة الدعوة حساب هذه النتائج. إنما يجب أن يمضوا على نهج الدعوة الواضح الصريح الدقيق، وأن يدعوا نتائج هذه الاستقامة لله. ولن تكون إلا خيراً في نهاية المطاف.

ولقد تتحول "مصلحة الدعوة" إلى صنم يتعبده أصحاب الدعوة وينسون معه منهج الدعوة الأصيل، إن على أصحاب الدعوة أن يستقيموا على نهجها ويتحروا هذا النهج دون التفات إلى ما يعقبه هذا التحري من نتائج قد يلوح لهم أن فيها خطراً على الدعوة وأصحابها! فالخطر الوحيد الذي يجب أن يتقوه هو خطر الانحراف عن النهج لسبب من الأسباب، سواء كان هذا الانحراف كثيراً أو قليلاً. والله أعرف منهم بالمصلحة وهم ليسوا بها مكلفين. إنما هم مكلفون بأمر واحد. ألا ينحرفوا عن المنهج، وألا يحيدوا عن الطريق...) أهـ ص (2435/4).

مسك الختام
فتوى لشيخ الإسلام ابن تيمية في "مصلحة الدعوة"
وهذه فتوى يُسأل شيخ الإسلام فيها عن أحد المشايخ المعروفين بالخير واتباع السنة، أراد أن يدعو جماعة من القتلة وقطاع الطرق والسُرّاق وشراب الخمر. وقصد إلى هدايتهم ومنعهم من ذلك فلم يتمكن من ذلك - على زعم السائل - إلا بأن يجمعهم على سماع بالدف وغناء مباح، ففعل ذلك معهم إلى أن تاب منهم جماعة وأصبحوا بعد أن كانوا لا يصلون ولا يزكون بل يسرقون ويقتحمون الكبائر والموبقات أصبحوا يتورّعون عن الشبهات ويؤدون المفروضات ويجتنبون المحرّمات.
فسئل شيخ الإسلام؛ هل يباح مثل هذا الفعل لهذا الشيخ لما يترتب عليه من المصالح؟
فكان ملخص جواب الشيخ أن بين:
أن هذا السماع الذي يجتمع عليه الناس أو الصوفية إن اتخذ قربه إلى الله تعالى فهو سماع بدعي.
وأن السلف الصالح من أهل القرون المفضلة لم يكونوا يعرفونه وإنما كان سماعهم المفضل هو تلاوة كتاب الله تعالى والاجتماع عليه.
ثم بيّن أن الله عز وجل قد أكمل لنا الدين فلم يُبق فيه نقصاً أو خللاً يحتاج من أحد سده أو تكميله.
وابطل زعم السائل بأنه لا يمكن هداية الخلق أو نصرة الدين إلا بأمثال هذه الطرق البدعية. لأن الله تعالى قد أعطانا الطرق والوسائل الشرعية الكافية الشافية، التي كان يدعو بها النبي صلى الله عليه وسلم واهتدى بها وعليها من كانوا أشر من المسؤول عنهم وأطغى.
وبيّن رحمه الله تعالى أنه لا يعدل أحد عن هذه الوسائل الشرعية إلى طرق ووسائل بدعية إلا لجهل أو عجز أو غرض فاسد.
وبالتالي ذم فعل ذلك الشيخ وإن ترتبت عليه تلك المصالح المزعومة. وجعل طريقة دعوته بدعية ووصفه بأنه شيخ جاهل بالطرق الشرعية التي بها يدعى إلى الله أو عاجز عنها.
وأكد على وجوب اتباع كلام الله وكلام الرسول صلى الله عليه وسلم في الدعوة إلى الله وهداية المنحرفين والعصاة فإن الله لم يخلقنا سدى نتخبط كيف نشاء في الظلمات، بل لم يترك سبحانه خيراً إلا ودلنا عليه، وحدد لنا الوسائل الشرعية الموصلة إلى مقصوده ورضاه جل وعلا.

هذا ملخص فتوى شيخ الإسلام ابن تيمية وهي فتوى صغيرة الحجم لكنها عظيمة القدر خصوصاً في زماننا هذا حيث كثر أتباع ذلك الشيخ ممن يتبعون وسائل واستصلاحات ما أنزل الله بها من سلطان زاعمين نصرة الدين وهداية الخلق. بل إن من دعاة زماننا من انحرف انحرافاً بيّناً وتعدى ما فعله ذلك الشيخ. فإنه وكما عرفت إنما جمعهم على غناء لشعر مباح لكنه أراد أن يجعل ذلك الغناء قربة إلى الله تعالى باتخاذه طريقاً لدعوة الناس وهداية الضالين فكان بذلك مذموماً.

وموضع الفتوى من مجموع فتاوى شيح الإسلام في المجلد 11ص (620).
هذا وقد قمت باختصار شيء من الفتوى لأن شيخ الإسلام قد توسع فيها في مسألة السماع، وعلقت على بعض المواضع منها بتعليقات تناسب المقام
أسال الله العلي القدير أن يتقبل ذلك منا وأن يجزي شيخ الإسلام عنا خير الجزاء.

و نص الفتوى لمن أراد الاطلاع عليه كاملا
http://gaballah.blogspot.com/2012/09/blog-post_1076.html?spref=fb

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين